اعلان

محمود النجار يكتب: وجوه.. الدكتورة جيهان رشتي

محمود النجار
محمود النجار

عندما شرعت في الكتابة لجريدة «أهل مصر»، فكرت في أي مجال أكتب، لكنني سرعان ما حسمت أمري وقررت ان أجعل مقالي بعنوان «وجوه»، أخصصه للحديث عن شخصيات علمية وسياسية ورياضية ودبلوماسية أثرت حياتنا وكانت لها بصمات واضحة في مجال تخصصها، وكان لزاما علينا تكريم هذه الشخصيات بالكتابة عنها وتعريف الأجيال الحالية بها.

وقد اخترت للمقال الأول اسم الدكتورة جيهان رشتي التي لم تكن مجرد أول شخصية نسائية تتولى منصب عمادة كلية الإعلام بجامعة القاهرة خلال الفترة من ١٩٨٨ وحتى ١٩٩٤ فقط، بل كانت صرحا علميا وتربويا وإنسانيا قلما جاد الزمان بمثله.

الدكتورة جيهان أحمد رشتى التى وافتها المنية عام ٢٠١١ عن عمر ناهز الـ 73 تخرجت فى قسم الصحافة بكلية الأداب جامعة القاهرة.

دفعة ١٩٥٨ ثم عينت معيدة بالكلية، وسافرت إلى أمريكا حيث حصلت على الدكتوراة من هناك وعادت إلى مصر مرة أخرى وتدرجت فى المناصب الأكاديمية حتى أصبحت عميدة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة.

وبعد بلوغها سن المعاش تولت الدكتورة جيهان رشتي منصب عميد كلية الإعلام فى جامعة مصر الدولية ثم نائبا لرئيس الجامعة وساهمت من خلال العديد من مؤلفاتها فى مجال نظريات الإعلام والإعلام الدولى فى إثراء الحياة الإعلامية فى مصر.

تعلمنا من الدكتورة جيهان رشتي ـ رحمها الله ـ الإنسانية قبل العلم والتواضع والإيثار وحب العلم والمعرفة بل واحترام الرأي الاخر وحرية التعبير والاختيار.

لم يكن زملاؤنا في الكليات الأخرى داخل حرم جامعة القاهرة يصدقوننا عندنا نقول لهم إننا نضع جدول الامتحانات بالتصويت الحر المباشر مادة مادة بفضل الدكتورة جيهان رشتي التي لم تكن مؤلفاتها مجرد نظريات داخل مجلدات بل نظريات تطبقها على أرض الواقع.

ساهمت الدكتورة جيهان رشتي في بناء وتكوين شخصيات إعلامية تتمتع بالاستقلالية والحرية والشجاعة، لم تقمع رأيا ولم تسفه موففا معارضا لها أو مختلفا معها.

كانت راقية شكلا وموضوعا، كانت نموذجا متفردا يحتذى به على المستويين العلمي والإنساني.

كنا ننتظر محاضراتها بفارغ الصبر، لم تغب عنها أبدا روح الدعابة المغلفة برقي وتحضر منقطعي النظير، تخرجنا في كليتنا منذ أكثر من ٣٠ عاما، لكن لا تزال رموزها وأعلامها وقاماتها العلمية وعلى رأسهم استاذتنا الراحلة الدكتورة جيهان رشتي ماثلة في أذهاننا لها تأثيرها وبصماتها على حياتنا المهنية بل وأحيانا الشخصية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً