اعلان

في ذكرى 25 يناير.. "مجموعات الحماية الأهلية" كلمة السر في الحفاظ على أمن الغربية

اللجان الشعبية بالغربية
اللجان الشعبية بالغربية

اشتهرت محافظة الغربية بكونها كانت معقلًا للبلطجية والانفلات الأمنى عقب ثورة 25 يناير 2011، وخاصةً مدينة المحلة الكبرى، والتى يقع فيها ميدان الشون، الذى اشتعلت بداخله الشرارات الأولى للثورة، حيث اعتادت المدينة بالكامل التجمع بداخله نهارًا والعودة لمنازلهم ليلًا، إلا أن تلك الفترة شهدت انفلاتًا أمنيًا في الكثير من الأوقات، وخاصةً بعد انقطاع الكهرباء لمدة طويلة في مناطق وأحياء بالكامل، وإشعال النيران فى قسم شرطة ثان طنطا، ومقر الحزب الوطنى.

وهذا الانفلات الأمني دفع عدد كبير من عُمَد القرى وشيوخ المساجد إلى تشكيل لجان شعبية تجلس فى الشوارع لحماية المنازل والممتلكات حيث طفى البلطجية على السطح، وكان لتلك اللجان دور كبير في حفظ الأمن والأمان فى الشوارع، وشركات قطاع الأعمال بشركة الزيوت والصابون بطنطا وكفر الزيات والوبريات، والتى كانت مطمعًا للكثيرين.

سرقة المصانع والمحالج

يقول عبد العزيز حسنين، أحد عمال شركة مصر للغزل والنسيج، إنه عقب اندلاع الثورة في الميادين، وغياب الدور الأمني في 28 من يناير، حاول عدد من اللصوص، التهجم على المخازن والمحالج التابعة للشركة، فقمنا بعمل لجان داخل الشركة لحمايتها، بمساحة المصانع والمخازن تتخطى الـ 100 فدان وأكثر، فكنا نمسح جوانب الأسوار والمساحات الخالية بدوريات متتالية، وتفتيش العمال فى المداخل والمخارج ولا نسمح لأى غريب بالمرور.

وأضاف حسنين: قسمنا أنفسنا بين ورديات العمل جزء يعمل والآخر يحميه، حتى أن البعض لم يَعُد إلى أسرته وأطفاله لعدة أيام، كما لم يمنعنا ذلك من النزول والمشاركة فى الميدان.

وقال أمير السماحى، صاحب أحد المقاهي بمنطقة الجمهورية بالمحلة الكبرى، إنه عقب الانفلات الأمنى الذى شهدته البلاد، بدأ اللصوص والبلطجية فى الظهور وقويت شوكتهم، إلا أن شباب المدينة تصدوا لهم، حتى أن بعض السرقات التي حدثت خلال أيام الثورة، كانت من بين الأهالى، حيث قسّم كبار البلد المدن والقرى إلي نقاط ارتكاز، حيث كانت اللجنة الشعبية تتجول بنطاق معين، لحفظ الأمن فى الشارع، فمن تجلس فى البيت هى أمك أو أختك أو زوجتك، ولابد من حمايتها.

حماية العرض والمال

وأضاف السماحي، أنه فى قرى المعتمدية والعلو والهياتم، اعتمد الأهالى على الغفر والعُمَد ومشايخ البلاد، الذين تركوا منازلهم، وجلسوا على رؤوس الشوارع، لمنع أى شخص غريب من الدخول للقرية، أما المساجد ففُتحت لتكون مأوى لمشردين الشوارع، وقدم الأهالي لهم وجبات الطعام، حيث اعتادت الأمهات علي إرسال الطعام للشباب المتواجد فى الشوارع، مضيفًا أن مهمتهم في الليل كانت حماية العِرض والمال، وفي النهار تنظيف الشوارع، حتى وصلنا بمظهر حضارى نتمنى أن يعود مرة أخرى.

وتابع أنه في تلك اللحظة ذابت الفروق بين الطبقات والثقافات وحفظ الأمن كان الشغل الشاغل للجميع، فالطفل الصغير نزل للشارع ممسكًا بعصا خشبية، والجد العجوز استخدم عكازه للدفاع عن منطقته بدلًا من الاتكاء عليه، حتى مرت تلك الفترة على خير، ومارسنا حياتنا الطبيعية من بيع وشراء وتعاملات يومية حتى وصل الجيش للشوارع وتولى المسئولية.

WhatsApp
Telegram