اعلان
اعلان

التراس الانتخابات الأمريكية.. أنصار لكل مرشح "مدججين" بالسلاح ينتشرون في الولايات الأمريكية أبرزهم "أنتيفا وحراس القسم"

ميليشيات الانتخابات الامريكية
ميليشيات الانتخابات الامريكية
كتب : سها صلاح

قبل خروج نتائج الانتخابات الأمريكية 2020، يتنافس الداعمون للحملتين الرئاسيتين لبايدن وترامب، فكل مرشح له انصاره الذين سيثيرون الاضطرابات المدنية مباشرةً عقب انتخابات في حالة خسارة أحد المرشحين، وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي 'إف بي آي' من احتمال اندلاع مواجهات مسلّحة على صلة بالانتخابات الأميركية، الثلاثاء، في بورتدلاند، في وقت تستعد المدينة الواقعة في شمال غربي البلاد، والتي تحولت إلى رمز للانقسامات العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة لاضطرابات ممكنة.

ولا تزال المدينة التي تعد جيباً ليبرالياً في ولاية أوريغون تعيش تداعيات صيف شهد مسيرات حاشدة مناهضة للعنصرية أججها وصول ضباط فيدراليين ومجموعات مسلحة يمينية، بما فيها مجموعة تعرف باسم 'براود بويز'.

ألواح خشبية على النوافذ

ووضعت الأعمال التجارية في وسط المدينة ألواحاً خشبية على نوافذها مجدداً في وقت يتوقع أن تشهد احتجاجات سواء فاز ترمب أو بايدن أو حتى إذا كان الوضع غامضاً جرّاء التأخر المتوقع في فرز الأصوات في أنحاء البلاد نظراً لارتفاع عدد الأصوات التي تم الإدلاء بها عن طريق التصويت عبر البريد خلال الوباء.

وقال العميل الخاص لـ'إف بي آي' في بورتلاند رين كانون لوكالة 'فرانس برس' إن 'الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلي هو احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين مجموعات متعارضة'.

ميليشيات الانتخابات الامريكيةميليشيات الانتخابات الامريكية

كما أضاف: 'بإمكان ذلك أن يتفاقم إلى وضع خطير حيث إنه ـ في حال ارتفع منسوب الغضب ـ قد ينتهي الأمر إلى أعمال عنف مؤسفة أو مأساوية'، مشيراً إلى عملية إطلاق نار دامية لأحد أنصار اليمين المتشدد في المدينة في أغسطس.

جيش ترامب المتطرف

تتتبع مجموعة بورغارت البحثية تصاعد نشاط الميليشيات، خصوصاً في الولايات المتأرجحة الرئيسية، حيث كشفت في ولايات بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن على وجه التحديد عن مجموعات تتحدث عما تسميها جهود 'سلامة الناخبين' في يوم الاقتراع. وقال بورغارت: 'نتوقع بعد دعوة ترامب لحمل السلاح في المناظرة الاخيرة أن نرى المزيد من النشاط بدءاً من يوم الانتخاب'.

وفي ولاية مونتانا، وهي قاعدة الميليشيات، هناك إشارات مماثلة على قيام مجموعات الميليشيات بكد على إعادة تغريد أكاذيب ترامب عن تزوير التصويت عبر البريد، ونشر الأكاذيب على نطاقٍ واسع في ما بينهم.

وفي المجموعات المغلقة وغرف الدردشة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يمكن عقد محادثات أكثر تفصيلاً بعيداً عن الرقابة العامة، يتقدم منظِّرو اليمين المتطرف بعدة خطوات عن مجرد تكرار حديث ترامب عن نظريات المؤامرة. فهم يلحقونها بعبارات مماثلة عنصرية ومعادية للسامية.

من أين أتى هؤلاء؟ وما هو قوامهم؟

ينضم العديد من المحاربين القدامى لصفوف هذه الميليشيات المتطرفة، ويُعَد تحديد رقم معين على مقياس التهديد الذي تُشكِّله مجموعات الميليشيات المتطرفة في الولايات المتحدة أمراً محفوفاً بالمخاطر نظراً للاتصالات السرية لتلك المجموعات على الإنترنت، وقدَّرت صحيفة The New York Times الأمريكية وجود ما يصل إلى 200 ألف فرد ميليشيا نشط في نحو 300 مجموعة، يتألَّف ربعهم من محاربين قدامى.

وقد يمتد عدد الأمريكيين الذين لهم بعض الانخراط مع الميليشيات بصورة أوسع بكثير. فكشف تحقيق استقصائي أجرته مجلة The Atlantic الأمريكية حول مجموعة 'Oath Keepers' (حراس القَسم)، وهي واحدة من أبرز المجموعات، قاعدة بيانات مسربة لحوالي 25000 عضو حالي أو سابق، ثلثاهم من خلفيات عسكرية أو قوات إنفاذ القانون.

ميليشيات الانتخابات الامريكيةميليشيات الانتخابات الامريكية

وأياً ما كانت الأرقام، تنامت مجموعات ميليشيات أنصار تفوق العِرق الأبيض في أمريكا في السنوات الأخيرة إلى الحد الذي باتت معه تُشكِّل التهديد الإرهابي المحلي الرئيس، حتى بالرغم من محاولة إدارة ترامب التهوين من خطرهم، وشكا أحد المُبلِّغين في وقتٍ سابق من هذا الشهر، أكتوبر، من أنَّ مسؤولين في وزارة الأمن الداخلي تلقوا تعليمات من رؤسائهم بتغيير التقارير الاستخباراتية لجعل الخطر يبدو أقل خطورة.

بل ومن الأصعب تحديد رقم في ما يتعلَّق بالمدى الذي ساهم به ترامب في تجريء الميليشيات، ولو أنَّ التشجيع الذي قدَّمه مسألة لا شك فيها. فلم يرفض باستمرار إدانة تلك المجموعات وحسب، بل أبقى على حوارٍ منتظم معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كذلك.

قال غاردينر: 'العلاقة بين الميليشيات والإدارة الحالية هي علاقة دعوة واستجابة، وليس واضحاً دوماً أي الطرفين هو الذي يصدر الدعوة. فأحياناً تصدر من الميليشيات، وأحياناً تصدر من الرئيس'.

فوضى ميليشيات بايدن أيضاً على الساحة

وليست المجموعات اليمينية شبه العسكرية وحدها مَن تُشكِّل خطراً متزايداً. فالمجموعات المناهضة للفاشية مثل 'انتيفا ومجموعات اليسار المتطرف الموالون للمرشح الديمقراطي جو بايدن أظهرت لجوءاً متزايداً إلى السلاح أيضاً، مثلما رأينا في إطلاق ناشط يصف نفسه بأنَّه مناهض للفاشية النار على عضو بمجموعة 'Patriot Prayer' المؤيدة لترامب في مدينة بورتلاند الشهر الماضي، سبتمبر.

وعاد نشاط ميليشيات الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية المسلحة أيضاً إلى مستوى التحدي المفتوح الذي لم نرَه منذ 'دوريات مراقبة الشرطيين' التي كانت تقوم بها مجموعة 'الفهود السوداء' في السبعينيات، وقامت مجموعة 'NFAC' (تحالف مَن لا يعبثون) بعدة تحركات من جانب أفرادها من قدامى المحاربين الذين يرتدون زياً أسود بالكامل ويحملون بنادق شبه آلية.

ونظَّم التحالف في الرابع من يوليو الماضي، عيد استقلال الولايات المتحدة، استعراضاً لنحو ألف من 'قواته' في مدينة ستون ماونتين بولاية جورجيا، وهي مهد حركة 'كو كلوكس كلان' الحديثة، وقال قائد المجموعة، المعروف باسم غراند ماست جاي (المعلم الأكبر جاي)، هذا الشهر إنَّ الهدف من الميليشيا هو 'حماية العِرق الأسود، وحراسة العِرق الأسود، وتعليم العِرق الأسود التعامل مع السلاح'.

ويُعَد أحد الجوانب المقلقة في نتائج غاردينر هو وجود زيادة تدريجية في فعاليات الميليشيات التي تنتهي بعنف منذ أواخر الصيف، والملاحظة الأكثر إثارة للقلق هي أنَّ أكبر مجموعة فرعية من فعاليات تلك الميليشيات، وبفارق كبير عما يليها، هي الفعاليات غير المُنسَّقة التي لا يُعرَف أي مشاركة لمجموعات الميليشيات المعروفة مثل حراس القسم فيها، والتي تُشكِّل 40% على الأقل من قرابة 600 واقعة إجمالية مُسجَّلة.

وهذا يعني أن هناك 240 حادثة تقريباً تجمَّعت فيها فِرَق صغيرة، وبلا قيادة، من المتطرفين على الإنترنت ثُمَّ شرعوا في نقل تخيلاتهم المسلحة إلى شوارع أمريكا.

ماذا عن الوضع القانوني لهذه الميليشيات؟

المفارقة هي أنَّه بموجب القوانين الفيدرالية وقوانين الولايات، كان ينبغي أن تُحظَر الميليشيات منذ وقتٍ طويل. فقالت ماري ماكورد، المديرة القانونية لـ'معهد الدفاع عن الدستور وحمايته'، إنَّ الوضعية القانونية للمجموعات واضحة تماماً: غير قانونية. وأضافت: 'لا يوجد في القانون ما يسمح للأفراد بنشر أنفسهم والمشاركة في أنشطة من النوع العسكري أو الذي يتعلَّق بإنفاذ القانون'.

فعلى المستوى الفيدرالي، ذكرت أحكام المحكمة الأمريكية العليا عامي 1886 و2008 بشكل لا لبس فيه أنَّ الحق الوارد في التعديل الثاني للدستور والخاص بحمل السلاح لا صلة له في ما يتعلَّق بحظر المنظمات الخاصة شبه العسكرية، وعلى مستوى الولايات، لدى الولايات الخمسين كلها أحكام في دساتيرها أو قوانينها تُجرِّم نشاط الميليشيات ما لم يكن ذلك بناءً على أوامر صريحة من الحاكم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً