اعلان

نساء كازبلانكا (2 ) .. كل الأحداث واقعية وإن تشابهت الوقائع فهذا عن قصد و ليس مصادفة

رواية نساء كازبلانكا
رواية نساء كازبلانكا

في مطعم الفندق رأى عبد الرشيد الأفريقية لكنه لم يشر لها بعد أن رأها تتواعد مع زبون، وعد نفسه بمكافأة إن حصل على مال من بلمختار في أسرع وقت أن يتزوجها مجددا على طريقة زواج (المسفار) .. هذه المفردة الغريبة والسخيفة التي اخترعه شيوخ السلفية الجامية بعد أن أعملوا في النصوص القص واللزق حتي أخرجوا له ولغيره رخصة بالزواج بهذه الطريقة تريح ضمائر من يرغب في المتعة الجنسية مقابل المال بدون أن يقر بينه وبين نفسه أنه يقوم بزنا مستتر، يراجع عبد الرشيد الفتوى المنشورة على منتدى أهل الحديث حتي يطمأن نفسه أنه يتزوج ولا يزني ..

(حسْبك َقَولُ ابنِ ِقُدامة َفي المُغْنِي :( وَإِنْ تَزَوَّجَهَا بِغَيْرِ شَرْطٍ ، إلَّا أَنَ فِي نِيَّتِهِ طَلَاقَهَابَعْدَ شَهْرٍ، أَوْإذَا انْقَضَت ْحَاجَتُهُ فِي هَذَا الْبَلَدِ، فَالنِّكَاحُ صَحِيحٌ ، فِيقَوْلِ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ، إلَّا الْأَوْزَاعِي ّقَالَ : هُوَ نِكَاحُ مُتْعَةٍ، وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لَابَأْسَ بِهِ، وَلَاتَضُرُّ نِيَّتُهُ، وَلَيْسَ عَلَى الرَّجُلِ أَنْ يَنْوِيَ حَبْسَ امْرَأَتِهِ وَحَسْبُهُ إنْ وَافَقَتْهُ، وَإِلَّاطَلَّقَهَا ) .

نساء كازبلانكا (2 ) .. كل الأحداث واقعية وإن تشابهت الوقائع فهذا عن قصد و ليس مصادفة

ذهب عبد الرشيد لمقهى الطنجاوي، سائق التاكسي دله عليه بعد أخذ ورد حول المكان حتى يستغرق أطول وقت ممكن في السير ويدفع عبد الرشيد لسائق التاكسي 280 درهما ، أعاد عبد الرشيد الاتصال ببلمختار مراراً ، خلال انتظار عبد الرشيد لبلمختار على المقهى تلقى اتصال من المغربية الأولى التي تزوجها وجلبت لها باقي الزوجات، طلبت منه في دلال أن يتصل بها، فاتصل بها..

المغربية : فين غادي؟

عبد الرشيد : والله يا حبيبتي مش فاهم بتقولي ايه ! اتكلمي مصري أنت كنتي معايا في الفندق بتتكلمي مصري لبلب.

المغربية : ماتسكارت؟

عبد الرشيد : لا ديه فين غادي أسهل !

المغربية : رايح فيين؟

عبد الرشيد : هقابل صديق على القهوة وهرجع الفندق بالليل.

المغربية : توحشتكبزاف

عبد الرشيد : أيوة انا فاهم ديه .. انتي وحشتيني أكتر.

رواية نساء كازبلانكارواية نساء كازبلانكا

نساء كازبلانكا (2 ) .. كل الأحداث واقعية وإن تشابهت الوقائع فهذا عن قصد و ليس مصادفة

عرضت المغربية على عبد الرشيد عروسة جديدة من مراكش موجودة في كازبلانكا حتى صباح اليوم التالي، وعدها خيرا وانهى المكالمة بعد أن قبلها في الهاتف ثلاثا، عاود الاتصال ببلمختار، لكنه في هذه المرة سمع الرسالة التالية :” اعتمادكم غير كافي .. ندعوكم إلى التعبئة بواسطة بطاقة تعبية جوال ” استدعى عبد الرشيد النادل ليدفع له الحساب ، وغادر عبد الرشيد مقهى الطنجاوي بحثا عن متجر يبيع له بطاقة شحن، وحدث نفسه بما سوف يناقشه مع بلمختار: ( حانوت لتحويل الاموال ومعمل تصوير ومحلبة بالإضافة إلى مكتبة بشارع جانبي من شارع نهرو بكازبلانكا، هذه هي الواجهات التي يدير منها بلمختار أموال ( الحاج ) بالمغرب.

في البداية لم يفهم عبد الرشيد بعض مفردات حديث بلمختار وبعض الكلمات المكتوبة على اللافتات، لكنه بالتدريج فهم أن المحلبة هي محل لبيع العصائر وقد تبيع الشطائر الخفيفة، واستغرب أن تكون لافتات كل استديوهات التصوير تحمل كلمة معمل، لكنه لم يستغرب كثيراَ كلمة حانوت .

بلمختار : نفقات الحانوت والمعمل والمحلبة تساوي تقريبا موارده والمحلات مستأجرة، ولولا شحنات السجائر الصينية التي نهربها لكم لما تمكنا من استمرار التحويلات النقدية للحاج .

عبد الرشيد : الشركة في محنة ونحتاج لكل مليم لننفق علي بيوت الموظفين ونغطي تكاليف الاستمرار في السوق المصري حتى لا نفقد زبائننا

بلمختار : لا مجال سوى استمرار نشاط تهريب السجائر الصينية ، لو بعنا محتويات المعمل والمحلبة لن نجد ستار لتغطية نشاط تحويل الأموال، والمكتبة مستأجرة وما فيها من كتب وقرطاسيات لا يساوي شئ .

عبد الرشيد : ليس معي أي ورق موثق أو توكيل من ( الحاج ) فكيف يستمر النشاط

بلمختار : لا أحد يحتاج توكيل طالما سوف تدفع حصة المهربين في حاويات السجائر المهربة فلا مشكلة سوف تسفيدون انتم وهم يستفيدون وأنا أيضا يهمني أن يستمر راتبي ، أنا ابن الشركة ومن واجبي أيضا أن اقف مع ( الحاج ) في الشدائد .

نساء كازبلانكا (2 ) .. كل الأحداث واقعية وإن تشابهت الوقائع فهذا عن قصد و ليس مصادفة

استفاد عبد الرشيد من سنوات التعامل بينه وبين بلمختار عبر الانترنت والهاتف، في المقابلة القصيرة والوحيدة مع الطنجاوي رتب عبد الرشيد الأمور وكأن ( الحاج ) في أجازة ، كان المفروض أن بلمختار سوف يرسل لعبد الرشيد في يوم 15 من شهر تحويل لاستيراد كتب من مصر ، قبل ذلك يستلم بلمختار الاموال من مندوبيه في موريتانيا بحجة استيراد عبوات عصائر مغربية، وفي موريتانيا يحصل مهربو السجائر الاموال على الأموال مقابل شحن حاويات السجائر الصينية المهربة إلي مصراتة في ليبيا ، ومن مصراتة إلى الكفرة ، ومن الكفرة إلي أسيوط عبر مدقات في الصحراء ، يحمل مهربون توانسة وسودانيون حاويات السجائر على شاحنات حتى أقرب نقطة للحدود ، ثم تحمل علي حمير مدربة على الطريق ذهاباَ وإياباً كراتين السجائر عبر مدقات في الصحراء لينتظره وكلاء يعملون مع شركة الحاج في الجانب المصري .

ضحك عبد الرشيد على الحمير التي تهرب السجائر من مصراتة إلي أسيوط، وضحك من قلبه علي مشهد رجل وفتاة في المقعد الخلفية لتاكسي مر أمامه، فالفتاة تكاد تجلس في حضن الرجل والسائق يقود في طريقه بلا أدنى اهتمام، تخيل لو حدث هذا المشهد في القاهرة فماذا سيفعل السائق، وحدث عبد الرشيد نفسه في التاكسي بينما وهو يحاول أن يقرأ كيف يفكر طنجاوي.

نساء كازبلانكا (2 ) .. كل الأحداث واقعية وإن تشابهت الوقائع فهذا عن قصد و ليس مصادفة

طنجاوي أذكي مني ومن الحاج، فهو قد ضمن أن يحصل على موارد الحانوت والمعمل والمحلبة لنفسه في انتظار أن أصل لاتفاق مع المهربين في مصراتة، فإذا نجحت في أن اصل لاتفاق مع المهربين احتفظ بعمله كأن شيئا لم يحدث في مصر، وإن فشلت سوف يحتفظ لنفسه بكل الأموال وإذا تغيرت الظروف في المستقبل سوف يكون لدى طنجاوي حجة أمام الجميع أن التقصير من جانبي وأنه قدم لي كل الحلول.

في الفندق أعاد عبد الرشيد عد رزم النقود التي حصل عليها من طنجاوي، ارسل عبد الرشيد بريد إليكتروني للمؤلف الذي يكتب أحداث هذه الرواية بكل تفاصيل لقائه مع طنجاوي وطلب منه أن أن يتوقف عن الكتابة عن الأيام والليالي القادمة لعبد الرشيد في كازبلانكا وأن لا يكتب كلمة إضافية عن الفاتنة الإفريقية، بعدها أغلق عبد الرشيد هاتفه ووضع حساب المؤلف في الفيس بوك على الحظر، وقبل أن يحظره أخبره بأنه سيوافيه بتفاصيل جديدة عندما يصل الخرطوم ، وقرر أن يفعل مثل الرومان طالما أنه في روما .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً