في ذكرى ميلاده، صوفي أبو طالب 'ابن الفيوم' ولذلك نرصد رحلة صوفي الذي تفوق دراسيًا وترقى في المناصب حتى أصبح رئيسا للجمهورية.
وُلد الدكتور صوفي حسن أبو طالب في مثل هذا اليوم عام 1925 في قرية أبو طالب بمركز طامية بمحافظة الفيوم، وهو أحد أفراد عائلة أبو طالب أكبر عائلات الفيوم التي ينتمي أفرادها للأعيان والكثيرون منهم إما ضباط شرطة أو جيش أو مستشارين.
رحلته العلمية**
نبغ 'صوفي' منذ طفولته في دراسته، وكان شديد الذكاء والتفوق في مختلف المراحل التعليمية، والتحق بالمدرسة الحقانية 'كلية الحقوق' بجامعة فؤاد الأول وهي جامعة القاهرة حاليًا، وكانت كلية الحقوق حينها من كليات القمة ولا ينضم إليها إلا الطلاب المتفوقين دراسيًا.
وتخرّج أبو طالب من الكلية عام 1946، ثم حصل على دبلوم القانون من الجامعة المصرية، وبعدها بعامين تم اختياره ليكون ضمن بعثة علمية إلى جامعة باريس حيث حصل على دبلومة في تاريخ القانون والقانون الروماني عام 1950، ثم حصل على دبلومة في القانون الخاص من نفس الجامعة.
ولم يكتف 'أبو طالب' بذلك فقط بل حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة باريس أيضًا عام 1957 وفازت رسالته بجائزة أفضل رسالة دكتوراه من الجامعة نفسها، وعقب ذلك سافر إلى إيطاليا والتحق بالبرامج التعليمية في جامعة روما وحصل على الدبلوم في دراسات قوانين البحر المتوسط.
تدرجه في المناصب**
وعندما انتهى الدكتور صوفي من رسالة الدكتوراه عاد مرة أخرى إلى مصر، وعُين في هيئة التدريس بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وتدرج في المناصب المختلفة حتى أصبح رئيسًا لقسم 'تاريخ القانون' ثم عُين مستشارًا لجامعتي أسيوط والقاهرة، وعقب ذلك عُينّ نائبًا لرئيس جامعة القاهرة، وأخيرًا أصبح رئيسًا لجامعة القاهرة عام 1978.
لم يتوقف أبو طالب عن تنمية مهاراته ولم يكتف بعمله في الجامعة، ولكنه شغل إلى جانب عمله في الجامعة العديد من المناصب الأخرى في أماكن أخرى، حيث كان عضوًا في مجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية، والمجلس القومي للتعليم، بالإضافة إلى كوّنه عضوًا في لجنة الإتحاد الاشتراكي المركزي، وأيضًا كان نائبًا لرئيس جمعية الشباب المسلمين، وسكرتير عام جمعية رعاية الطلاب.
دخوله الحياة السياسية**
عام 1976 قرر 'أبو طالب' اقتحام عالم السياسية، وبدأ مسيرته بالترشح لعضوية مجلس النواب عن دائرته 'مركز طامية' وقاز بالمقعد، وفي عام 1978 تولى 'أبو طالب' منصب رئيس مجلس الشعب، وفي الوقت ذاته كان رئيسًا لإحدى لجان المجالس الفرعية وهي لجنة تقنين أحكام الشريعة الإسلامية.
رئاسته لمصر**
في عام 1981 أُغتيل الرئيس محمد أنور السادات، وكان يجب أن يتم تعيين رئيسًا بديلًا عنه بصورة نيابية مؤقته حتى تولى المنصب رئيسًا آخر، ونظرًا لكون الدكتور صوفي أبو طالب رئيسًا لمجلس الشعب حينها تم تعيينه كرئيس للجمهورية بموجب منصبه طبقًا للدستور المصري الذي ينص على أن 'يتولى رئيس مجلس الشعب مهام رئيس الجمهورية ويؤدي دوره في حالة خلو المنصب بسبب وفاة الرئيس'، وظل رئيسًا لمصر حتى تولي محمد حسني مبارك وبعد ذلك عاد 'أبو طالب' إلى منصبه كرئيسًا لمجلس الشعب واستمر به حتى 1983.
صراعاته للحفاظ على الشريعة الإسلامية**
صراعات سياسية وتشريعية كثيرة خاضها الدكتور صوفي أبو طالب خلال عمله التشريعي بسبب إصراره الشديد على وجود المادة الثانية في الدستور المصري والتي تتعلق بأن تكون القوانين التشريعية مستمدة من مبادئ الشريعة الإسلامية، وظل يحارب من أجلها حتى عام 2002 حيث كان رئيسًا للجنة التشريعات الاقتصادية في مركز 'صالح كامل' للاقتصاد الإسلامي التابع لجامعة الأزهر، وأيضًا كان عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية، وفي النهاية انتصر 'أبو طالب' ومؤيديه وظلت المادة الثانية من الدستور كما هي حتى الآن.
لم تمنع تلك المناصب الكثيرة التي تولاها 'أبو طالب' من تأليف العديد من الكتب القانونية وخصوصًا التي تشتمل على أحكام الشريعة الإسلامية في القوانين المصرية، وحول القانون الروماني، وقوانين البحر المتوسط وأهمها 'الوجيز في القانون الروماني' ، وتاريخ النظم القانونية والاجتماعية'، و'الاشتراكية والديموقراطية'.
الجوائز والأوسمة**
تلقى أبو طالب العديد من الجوائز والأوسمة أبرزها حصوله على وسام الجمهورية من حكومة السودان، وسام النيل المصري، جائزة الدولة التقديرية، وسام جوقة الشرف من هيئة البرلمانيين الناطقين بالفرنسية.
وفاته في ماليزيا**
توفي الدكتور صوفي أبو طالب 12 فبراير عام 2008 في ماليزيا، حيث كان مسافرًا للمشاركة في فعاليات الملتقى العالمي لرابطة خريجي الأزهر حول العالم، وتم نقل جثمانه إلى مصر وتم تشييع جنازته إلى مثواه الأخير بحضور عدد غفير من رجال القضاء والسياسة، وقامت جميع مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية والعديد من ممثلي الدول الأجنبية برثاء أبو طالب.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
