اعلان

أحد أبطال أكتوبر بكفر الشيخ يروى شهادته: المشير أبو غزالة أخبرنا بساعة الصفر.. أول طلقة لي قصفت برج مراقبة للعدو (صور)

البطل حسن أحمد السايس
البطل حسن أحمد السايس

حرب أكتوبر تلك الذكرى التى استعدنا فيها كرامتنا بعد سنوات من الهزيمة شعر فيها المصريون بالمهانة لضياع أرضهم، نصر أثبتت فيه القوات المصرية للعالم أجمع مدى عظمتها، وأن المصريين لا يفرطون فى ذرة من رمال الأرض الطاهرة التى دنسها العدو بتواجده عليها لسنوات ظنا منه أنه تملكها للأبد، إلى أن جاء النصر الذى جعله يستيقظ من أحلام اليقظة التى عاشها طويلاً.

ذكريات تروى لأول مرة عن الحرب

كثير من أبطال أكتوبر حاربوا وانتصروا ولكن غابت عنهم الأضواء طوال تلك السنوات، لتبقى ذكرياتهم وشهاداتهم حبيسة صدورهم تنتظر تلك الفرصة التى يبوحون فيها بتلك الشهادة عن ذكرى يشعرون بالفخر بسببها طوال تلك السنوات.

حسن أحمد إبراهيم السايس، أحد أبطال حرب أكتوبر الذين حققوا النصر، وابن من أبناء محافظة كفر الشيخ، يملك من العمر 71 عاماً، ورتبته إبان حرب أكتوبركانت عريف، أما مهنته فكانت رام على دبابة بـ سلاح المدفعية.

٢:٠٢ ظهرا كانت ساعة الصفر لفصيلتنا

يقول حسن، بطل أكتوبر فى حواره الخاص لـ'أهل مصر': كانت بداية المعركة بالنسبة لنا من على جزيرة البلاح، وكانت مهمتنا الأولى تدمير نقطتين من خط برليف وهما (النقطتين 606، و510)، ولقد حققنا تلك المهمة، أما مهمتنا الثانية كانت حماية المشاة الذين سيعبرون فى الدبابات البرمائية أثناء عبورهم البر الثانى.

ويضيف: زارنا المشير عبدالحليم أبو غزالة وأخبرنا أن ساعة الصفر بالنسبة للفصيلة ستكون فى الساعة الثانية ودقيقتين، وأن أول طلقة ستخرج من عندنا ستكون فى هذا التوقيت.

ويتابع: كل شخص كان يكتب اسمه وعنوانه على ورقة ويضعها بملابسه ومنهم من كتب على جسده، حتى إذا استشهد يستدل عليه، و لكن لم نكن نشعر بالخوف من الموت.

دمرنا دبابة للعدو

مواقف كثيرة يتذكرها بطل حرب أكتوبر رغم مرور كل تلك السنوات فيقول: فى أحد أيام الحرب بعدما عبرنا كانت الساعة 12 ليلا، وكانت هناك دبابة متواجدة على بعد مسافة منا وكنا نظن أنها مصرية، لأن الجندى المتواجد على ظهر الدبابة كان يضرب معنا، ولكن الدبابة كانت توجه المدفع ناحية طاقم من القوات المصرية متواجد بالقرب منا، وقام المدفع بتوجيه ضربة ناحية الطاقم فاستشهد معظم جنوده، لنكتشف بعدها أنها دبابة للعدو، ولقد قام كل جندى منا بضرب طلقة واحدة على الدبابة الإسرائيلية، كما قمت بإطلاق دانة عليها.

دانة قسمت جسد السائق نصفين

ويقول: فى صباح اليوم التالى توجهت للدبابة ورأيت أثر الدانة التى أطلقتها عليها، ورأيت سائق الدبابة الذى كان ممسكا بها يحاول الخروج منها ولكن الدانة التى أطلقتها قامت بفصل جسده لقسمين وكان نصفه الأعلى هو المعلق بالدبابة.

مواقف لا أستطيع نسيانها

ويضيف: من المواقف التى لا يمكن نسيانها فى يوم الثالث من أكتوبر، كنا تنتظر تعليمات جديدة من القادة، وكل منا كان موجودا بحفرته، وكنت مرتديا بيادتى منذ 22 يوماً لم أخلعها، فقمت بخلعها وكنت أقف دون حذاء بالحفرة، وجاءت طائرة للعدو ووجهت ضربة لإحدى دباباتنا، ولكن القنبلة لم تصب الدبابة بل جاءت على بعد 50 متراً، فاشتعلت النيران أسفل الدبابة، وأسرعنا جميعا وقمنا بإطفائها، ولكن الطاقم الموجود بالدبابة استشهد جميعه، وسرت وأن دون حذاء وحملت أحد زملائى وذهبت به للنقطة الطبية فى القنطرة ومدفعية العدو كانت توجه ضرباتها علينا وقتها.

مواقف استشهاد لأبطالنا بالحرب

ويتابع: جاءت سيارة لأخذ الشهداء بعدها، وذهبت أنا والحكمدار للموقع لحمل جثمان حكمدار الدبابة التى ضربت، وأثناء حملنا للشهيد أصيب الحكمدار بشظية قسمت جسده نصفين، 'خلى العربية دايرة'، كلمات كان يقولها الحكمدار بعد إصابته ظنا منه أنه سيتم إنقاذه وسيذهب للنقطة الطبية، ولكنه اسشتهد فحملناه ودفناه بالمقابر.

وأردف: من المواقف الصعبة أيضاً كان هناك جندى نائماً بحفرته، ووجه العدو ضربة للحفرة ليتم ردمها عليه بعدها ويستشهد وتركناه بالحفرة وقمنا بوضع علامة عليه، وكانت دباباتنا تسير وراء بعضها يوما ما، وأصاب صاروخ للعدو أحد جنودنا المتواجدين على الدبابة ليختفى عن الأنظار بعدها ولم نجده، وصعد جندى أخر بدلا منه ليتولى مكانه على الدبابة، ومن المواقف البطولية أيضا لقواتنا كانت هناك دبابة للعدو فقام حكمدار الدبابة المصرية بأخذ السلاح من عسكرى الدفاع والحراسة وضرب الدبابة ودمرها بمفرده، فخسائرنا فى الحرب لا يمكن مقارنتها بخسائر العدو، إذ أن خسائرهم كانت كبيرة جدا مقارنة بنا.

أوفيت بوعدى.. أول طلقة على برج مراقبة للعدو

واستطرد: قبل الحرب بعدة أيام كان هناك جندى من قوات العدو متواجدا على برج المراقبة بالضفة الأخرى ، وكان دائما ما يقوم بتصوير تحركاتنا، وكنت مغتاظا كثيرا منه، وقلت بينى وبين نفسى أنه عندما تأتى التعليمات بساعة الصفر والحرب، ستكون أول طلقة من سلاحى ناحية هذا البرج، وبالفعل كانت أول ضربة بعد إعلان أننا سنحارب تجاه هذا البرج، ولكن الضربة أصابت البرج فمال من مكانه، ولم تصب الجندى، إلا أنه بعد أن نزل على الأرض أصابته طلقات من قواتنا ومات، فشعرت بالفرحة وقتها.

أسرنا كثيرا من جنود العدو

ويقول: أسرنا كثيرا من جنود العدو وكنا نقوم بتسليمهم وتذهب بهم القوات لمعسكر التل الكبير، ولقد وُجهت ضربة لإحدى الطائرات الإسرائيلية، فقام القائد بالقفز منها مستخدما المنطاد ونزل بيننا فقمنا بأسره وتسليمه.

ويتابع: عندما انتصرنا فى الحرب وبعد أن عدت فى أجازتى استقبلنى الأهالى بحفاوة كبيرة، وفى ذكرى أكتوبر من كل عام، تمر كل تلك الذكريات أمام ناظرى، وأشعر بالفخر كثيراً.

النصر توفيق من عند الله

ويختتم حديثه لـ'أهل مصر' قائلاً: كان هذا النصر توفيق من عند الله، ولم نكن نشعر بالخوف من الموت، فلقد وفقنا الله ونصرنا، ويضيف: لا نستطيع أن نوصل للأجيال الحالية ما عشناه فى الحرب فلن تصل لهم بنفس القوة التى عشناها، كما أنهم لن يستطيعوا تصور الأحداث التى نشرحها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
التموين: توريد 900 ألف طن قمح محلي حتى الآن.. وإضافة فترة مسائية لاستلام المحصول