اعلان

"الحاجة فاطمة" قهرت السرطان بغزل شباك الصيد: زوّجت بناتي من شغلي وبساعد زوجي القعيد" (فيديو وصور)

الحاجة فاطمة صانعة الغزل
الحاجة فاطمة صانعة الغزل

'العمل هو السند الذى يحمينا من غدر الزمان وهو الذى يساعدنا على مواجهة أى ظروف صعبة نمر بها حتى ولو كانت ظروف صحية، وبالعمل نجيب كل اللى نفسنا فيه'.. كلمات من رحم المعاناة بدأت تروى بها الحاجة فاطمة خليل، التى تبلغ من العمر 60 عامًا، لـ'أهل مصر' رحلة تحديها لمرض السرطان بالكفاح والعمل.

الحاجة فاطمة صانعة الغزل

تعلمت غزل الصيد من جدتى ووالدتى

تقول الحاجة فاطمة: تعلمت مهنة غزل الصيد من جدتى ووالدتى، فعندما كنت طفلة صغيرة كنت أجلس بجوارهما وأنظر لكل خطوة تقومان بها أثناء العمل فى غزل الصيد، وكان الغزل مختلف فى نوعية خامته ولكن لم يختلف فى طبيعة عمله.

وتُضيف الحاجة فاطمة: مرّت الأيام وعندما تزوجت كان زوجى يعمل أرزقى وظروفنا على قدّ الحال، وأنجبنا 4 أولاد، وكان لابد أن أستغل ما تعلمته منذ طفولتى حتى أُساند زوجى فى أعباء الحياة وتربية أبنائى الأربعة.

الحاجة فاطمة صانعة الغزل

45 عامًا من الكفاح

وتُتابع: اشتغلت فى عمل الغزل للصيادين وكنت أعطيهم الغزل وعندما يذهبون للصيد وبعد عودتهم وبيع السمك يدفعون لى ثمن الغزل، واستمر الحال على ذلك سنوات، ومرت الأيام وكبر أبنائى الأربعة وزوجت البنات من تعبى وشقايا، حيث طوال 45 عاما وأنا أعمل فى الغزل دون كلل أو ملل.

صانعة الغزل

لم تستسلم للمرض

واستطردت الحاجة فاطمة: 'فوجئت فى العام الماضى أننى مصابة بسرطان الثدى، ومع ذلك لم أستسلم لليأس أو المرض بل بالعكس كان لدى إصرار كبير على العمل حتى أقاوم المرض، ورغم أننى أذهب للعلاج بالكيماوى كل أسبوع بالمستشفى إلا أننى دائمًا أردد الدعاء لله سبحانه وتعالى أن يعيننى على تلك المحنة ويمُنّ عليّ بالشفاء وخاصة أن لدىّ ولدين يحتاجان لى حتى أُساعدهما فى زواجهما مثل أخواتهم البنات، وخاصة أن والدهم أصبح غير قادر على أي عمل'.

محررة اهل مصر مع صانعة الغزل

تفترش الأرض منذ الفجر للعمل

وعن كواليس يومها في عملها بغزل الصيد، تقول الحاجة فاطمة: أستيقظ فجرًا، أُصلى وأبدأ يومى بالعمل حيث أفترش الأرض بسجادة صغيرة وأضع خيوط الغزل حولى وأبدأ فى نسج الغزل باتقان، فهو غزل يدوى أصنعه بيدى والقطعة الواحدة يبلغ طولها 5 أمتار وأستغرق حوالى شهرًا ونصف الشهر حتى أنتهى من عملها وزوجى يعيننى على ذلك، رغم أنه أصبح ملازما للفراش حيث بلغ عمره 70 عاما وهو حاليا لا يستطيع العمل.

قرض بشاير الخير

قرض بشاير الخير

وعن حصولها على قرض المشروعات الصغيرة، تؤكد الحاجة فاطمة أن قرض 'بشاير الخير' ساعدها كثيرًا فى شراء خيوط الغزل، حيث ترددت على جمعية المشروعات الصغيرة منذ أكثر من 10 سنوات عندما كانت قيمة القرض 250 جنيهًا وأصبحت عميلة بالجمعية حتى الآن إلى أن وصلت قيمة القرض 10 آلاف جنيه، وكثيرًا ما يدعمونها فى الجمعية ويسهّلون لها إجراءات عمل أى قرض جديد نظرًا لالتزامها الدائم بمواعيد سداد القرض.

صانعة الغزل

واختتمت الحاجة فاطمة حديثها بقولها: 'الحمد لله على الستر وعلى الإصرار الذى أتسلح به من أجل مقاومة المرض، كنت أعتقد أن الانسان طالما لديه صحة يظل يعمل ولكن عندما داهمنى المرض تأكدت بأن الإصرار على هزيمة المرض يعتبر عمل فى حد ذاته لأنه يتطلب مجهود وصبر'.

WhatsApp
Telegram