اعلان

قبل العثور عليه بمياه بحر يوسف.. أهل مصر ترصد رحلة عذاب دامت 20 يوما لتغيب شاب ببني سويف

أحد شباب بنى سويف
أحد شباب بنى سويف

تغيبت شمس الخميس الموافق، الـ 26 من شهر ديسمبر الماضى لعام 201، وساد الظلام الدامس أرجاء القرية كافة، وبدأت التساؤلات والاستفسارات حول عدم عودة "عاطف" البالغ من العمر 25 عاما، إلى منزلة بقرية معصرة نعسان بمركز ومدينة إهناسيا غرب بنى سويف، منذ خروجه إلى الصيد على أحد جوانب بحر يوسف بالقرية، منذ الصباح، ومنذ ذلك التاريخ بدأت رحلة "عاطف " في التغيب عن المنزل لمدة تجاوزت ال 20 يوما، وقد أسدلت ستارها، وانتهت رحلة البحث عنه، بالقرى والبلاد المجاورة، بالعثور عليه غرقا بمياه البحر، وتم إنتشال الجثة، ودفنها بمقابر الأسرة، رصدت جريدة أهل مصر، قصة المعاناة الإنسانية حول عملية البحث عنه، بهذا التقرير.

قال رأفت سعد شقيق عاطف، إن شقيقة خرج إلى ممارسة الصيد، بأحد جوانب بحر يوسف بقرية معصرة نعسان، في صباح يوم الخميس، الموافق الـ 26 من شهر ديسمبر الماضى، ولكنه تغيب عن المنزل حتى مساء اليوم، بطريقة تثير العديد من التساؤلات حول عدم عودته إلى المنزل مرة أخرى، مما جعل الكل يتسائل أين ذهب حتى هذا الوقت المتأخر، فالكل ينتظره أن يعود بدأ من أسرتة وجيرانه، وأصحابه، بمختلف الأعمار.

وأضاف أننا قمنا بالبحث والسؤال عنه بجميع الأماكن ولدى الجيران والأهل والأقارب، فكانت النتيجة هي عدم وجود أى أثر له بكافة هذة الآماكن ، مشيرا إلى أنه تم إنتهاء اليوم الثانى والثالث بهذة الطريقة، والتى لم تأتى بجديد، يجعلنا نطمئن عليه في أى من الآماكن أو أحد الأصحاب والأقارب.

وأوضح أن أهالي القرية قاموا متضامنين معنا بالبحث عن "عاطف " لا فرق بيننا ولا بين مسلما ولا مسيحيا، فالكل متضامن متكاتف متحمسا بشكل كبير، و الأمل والحماس هو شعارهم في العثور عليه حيا، حتى يمكننا الرجوع به مرة أخرى لإقامة الإحتفالات فرحا وابتهاجا بعودته إلى أحضانه أسرته، وأقاربه، وأصحابه بالقرية، منوها بأن كل هذه الاحاسيس كانت بمثابة خيال زائف ونسجا من الخيال.

وأضاف محمد أحمد ، أحد أهالى القرية ، أن عملية البحث بدأت بالمشاركة مع أفراد أسرته طيلة الـ 20 يوما، من خلال تعليق الصور واللافتات على كل المساجد والمنشآت الحكومية بالقرى المجاورة، مرفقا بها أرقام التليفونات، للعديد من الأهالى بالقرية، مؤكدا على أن واقع تغيب " عاطف " عن منزلة، أضافت قصة جديدة من اللحمة الوطنية والنسيج الوطني الواحد منذ مئات السنيين داخل القرية.

وأوضح أن "عاطف" كان يعاني من بعض الإضطرابات النفسية البسيطة، والتى جعلت منه أحد العلامات المضيئة والمحببة لدى الجميع بالقرية بين المسلمين والمسيحيين، فاشتهر بحب أهل القرية له، بجميع الفئات العمرية المختلفة من الرجال والشباب والنساء والأطفال، فالكل ينادى بإسمه بكل أرجاء القرية، فأصبحت كل منازل القرية، بمثابة منزلة، فالود والتراحم بين أهالى القرية هو من أهم سمات أهلها.

وأشار "عيد سعد" أحد أقاربه إلى أن"عاطف " طالت مدة تغيبه عن المنزل فلم يعد هناك مكانا أو مستشفى لم نسأل بها، وظلت رحلة البحث عنه طيلة هذه الأيام العصيبة مستمرة، بالوسائل والطرق الممكنة كافة، بكافة الآماكن والقرى وأقسام الشرطة، ولكن النتيجة كانت دائما تعبر عن خيبة أمل قوية تلاحقنا بكل شبر نبحث عنه فيه.

وتابع كلامه قائلا: إن قضاء الله تعالى أراد أن يجعل لقصة البحث ورحلة العذاب عن " عاطف " أن تنتهى إلى هذا الحد من المعاناة والتعب والمشقة والعذاب، والآلام الفراق ، حينما تم إبلاغنا من أحد الأهالى بالعثور على جثة " عاطف " بمياه بحر يوسف، ليذهب إلى مصيره تاركا عشرات التساؤلات والإستفسارات التي كنا نريد الإجابة عنها، وخاصة كم من المعاناة التي عاناها وهو بعيد عن أهله بظروفه الخاصة، وأين كانت إقامته طيلة هذة الفترة الماضية، وماذا حدث له.

وأضاف محمود محمد، أحد شباب القرية، أن الآلآف من أهالي القرية والقرى المجاورة قاموا بتشييع جنازة " عاطف " في ظل ظروف تتسم بالحزن والأسى، إلى مثواه الأخير بمقابر مارجرجس بدير سدمنت الجبل بمركز ومدينة إهناسيا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الإسماعيلي و زد (0-0) في الدوري المصري اليوم (لحظة بلحظة) | ضغط إسمعلاوي