اعلان

"عاشقة الولي".. قصة سبعينية وهبت حياتها ومالها لخدمة "ضريح الشيخ ناصر" بالوقف في قنا (فيديو وصور)

على عتبة ضريح الشيخ ناصر، بحوض المناوي البحري رقم 9، بمركز الوقف، شمال محافظة قنا، تجلس سيدة سبعينية، تعاني من ضعف في السمع، بثوبها الإسود، وهي تغني بعض من سطور المدح في الشيخ ناصر، ذلك المقام الذي لا أحد يعي تاريخه وتختلف الأقاويل بين كبار السن حول تاريخ إنشائه ما بين 300 و 400 عام مضت، ولكن ليس هناك دليل مؤكد عن تأسيسه حتى الآن.

حصلت 'أهل مصر' على خريطة لمركز الوقف عندما كان قرية ضمن مركز دشنا، رُسمت في عام 1903_1904م، موضح بها طرق الشيخ ناصر وفي منطقة 'حوض المناوي البحري نمرة 9' منطقة الضريح، هو من أشهر الأضرحة داخل مركز الوقف بل وفي محافظة قنا بالكامل، ، ويقبلون عليه المواطنين حتى الآن للدعاء والتوسل إلى الله بداخله، والتوعد بالنذر له في حالة الاستجابة لأمنياتهم.

قبة مقام الشيخ ناصر بالوقف في قنا قبة مقام الشيخ ناصر بالوقف في قنا

خريطة توضح موقع الشيخ ناصر في قنا خريطة توضح موقع الشيخ ناصر في قنا

ضريح الشيخ ناصر، يوجد في منتصف منطقة زراعية من كافة الجوانب، وأمامه الشارع الرئيسي لمركز الوقف، عبارة عن غرفة صغيرة تعلوها قبة تراثية، وأمامه شجرة الجميز الضخمة الشامخة التي لا يعلم تاريخها أحد متفرعة من كافة الجوانب بجذوعها العريضة الطويلة يستخدمونها المواطنون كراحة من القيلولة أثناء عملهم في الزراعة.

عاشقة الولي السيدة هنية بالوقف في قناعاشقة الولي السيدة هنية بالوقف في قنا

كان الضريح في فترة ما قد أُهمل من الأهالي من حيث النظافة، وتهالك جدرانه، حتى جاءت السيدة بخيتة أحمد ربيع، وشهرتها هنية، يبلغ عمرها 75 عامًا، من إحدى أنحاء مركز الوقف، لتكرس حياتها في خدمة ضريح الشيخ ناصر وأطلق عليها البعض 'عاشقة الولي'.

محررة أهل مصر أثناء لقاءها بعاشقة الولي بمقام الشيخ ناصرمحررة أهل مصر أثناء لقاءها بعاشقة الولي بمقام الشيخ ناصر

قصة عاشقة الولي

بدأت قصة 'عاشقة الولي' مع ضريح الشيخ ناصر، منذ 25 عامًا، عندما ملأ السواد قلبها بعد إنفصالها من زوجها، ثم وفاة ابنتها الوحيدة وهي في ال 13 عامًا من عمرها، قررت اللجوء للمقام لشعورها بالراحة النفسية بداخله، وظلت هكذا يوميًا تتردد على الضريح حتى شعرت أنه مكانها ولا تستطيع الابتعاد عنه كثيرًا لذلك قررت الإقامة الأبدية بداخله لخدمته.

التقت 'أهل مصر' بالسيدة هنية عاشقة الولي، التي قصت لنا سطور مختصرة عن حياتها بداخل الضريح، فقالت أنها تملك منزل بمنطقة الدندراوية في الوقف، وتذهب إليه زيارة قصيرة كل عدة أيام ولكن أصبح بيتها الأساسي في مقام الشيخ ناصر، حيث قامت ببناء جدران منه، واشترت بعض المستلزمات لإقامتها مع إنشاء 'طلمبة' لعدم وجود مياه بالضريح.

وأضافت عاشقة الولي، أنها لا تطلب خدمات من أحد، بل تنتظر ما تنتج لها زراعتها للقصب آخر العام من مال، لتقوم بإعادة ترميم الأجزاء المتساقطة من ضريح الشيخ ناصر تدريجيًا، فلم يكن في خاطرها سوى تجميل المكان ليصبح واجهة تراثية مشرفة لمركز الوقف بالكامل، كما أوضحت أنها تحصل على معاش شهري المقدر 400 جنيهًا من بريد مدينة الوقف، وتذهب إليه بذاتها باستقلالها 'توك توك'.

مقام الشيخ ناصر مقام الشيخ ناصر

ذكرت أيضًا، أنها تستقبل كافة الزوار بصدر رحب والكل يُقبل على زيارته مسلميين ومسيحيين، وتم إلغاء إشعال الشموع لوجود الكهرباء، وكل من تحقق له أمنية تمناها داخل المقام توفي بالنذر مع توزيع المخبوزات للفقراء والمساكين، موضحة أنه قديمًا كانت تقام ليلة للشيخ ناصر يتجمع فيها كافة أهالي الوقف والمراكز الأخرى، فيها يتم إطعام الجميع من خلال التبرعات التي تم جمعها، ومُنعت الآن ليس للشيخ الناصر فقط بل من معظم الأضرحة ألغيت إقامة الليالي.

ضريح الشيخ ناصرضريح الشيخ ناصر

ختمت عاشقة الولي حديثها، بأن سر إقامتها طيلة السنوات الماضية داخل ضريح الشيخ ناصر، هو شعورها بالسعادة والراحة النفسية التي وجدتها بالقرب منه، حيث تقضي يومها بالجلوس بجانبه في الفترة الصباحية وفي المساء اعتادت الجلوس على عتبته لتغني له، لا تخاف من إقامتها به على الرغم من وجود المقام في منتصف زراعات القصب وبعض جدرانه متساقطة وقد تهاجمها الحيوانات الخطيرة، إلا أنها ذكرت منذ دخولها المقام لم يواجهها أي خطر سواء من حشرات أو حيوانات، فكما وصفت أنها في أكثر مكان آمن بالنسبة لها، ويطمئنها دائمًا الشيخ ناصر عند زيارته لها في المنام.

قال إبراهيم تمام، أحد مواطني مركز الوقف، أنه السيدة هنية تعيش بمفردها منذ سنوات طويلة، وتعاني من ضعف السمع، كما أن المقام يحتاج النظر إليه من قبل المسئولين لتركيب حنفية مياه، وحمام، وترميم لأساس الجدران خوفًا من إنهيارها وتخفيفًا من معاناة المسنة عاشقة الولي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً