اعلان

حلم الثراء يضع 27 شابًا من قرية بالشرقية في قائمة المفقودين بمركب الهجرة غير الشرعية باليونان (فيديو)

كتب : مي كرم

حلم الثراء السريع كان أحد أهداف 33 شابًا من أهالي قرية إبراش التابعة لمركز مشتول السوق في محافظة الشرقية، قرروا السفر إلى إيطاليا على متن مركب هجرة غير شرعية ضمن قرابة 750 شخصًا من جنسيات مختلفة، بحثًا عن مصدر رزق للعيش حياة كريمة.

فاجعة كبرى نزلت كالصاعقة على مسامع أهالي أبراش بعد نبأ غرق المركب المنكوبة قبالة السواحل اليونانية وعلى متنها مئات الأشخاص كانوا في طريقهم إلى إيطاليا في هجرة غير شرعية، بعد أن تداولته وسائل الإعلام ورواد السوشيال ميديا، وانتقلت 'أهل مصر' لرصد روايات أسر الشباب المهاجرين الذين يتعلقون بخيط يطمئنهم على أبنائهم.

أحد الشباب المفقودين

سفر شباب قرية أبراش لإيطاليا دون علم أسرهم

قبل أسبوعين طلب شقيقه من والدته مصروف يده اليومي 10 جنيهات ثم اختفى وبدأت الأسرة رحلة البحث عنه حتى استقبل والده في اليوم التالي مكالمة هاتفية من شقيقه يخبره فيها بتواجده رفقة آخرين من أهل بلدته بالسلوم متوجهين إلى إيطاليا عن طريق السواحل الليبية بحثًا عن مصدر رزق، بحسب 'أحمد العشري' شقيق أحد الشباب المهاجرين.

ويشير 'العشري'، إلى أن والده حاول معه مرارًا وتكرارًا أن يرجع عن قراره ويعود إلى بلده لكنه رفض، ليحاول الاستغاثة بأحد الشباب من أهالي القرية الذي يمكث بإيطاليا منذ عدة سنوات ليساعده في عودة ابنه مرة أخرى حتى وإن وصل الأمر لاحتجازه وعودته ترحيل خشية عليه أنه يواجه مصير غير معلوم كما توقع بحسب روايته، مضيفًا أن ما زاد شقيقه تمسكًا بالسفر كان سببه هروبًا من المشكلات التي تدور بينه وبين أسرته يوميًا بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها لعدم إيجاد فرصة عمل تدر له دخلًا مناسبا للعيش حياة كريمة.

أحد الشباب المهاجرين

بحسب روايات أسر الشاب المفقودين، فإن التواصل انقطع معهم، وفي منتصف الطريق بأحد السواحل تلقوا اتصالات بتعرض أبنائهم للخطر لتهديدهم من قبل أحد الأشخاص بدفع الفاتورة قبل أن يحتجزوهم لعدة أيام بما يسمى بالمخزن حتى يصلهم المبلغ المتفق عليه قيمة السفر وقدره 140 ألف جنيه للشخص الواحد عن طريق التواصل مع مندوب.

أحد الشباب المهاجرين

30 ألف جنيه لعودة شباب أبراش لبلدهم

للعودة حسابات أخرى، دفع مبلغ 30 ألف جنيه هو قيمة استرجاع الفرد الواحد مرة أخرى لبلده بحسب طلب المندوب حينما طالبه بعض أسر المهاجرين بعودة أبنائهم قبل سماعهم خبر غرق المركب المنكوب بيومين.

استغاثاث الشباب المهاجرين التي استمرت 24 ساعة على متن المركب المنكوب لإنقاذهم قبل أن تغرق من خلال توثيقهم العديد من الفيديوهات التي تظهر صرخاتهم آلمت أهالي قرية أبراش بعدما شاهدوها على هواتفهم، وعلمهم بوفاة 5 شباب الأمر الذي بث الرعب في قلوبهم على أبنائهم الذين لم يتجاوز بعضهم العشرين من عمرهم، و80 جثة تم انتشالهم من المياه اليونانية مجهولين الهوية بالنسبة لنا حتى الآن.

إنقاذ 6 مهاجرين

6 أشخاص فقط من شباب قرية أبراش المهاجرين على متن المركب المنكوب هم الناجون من بينهم مصاب طريح الفراش بأحد المستشفيات يتلقي العلاج، ضمن 104 أشخاص تم إنقاذهم حسب علمهم من أحد شباب القرية يمكث بإيطاليا بعدما توجه لليونان للاطمئنان على شباب بلدته، وآخرين مفقودين.

تواصل أهل القرية بذويهم باليونان لم يأتي بجديد يطمئنهم على أبنائهم منذ يومين، سواء ما زالو أحياء أو أموات، فبعضهم من الأسر لديهم أكثر من شاب من المهاجرين على متن المركب الغير شرعية يصل لأربعة أفراد من عائلة واحدة بحسب 'أسامة الشرقاوي' خلال حديثه لـ'أهل مصر' الذي لديه شقيقان واثنين آخرين من نفس العائلة، ذهبوا حالمين بتحقيق أمالهم في جني المال بعدما تتبعت عيونهم شباب قريتهم الذين يصغروهم بالعمر تبدلت حياتهم وتحسنت ظروفهم المعيشية من حياة تحت خط الفقر إلى امتلاكهم ملايين الجنيهات نتاج سفرهم لإيطاليا الأمر الذي زاد من إصرارهم على التمسك بالسفر.

تعترف أسر الشباب المهاجرين أن أبناءهم ارتكبوا خطًأ جسيمًا بقرار سفرهم في هجرة غير شرعية، لكن تعليقهم أن ما دفعهم هو فرصة الحصول على مصدر رزق يُدر لهم دخلًا ليعيشوا حياة كريمة كغيرهم ممن سبقوهم وبذات الطريقة التي يسافر بها شباب القرية على مدار 30 عامًا مطالبين الاطمئنان على ذويهم، الذين جمعوا بعضهم في سرية تامة وتركوا أسرهم دون أن يخبروهم بما ينتوون غير عابئين بهم أو بمصيرهم بالسعي في طريق مجهول.

بدموع منهمرة وقلب محترق تبكي سيدة ستينية على فلذة كبدها العريس الذي لم يتجاوز الثلاثون عامًا من العمر وذهب رفقة أصدقائه تاركًا خلفه زوجته تحمل ابنه الذي لم يرى نور الدنيا داخل أحشائها بعدما ضاق به الحال وتوقف عمله في أعمال النجارة ومكث بالمنزل قرابة 3 أشهر قبل أن يبيع جزءًا من جهاز زوجته العروس من أجل فرصة عمل بإيطاليا تُدر له دخلًا يعينه علي مصاريف ولادتها، تستغيث بالمسؤولين لطمأنتهم على أبنائهم بعد انقطاع أخبارهم وعدم معرفتهم إذا ما كانوا على قيد الحياة ومعتقلين أو أنهم في قائمة الموتى.

WhatsApp
Telegram