اعلان

غسيل أموال ومخدرات وتمويلات لمكتب "الخامنئي".. كيف مولت المراكز الإسلامية في ألمانيا نشاطات حزب الله وإيران؟ (مستندات)

عناصر حزب الله اللبناني
عناصر حزب الله اللبناني
كتب : سها صلاح

في أبريل 2020 ، أصدرت ألمانيا قانونًا يحظر على حزب الله القيام بأي نشاط في ألمانيا، وفي السابق، اتبعت ألمانيا موقف الاتحاد الأوروبي في حظر 'الجناح العسكري' لحزب الله فقط، ومع دخول إيران حقبة جديدة من الحصار الأميركي والعقوبات الدولية عليها، أصبحت طهران تبتكر استراتيجيات جديدة في تمدد أذرعها الإرهابية عبر 'الدعاية والتجنيد' في صفوف الجالية الشيعية المرتبطة بها في أوروبا، إلى جانب آليات جديدة في عمليات تبييض الأموال.

تستند هذه التقارير إلى معلومات استخباراتية من معهد 'جوتا' الألماني حيث إن استراتيجية إيران تنقسم إلى 3 محاور رئيسية يبدو أخطرها الاستراتيجية الجديدة التي باتت تتبعها بشكل موسع وهي الرصد والمتابعة والسيطرة، تتلخص هذه الاستراتيجية بتشكيل مراكز دينية تتبع لإيران مباشرة وجماعات سرية مهمتها رصد ومتابعة الجاليات الشيعية في أوروبا والبد بالسيطرة عليها حتى التهديد بالقتل.

وثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئيوثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئي

كيف تسخر أموال أوروبا لخدمة مكتب الخامنئي؟

أصبحت أنشطة إيران تورط المؤسسات الأوروبية بما فيها الألمانية، التي تقدم التمويل إلى المؤسسات الدينية، وتجعلها تحت خطر شبهة تمويل نشاطات 'غير قانونية'، بدليل أن منظمة المجتمع الإسلامي للمنظمات الشيعية في ألمانيا، والتي يندرج ضمنها المركز الإسلامي في هامبورج، قد حصلت على تمويل من الاتحاد الأوروبي في 2019 بلغ 137 ألف يورو، بينما بلغ حجم التمويلات الألمانية في الفترة بين 2016 و2019 ما يعادل 120 ألف يورو في إطار برنامج يرمي إلى مكافحة التطرف الديني.

كما يتم تسخير هذه الأموال لأهداف النظام الإيراني، إذ إن المركز على اتصال مباشر بمكتب خامنئي، ويوفر كافة أشكال الدعم لحزب الله اللبناني، وفقا لما قاله خبير السياسة المحلية للديمقراطيين الألمان دنيس غلادياتو، في رسالة إلى البرلمان في هامبورج.

وثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئيوثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئي

دعم مالي لحزب الله بغطاء اجتماعي

ومن هامبورج إلى بريمن في شمال ألمانيا حيث أحد المراكز الاجتماعية في المدينة متورط في دعم حزب الله اللبناني مالياً: 'مركز المصطفى'.

وبحسب تقرير لجهاز المخابرات المحلية في بريمن، تبين أن هذا المركز الذي يعمل تحت غطاء اجتماعي، يجمع الأموال ويحولها إلى حزب الله في لبنان، ويظهر تقرير المخابرات، أن حوالي 50 شخصاً في بريمن ونحو 1050 في مختلف أنحاء ألمانيا هم أعضاء في 'مركز المصطفى'، أرسلوا أموالا لأسر مقاتلي الحزب.

وثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئيوثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئي

تهريب المخدرات وغسيل الأموال عبر 3 موانئ أوروبا

ويقول المركز الألماني أن المساجد تشكل غطاء لعمليات غسيل الأموال في أوروبا بقيادة أعضاء الحزب، غير أن المسارات الرئيسية لحزب الله أصبحت تتغير وتنتقل حالياً من أميركا الجنوبية إلى إفريقيا، ومنها الاتحاد الأوروبي، حيث يتم تهريب الكوكايين إلى ألمانيا مثلا عبر 3 موانئ رئيسية: روتردام (جنوب هولندا) وأنتویرب (البلجيكي) وهامبورج (شمال ألمانيا)، وفق تقرير لمجلة 'دير شبيغل' الألمانية.

لعل كشف أمر عصابة تهريب المخدرات وتبييض الأموال في الشهيرة 'عصابة الأرز' في 2016، تعطي صورة واضحة عن طريقة عمل هذه الشبكات في غسيل الأموال.

وثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئيوثائق المانية حول تحويل اموال لمكتب الخامنئي

كانت هذه العصابة المؤلفة من 14 عضواً منهم 4 في ألمانيا، ينقلون الأموال من تجارة المخدرات في أميركا اللاتينية إلى أوروبا وإفريقيا، حيث تشتري بها نقداً سيارات وساعات ومجوهرات باهظة الثمن، لترسلها إلى لبنان لاحقا حيث تباع بالسوق السوداء وتستعاد قيمة الأموال لتمويل عمليات حزب الله، وبين أعوام 2011 و2015، قام الأعضاء الأربعة بتبييض 20 مليون يورو.

ومؤخرا، نقلت مجلة 'دير شبيغل' الألمانية، عن سلطات الجمارك في مدينة 'إيسن' غرب البلاد، اكتشاف عملية غسل أموال محتملة لصالح حزب الله تتعلق بمجموعة من اللبنانيين يعتقد أنها خلال العامين الماضيين قامت بغسل ما لا يقل عن 75 مليون يورو.

وتتمثل هذه الآلية بالشركات والأفراد الذين يقومون بتحويل الأموال بصيغة غير قانونية في أوروبا، وتتمحور عبر تحويل مبالغ نقدية 'كاش' بين 5 آلاف إلى 40 ألف يورو في العملية الواحدة، على أن تتكرر عدة مرات في الأسبوع وعبر شبكات مختلفة.

ويتقاضى الوسطاء نسبة من الأموال تنحصر بين 3 و7% من قيمة المبالغ المحولة، ويمكن أن تتكرر هذه العملية 8 مرات في اليوم عبر عدة وسطاء وعدة مدن وعدة أشخاص.

وعبر خط هاتف مفتوح، يقوم عضو حزب الله في أوروبا بتسليم المبلغ للوسيط الأول، ويستلم الطرف الآخر في لبنان أو سوريا نفس المبلغ بنفس العملة أو عملة مقابلة من الوسيط الثاني في البلد الذي تم التحويل إليه وتنتهي العملية خلال دقائق.

وبحسبة بسيطة، تحويل 40 ألف يورو 8 مرات في اليوم، سيصل المبلغ المحول إلى حزب الله إلى 9.6 مليون يورو شهريا، و115.2 مليون يورو سنويا، مع إمكانية مضاعفة عدد التحويلات بدون الحاجة إلى جهود لتسييل الأموال وتحويلها لبضائع أو مجوهرات وإعادة تحويلها من جديد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً