اعلان

محمد أمبيق .. ابن ليبيا الثائر عاشق مصر والأب الروحي لجيل من الصحفيين الليبيين مقاتل سلاحه القلم .. ( عاشوا في حياتي 1/2 )

محمد أمبيق
محمد أمبيق

بين سفرتي لليبيا في عام 1995 م و2012 لم تكن ليبيا هي نفسها، ففي أواسط تسعينيات القرن الماضي ذهبت لليبيا في ذورة قمع الحريات ، كنت شاب قليل الخبرة وكانت ليبيا ترزخ تحت حكم القذافي وتعاني تحت حصار لوكيربي، في هذا الوقت ذهبت هناك وفي يدي حفنة من المال جعلتني أعيش لفترة مثل أثرياء البلاد هناك، لكن مع ذلك هالني حجم القمع والكتب والقسوة من جانب الأمن الليبي في التعامل حتى مع الناس العاديين المارة في الشوارع، لكن ما لم تصدقه عيني أو تقبله نفسي حفلات إعدام المعارضين للقذافي التي يحضرها الالاف من الشباب الأهوج الأعمى الذي يهتف للقتل العلني في ملعب الاستاد بينما يقوم زبانية القذافي بإعدام الشباب في ملعب الاستاد ثم تعليق جثث المحكومين على إشارات المرور في الشوارع !

عصابة مسلحة تحكم وتنهب ثروة شعب من أغنى شعوب العالم

لم يكن أبدا في ليبيا دولة في ذلك الوقت بل عصابة مسلحة تحكم وتنهب ثروة شعب من أغنى شعوب العالم، وعاش هذا الشعب طوال فترة حكم القذافي، وما بعدها مع الأسف محروما، من العلم والمعرفة، وصلت بنغازي في صيف 1994 م ثم استمرت رحلتي متنقلا مثل السائحين الأجانب بين مدن ليبية، وبعد أن عشت قليلا في طرابلس عدت أدراجي لبنغازي ثم قطعت وثبات بين بين البيضاء ودرنة وطبرق وحتي أمساعد، في كل المدن لم ألحظ مشتركا بينها سوى القمع الشديد، قمع وحشي قام عليها نظام القذافي الذي وصفه دونالد ريجان في هذا الوقت بأنه ( كلب الشرق الأوسط المجنون ) .. جلست مع ليبيين على المقاهي واستضفاني بعضهم في منازلهم، وتطوع شباب بتوصيلي لوجهتي، كان بعضهم يتجرأ وينتقد القذافي، ولكن حتى من غلبه الخوف أعطاني من حديثه ما مفاده أن هذا القمع سوف ينتهي بثورة بكل تأكيد، وهو التوقع الذي لم يخيب وإن تأخر حدوثه، لكني عدت للقاهرة وفي يقيني أن ليبيا سوف على بركان ثورة سوف تنفجر عاجلا أو آجلا !

محمد أمبيق محمد أمبيق

محمد أمبيق المناضل الليبي الكبير والصحفي الذي أخذ على نفسه أن يحارب بالقلم ما

ومرت السنون وطفت بعضها بمدن وعواصم ومطارات وحتى موانئ، لكن في عام 2012 م عدت من جديد لبنغازي ولكن في هذه المرة كنت في ضيافة أنبل شخص قابلته في حياتي، ومع الأسف في كل حياتي حماقات ومن حماقاتي أني أسأت لهذا الرجل في ظروف غير طبيعية مرت بي، إنه الأستاذ الكبيرمحمد أمبيق المناضل الليبي الكبير والصحفي الذي أخذ على نفسه أن يحارب بالقلم ما فشل الآخرون في أن يحاربوه بالسلاح، قابلت أستاذ امبيق لأول مرة في القاهرة لقاء تعارف مع رفيق دربه الراحل عبد القادر الأجطل ، ودعاني استاذ أمبيق للعمل في وكالة أنباء التضامن، وهى الوكالة التي كانت في مقدمة الثائرين الذين اقتحموا حصن العزيزية في طرابلس وأعلنت قبل غيرها من وسائل الإعلام العالمي سقوط نظام القذافي.

الأب الروحي الذي أخذ على عاتقه أن ينقل خبرات العمل الصحفي للشباب الليبي

ومحمد أمبيق لمن لا يعرفه هو المناضل الذي دفع سنوات من أزهى سنوات شبابه في سجون القذافي من أجل مبدأ آمن به قبل الثورة الليبيىة، وبعد الثورة الليبية هو أيضا الأب الروحي الذي أخذ على عاتقه أن ينقل خبرات العمل الصحفي للشباب الليبي الذي حرم من المعرفة أيام القذافي، وبين مقر وكالة أنباء التضامن في بنغازي ثم طرابلس لم أر من أمبيق إلا كل نبل وكل صدق في التعامل، وبخلاف الصدق والنبل فهو حكيم وذكي ذكاء النابغين الذين لا يخطئ من يقابلونه نبوغه وذكاءه وحدة ذهنه، هذا النبغ والذكاء الذي جعله أول من يكشف ويفضح التآمر والفساد الذي تورط فيها بعض ممن ينتسبون للثورة الليبية تحت عباءة الدين والدين منهم براء ، يسمع أمبيق اكثرمما يتكلم إلا عندما تأتي سيرة مصر فلا نجد إلا لسانا خطيبا لا يتوقف عن ذكر محاسن مصر وشعبها، مرت الأيام والسنون وجلست اكتب مذكراتي لم اجد أنبل من الأستاذ محمد امبيق لاكتب عنه !

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً