اعلان

يوميات أول محرر شئون إسرائيلية في مصر.. رفعت فودة: السوريون استخدموا محمود السعدني للهجوم على القاهرة بعد الحرب

أقدم مراسل عبري في مصر
أقدم مراسل عبري في مصر

مؤرخنا الكبير الراحل الدكتور عبد العظيم رمضان كان له مكتبا في مبنى دار المعارف ومجلة أكتوبر قرب نهاية السبعينات من القرن الماضي سألته لماذا يهاجمنا الإخوة العراقيون والسوريون بكل هذه الشّراسة وأحيانا الدّناءة ويستخدمون في هجومهم على مصر لبالغ الأسف إذاعات تبث من بلادهم يقوم عليها مصريون انحرفوا عن طريق الصواب وأخذوا يكيلون الشتائم بقدر كبير من الدّناءة في القول قد تصل أحيانا إلى النّتانة في التصرفات والفجور في الخصومة وكان على رأس هؤلاء للأسف الكاتب الكبير الراحل محمود السّعدني مع شلّة من إخواننا الصّحفيين الهاربين من مصر.

هؤلاء القِلّة كانوا يبثّون شائعات وأكاذيب كثيرة كنت أستمع إليها بمُنتهى القلق.. كنت أعيش أيّامها في منطقة حلوان وكانت إذاعاتهم طول اللّيالي تتلو علينا أكاذيب من نوع خروج مسيرات حاشدة ملأت شوارع حلوان ومظاهرات أغلقت ميدان المحطّة هناك.

أستيقظ في الصّباح متسائلا كيف لي أن أذهب إلى عملي في المجلّة والشوارع والميادين مُغلقة.. ثم أخرج فلا أجد أي مظاهرات وخلافه.

إجابة الدكتور رمضان كانت مفاجئة حيث قال لو كنت مكان الإخوة السوريين لبنيت للسادات تمثالاً في عاصمتهم.. لما فعله لهم في حرب أكتوبر المجيدة فتاريخ حرب أكتوبر لو راعوا فيه الضّمائر لكان بمقدورهم أن يتأكدوا أنّ خطّة إسرائيل إذا هوجمت من الجبهتين المصريّة والسوريّة فإن الجبهة السوريّة أكثر ضررا عليها لأنّها أكثر قربًا لهم من جبهة سيناء الّتي فيها لم يستطيعوا صد الهجوم المصري ولكنها صحراء شاسعة.. يمكنها الانتظار قليلا.. فركزوا هجومهم على سوريا.. وهذا ما نصحهم به الأمريكيون أيضا.. بتحويل القِتال من قِتال كُلي مُرهِق على جبهتين إلى قِتال جُزئي منفرد. فعلاً حرّكوا ثلاثة ألوية وثلاث فرق مُشاة من الاحتياطي التّعبوي التكتيكي تجاه الجبهة السّوريّة وكثّف سلاحهم من غاراته على جميع المواقع الهامة والمطارات ومراكز الإمداد والمواصلات والمرافق الحيوِيّة والإستراتيجيّة. كما قام سلاحهم البحري بالهجوم على الموانئ السّورية في طرطوس واللّاذقِيّة وبانياس. بسبب كثافة الهجوم كان الأسد يتّصل بالسادات عدّة مرّات يوميّا يطلب منه قبول وقف إطلاق النّار الّذي تعرضه كل من أمريكا والسوفييت.

السّادات لم يوافق على هذه الطّلبات لأن قوّاتنا كانت تتقدّم في سيناء, وبديلا عن ذلك اختار السّادات الضّعط على إسرائيل من جانب الجبهة المصريّة حتى تخفّف من هجومها على سوريا وتعيد قواتها إلى الجبهة المصريّة.

السادات طوّر الهجوم المصري في سيناء ليشمل الممرات ونقل كثيرا من القوّات من شرق القناة إلى غربها رغم معارضة بعض قيادات الجيش المصري لهذه الخطوة..إلا أنّ السادات صمّم.. نُصرة لإخواننا في سوريا، ومع ذلك كانوا يتهموننا بالخيانة والعمالة من خلال أراجوزاتهم هناك. لم يكن في نظرهم خيانتنا إلّا أنّنا كنا نعمل على إعادة سيادتنا على كل شبر من أراضينا في سيناء أرض الفيروز ولكننا استعدناها رغم أنوفهم.

أمثال مرتزقة الماضي هناك من يُحاولون إعادة المشهد ولكن هذه المرّة من تركيا وقطر لتعطيل مصر ورئيسها عن مسارها في إصلاح ما فعله الدّهر بها على مدى قرون طويلة من الإهمال والفساد. ومن المؤكد أنّنا سننجح في ذلك، وهم بسبب الغشاوة التي ختمها الله على قلوبهم وعلى أبصارهم سيفشلون كعادتهم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً