اعلان

بعد عقوبات واشنطن وزيارة ماكرون للعراق.. ماهي الصدمات التي تلقاها أردوغان خلال الـ72 ساعة الماضية؟

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان
كتب : سها صلاح

أظهرت أحداث شرق المتوسط الأخيرة أن تركيا بزعامة رجب طيب أردوغان قد أصبحت فى حالة صدام مع مصالح دول المنطقة الحيوية وتهدد الأمن الإقليمي وتساهم فى إنتشار الإرهاب ونشر الأفراد والسلاح خارج مظلة القانون وبالمخالفة لقرارات الحظر وسيادة الدول مما جعلها فى صدام مباشر مع فرنسا ورئيسها إيمانويل ماكرون الذي يسعى لبسط نفوذ بلاده على البحر المتوسط وتحجيم الأطماع والنفوذ التركية باستخدام سياسة 'الخطوط الحمراء'، ولم يتوقف الأمر في الحرب الدائرة داخل المتوسط عند ذلك الحد فقط، بل حذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل تركيا من احتمال فرض عقوبات جديدة عليها، تشمل تدابير اقتصادية واسعة النطاق، ما لم يتم تحقيق تقدم باتجاه خفض التوتر مع اليونان وقبرص في شرق المتوسط.

في مؤشرٍ آخر على التصعيد بين واشنطن وأنقرة تضمن قانون ميزانية الدفاع الأمريكية بندا ينص على رفع حظر توريد السلاح المفروض على جزيرة قبرص منذ عام سبعة وثمانين من القرن الماضي.

ورأى أحد واضعي هذا البند أن من مصلحةِ بلاده الأمنيةِ والاقتصادية رفعَ قيود قديمة تعود لعقود ولم تعد صالحةً ولا تساعد الأهدافَ الأمنية الأمريكية في ظل سعي قبرص لتعميقِ الشراكةِ الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.

قانون ميزانيةِ الدفاع الأمريكي دعم أيضا استبعادَ تركيا من مشروعِ مقاتلات أف خمسة وثلاثون، كما نصح بفرضِ عقوبات عليها، بسبب شرائها منظومات إس 400 الروسية.

وتشمل قائمة العقوبات المحتملة ضد تركيا:

- السفن أو غيرها من الأصول المستخدمة في عمليات التنقيب.

- حظر استخدام موانئ ومعدات الاتحاد الأوروبي.

- فرض قيود على 'البنى التحتية المالية والاقتصادية المرتبطة بهذه الأنشطة' - عقوبات واسعة ضد قطاعات بأكملها في الاقتصاد التركي.

باريس توافق على بيع ١٨ طائرة رافال لليونان

قال احمد حسن مكاوي رئيس العلاقات الخارجية في الجامعة العربية الاسبق، أن فرنسا تعمل على الانخراط في قواعد لعبة البحر المتوسط عبر توظيف الأداة العسكرية وذلك من خلال مجموعة من الانماط، حيث أعلنت فرنسا عن نشر طائرتين 'رافال' بجانب انضمام الفرقاطة ' لافاييت' إلى حاملة المروحيات 'تونير' التي كانت تحمل مساعدات إلى لبنان، وعليه يمكن اعتبار أن حشد القطع العسكرية الفرنسية جزء من تحركات باريس لإظهار قوتها ومستوى انخراطها كنوع من الردع المباشر لتحركات تركيا.

واضاف في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' كما ارتبطت قواعد اللعبة التي بدأت بها فرنسا بتوقيع اتفاقيات تعاون عسكري وأمني مع الفاعلين الأساسين شرق المتوسط، حيث وقعت فرنسا وقبرص على اتفاقية تعاون دفاعي بين الطرفين في أغسطس الماضي، حيث تضمن لهما مواجهة التحديات والتحركات التركية، ودخول فرنسا منذ فبراير الماضي في تفاهمات مع اليونان بشأن التأسيس لشراكة استراتيجية بين الطرفين تركز في محورها الأهم على دعم وتعزيز التعاون الدفاعي، بالإضافة لهذه الأنماط يمكن ملاحظة الحضور المكثف لباريس عبر المناورات العسكرية والتدريبات البحرية المشتركة شرق المتوسط وكان أخرها 26 أغسطس،ويذكر أن اليونان دخلت في مفاوضات مع فرنسا؛ لشراء 18 طائرة حربية من طراز 'رافال'.

كما أن 8 طائرات رافال تسلمتهم اليونان من أصل الـ18 طائرة، علما بأن الـ8 طائرات جري استخدامها في الهجوم علي قاعدة 'الوطية' في غرب ليبيا وتدمير الاسلحة التركية في القاعدة.

هل تهدف زيارة ماكرون الحد من التدخلات التركية فى شمال العراق؟

وفي هذا السياق، اشار شريف سمير الباحث السياسي ونائب رئيس تحرير جريدة الأهرام إلى أن زيارة ماكرون إلي بيروت مناورة سياسية شديدة الذكاء ولقاء جوهرة العرب فيروز حيلة لاستقطاب مشاعر اللبنانيين وكسب الرأى العام العالمى، أم اعن العراق فيهدف حشد الدول العربية أمام التهديدات التركية وتحالف معسكر الغرب والصديق الأوروبي ضد أي ابتزاز من الرئيس رجب طيب أردوغان.

واضاف في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أنه لابد في الوقت نفسه من توخي الحذر إزاء أحلام فرنسا الاستعمارية وتطلعاتها لإحياء التوسع في الشرق الأوسط وتوزيع غنائم العرب في ظل حالة الفراغ السياسي والاضطراب الأمني في محيط 'الربيع العربي'.

الاتحاد الأوروبي يهدد بتطبيق عقوبات على تركيا اذا لم تتوقف عن استفزازها

ويقول الدكتور طارق فهمي استاذ العلوم السياسية في جامعة عين شمس في هذا الشأن، إن الاقتصاد التركي لا يستطيع تحمل العقوبات الأوروبية المحتملة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أن فرض العقوبات سيؤدي إلى استنفاد احتياطات النقد الأجنبي لدى أنقرة، وإضعاف مصداقية السياسة النقدية التركية، واهتزاز أسعار الفائدة الحقيقية للودائع، والعجز الضخم في الحساب الجاري الذي يغذيه جزئياً حافز ائتماني قوي أدي إلى تفاقم مخاطر التردد في التمويل الخارجي لتركيا.

والضغوط السياسية وعدم الاستقرار الداخلي في ظل تنامي الاحتجاجات الداخلية ضد سياسة البطش بحقوق الإنسان، والاستقلال المحدود للبنك المركزي التركي يفض أيضا إلى عدم استقرار السوق وتهاوي الليرة التركية التي فقدت 20% من قيمتها منذ مطلع 2020، علما أن هذه العملة انهارت في 2018 بعد العقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حينها، طبقا لسلامة.

واعتبر أن المناورات العسكرية الاستعراضية التي تجريها تركيا في شرق المتوسط، بجانب عمليات التنقيب الواسعة النطاق عن الغاز والنفط هناك تساهم في استنزاف الميزانية التركية، وسيكون لها كلفة باهظة.

وأوضح أنها ستترك تداعيات سلبية خطيرة على فرص الاستثمار الأجنبي في تركيا وقدرة البنك المركزي على إقراض البنوك التركية، مشيرًا إلى أن حديث أردوغان عن فائض مالي بسبب الاكتشافات الغازية التي أعلن عنها، بعيدة عن الواقع، ولا أحد يصدقه.

كيف أثر قرار واشنطن رفع حظر السلاح عن قبرص على أردوغان؟

قال المحلل الساسي عماد عبد الهادي المحلل السياسي من نيويورك أنه من الواضح رفع واشنطن حظر السلاح عن قبرص كجزء من التصعيد الأمريكي عبر سياسة العقوبات ضد تركيا، ولكن بشكل غير مباشر، حيث ان في السنوات الأخيرة قامت تركيا بعمليات واجراءات تصعيدية خاصة في سوريا وليبيا مؤخراً وما تحاول فعله تلك الأيام في تفاصيل التعاون بين اليونان وفرنسا،سواء فيما يتعلق بتوفير سلسلة من برامج التسلح للقوات المسلحة اليونانية من قبل صناعة الدفاع الفرنسية.

في غضون ذلك، أطلق خبراء أتراك تحذيرات في وجه الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب سياساته الحربية التي قد تؤذي الاقتصاد التركي، وفقاً لصحيفة 'ريفيلت' الألمانية.

وقال هؤلاء الخبراء، إن اندفاع تركيا في خلافاتها مع جيرانها وحلفائها يؤدي إلى المزيد من تدهور عملتها الوطنية، وإن الاقتصاد قد يدفع ثمن الطموحات السياسية للقيادة التركية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً