اعلان

التنقل العلائقي.. دراسة جديدة تكشف كيف انتشر "كورونا" في بلدان بشكل أكبر من غيرها

تأثير فيروس كورونا النفسي
تأثير فيروس كورونا النفسي
كتب : سها صلاح

مثل جميع الفيروسات، ينتقل فيروس كورونا عن طريق الاتصال الشخصي، حيث تظهر سجلات الصحة العامة أن الفيروس قد انتشر بشكل أسرع في بعض البلدان مقارنة ببلدان أخرى، لكن الأسباب الكامنة وراء معدلات الانتشار المختلفة ليست مفهومة تماماً، حيث إن نسب المواطنين الذين يرتدون الأقنعة الطبية ويحافظون على التباعد الاجتماعي هي بلا شك جزء من الإجابة، لكن العوامل النفسية قد تلعب أيضاً دوراً في انتشار فيروس كورونا، خاصة في الأسابيع القليلة الأولى، قبل أن تتخذ الحكومات تدابير الإغلاق، وفقاً لدراسة جديدة نشرتها الطبيبة النفسية 'كريستينا سلفادور' في جامعة ميشيجان بمجلة Psychological Science، حيث فحصت كريستينا سلفادور وزملاؤها في جامعة ميشيجان بيانات من 39 دولة لاختبار فرضية التنقل العلائقي، حيث تنص الدراسة على أن الفيروسات تنتشر بشكل أسرع في المجتمعات ذات معدلات التنقل العلائقي العالية.

ماهو التنقل العلائقي؟

يشير التنقل العلائقي إلى السهولة التي يكون بها الأشخاص في المجتمع علاقات جديدة وإنهاء العلاقات القديمة، يرتبط التنقل العلائقي من الناحية المفاهيمية بالانفتاح الاجتماعي والاستقلالية الفردية، وفي مجتمعات مثل البرازيل وامريكا، التي تتمتع بدرجة عالية من التنقل العلائقي، يشعر الناس بالحرية في تكوين صداقات جديدة وحل الصداقات القديمة.

اما في مجتمعات مثل اليابان وماليزيا، التي لديها درجة منخفضة من التنقل العلائقي، لا يتمتع الناس بنفس الحرية عندما يتعلق الأمر بالتنقل بين العلاقات، في هذه المجتمعات، توجد معظم العلاقات ضمن سياق الأسرة والعمل والنوادي. فهناك العديد من العلاقات لا يتم اختيارها؛ لكنها تُفرض عليهم،وتأتي العلاقات في هذه المجتمعات محملة بالتزامات ومسؤوليات كبيرة، وبالتالي، يتردد الأفراد في تكوين علاقات جديدة أو إنهاء العلاقات القائمة.

على الجانب الآخر، يتمتع الأشخاص الذين يعيشون في مجتمعات منفتحة اجتماعياً وتتميز بدرجة عالية من التنقل العلائقي بفرص أكبر للتفاعل مع الغرباء والأفراد الآخرين الذين ليسوا في المجموعة الاجتماعية الأساسية للشخص، نتيجة لذلك، كما تقول سلفادور وفريقها، فإن الدرجة العالية من التنقل العلائقي 'قد تعرض الأشخاص بشكل خاص لخطر الإصابة بأمراض معدية مثل فيروس كورونا

ما أساس تلك الدراسة؟

لاختبار دراستهم، حلل الباحثون بيانات من 39 دولة في ست قارات، لقياس انتشار حالات فيروس كورونا في بلد ما، حيث استخدم الباحثون بيانات من جامعة جونز هوبكنز لتسجيل العدد اليومي للحالات المؤكدة خلال أول 30 يوماً من تفشي المرض، حيث يكون اليوم الأول هو اليوم الذي وصل فيه عدد حالات فيروس كورونا لأول مرة إلى 100 حالة، وسجل الباحثون أيضاً العدد اليومي للوفيات خلال الثلاثين يوماً الأولى، حيث كان اليوم الأول هو اليوم الذي جرى فيه الإبلاغ عن أول حالة وفاة بفيروس كورونا في البلاد.

لقياس التنقل العلائقي، استخدم الباحثون نتائج دراسة سابقة أجريت في 2018، حيث جرى تجنيد أعداد كبيرة من البالغين في كل بلد عبر إعلانات فيسبوك،هؤلاء الأشخاص أكملوا استبياناً مكوناً من 12 عنصراً قيم مدى تصورهم لانفتاح للآخرين اجتماعياً ومدى احتمالية دخولهم وخروجهم من العلاقات.

وبالمثل، انتشر الفيروس بشكل أسرع في البلدان ذات السمات الفردانية (وأبطأ في البلدان ذات السمات الجماعية)، لكن كان معدل انتشاره أسرع عندما كان لدى الدولة ذات السمات الفرادنية أيضاً قابلية عالية للتنقل العلائقي. وانتشر الفيروس بشكل أسرع في البلدان المتساهلة (وأبطأ في البلدان الصارمة)، لكن كان معدل انتشاره أسرع عندما كانت الدولة المتساهلة تتمتع بدرجة عالية من التنقل العلائقي.

وفقاً لحسابات الباحثين، إذا كان مستوى التنقل العلائقي في الولايات المتحدة منخفضاً كما هو الحال في اليابان، فإن عدد الأمريكيين الذين لقوا حتفهم خلال الشهر الأول من تفشي المرض لم يكن ليصل إلى الرقم 3417.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً