اعلان

الضاحك الباكي .. البلياتشو "نينو" يصنع البهجة رغم أحزانه (فيديو)

'لقى نفسه إنه بلياتشو، مقالشي هو نفسه في إيه! .. دا كان لما يشوف دمعة، يروح ويشيلها في المونتاج، ولو كان يوم يعوز ضحكة، يقوم يرسمها بالمكياج' .. كلمات تعبر عن بطل حكايتنا الأولى 'رامي عاكف'، البلياتشو الشهير بـ 'نينو' صانع البهجة بالسيرك القومي.

'يلا يامروان عشان العرض، عاوزين نسعد الناس'، كلمات قالها رامي بشكل عفوي لأخيه مروان الذي يشاركه في فقرة المهرج بالسيرك فور وصوله لغرفته لتغيير الملابس ووضع المكياج، فكل همه هو الإستعداد وتجهيز نفسه للعرض الذي ينتظره الكثيرين من مرتادي السيرك الذين يبحثون عن ضحكة تنسيهم مشاكلهم، ورامي وأخيه مروان هم من يصنعون هذه الضحكة بخفة ظلهم وحبهم لعملهم الذين أمضوا فيه سنوات طويلة.

البلياتشو نينو البلياتشو نينو 'صانع البهجة'

غرفة صغيرة داخل السيرك القومي بالعجوزة بها ملابس المهرج ومعدات المكياج والأدوات المستخدمة في العرض، يقبع بها 'نينو' قبل العرض بحوالي ساعة كل يوم لتجهيز نفسه من أجل هدفه الأسمى آلا وهي الفرحة، رامي كأي إنسان أخرى في حياته الكثير من الهموم والمتاعب، لكنه فور وصوله للسيرك وقبل أن يفتح باب غرفته للإستعداد يلقي بأوجاعه وهمومه خارج الغرفة لينتهي يوم رامي عند هذه اللحظة ويبدأ وقت 'نينو' البلياتشو الذي يبث الفرحة داخل القلوب ويرسمها على الوجوه، كرسام موهوب يرسم بريشته لوحة زيتية غاية في الجمال تحت عنوان 'الفرحة للجميع'.

البلياتشو نينو البلياتشو نينو 'صانع البهجة'

'أنا متربي هنا في السيرك وأسعد وقت في يومي بقضيه هنا'، هكذا قال رامي عاكف، الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، مؤكدًا أنه ورث المهنة من والده وأقاربه، كما أنه عشقها منذ نعومة أظفاره، فكان الأمر بالنسبة له هواية يمارسها وليس عمل يؤديه، وأضاف رامي أن شقيقه الأصغر مروان يعمل معه وشقيقه الأكبر عمرو يعمل معه أيضًا، لافتًا إلى أنهم أشبه بفريق عمل واحد يعمل بروح عالية، كل منهم يساعر الأخر من أجل الوصول إلى هدفهم الأساسي وهو إسعاد الآخرين حتى وأن كانوا هم أنفسهم حزانا!

البلياتشو نينو البلياتشو نينو 'صانع البهجة'

وعن المواقف المؤثرة التي حدثت لرامي وأثرت فيه لكنه تخطاها من أجل الجمهور، حكى عاكف إنه في إحدى الأيام توفت شقيقته قبل العرض بسويعات قليلة وبعد الإنتهاء من الدفن، ذهب مباشرة للسيرك من أجل اللحاق بالعرض، مشيرًا إلى إن الحزن على شقيقته كاد أن يقتله وأدمى قلبه وجعل دموعه تنهمر فأغرقت وجه، إلا أنه تذكر أن عليه مسؤولية كبيرة وهو جمهور عريض ينتظر في صالة العرض يبحث عن 'نينو' المهرج لإسعاده، فكتم أحزانه ولملم جروحه، وأرتدى ملابسه ووضع مكياجه، وحاول الحصول على ضحكة حتى وأن كانت مصطنعه ليرسمها على وجهه العابس ونزل للعرض وأسعد جمهوره الذي يحب أن يراه دائمًا سعيدًا.

البلياتشو نينو البلياتشو نينو 'صانع البهجة'

وحكى رامي أنه ضمن المواقف الصعبة التي قابلته هو وفاة عمه محمد عاكف وكذلك وفاة عمه الثاني عبدالمنعم عاكف، وكان لديه عروض داخل السيرك وحاول كتم أحزانه وتخطي أوجاعه، والذهاب للعرض وأضحاك جمهوره كما يحب دائمًا، قائلًا 'الفنان لازم يفصله نفسه عن المشاكل اللي بره، الجمهور مالوش ذنب'.

السيرك عالم أخر موازي للعالم الذي نعيشه، كل فرد داخل المنظومة لديه دور محدد يؤديه وهدف الجميع هو نشر الفرحة'، فالجمهور كما قال رامي ليس لديه ذنب في مشاكلك أو همومك، فهو يدخر ثمن التذكرة ويأتي للسيرك من أجل الضحك، وللأطفال الصغار محبة خاصة داخل قلب رامي فروى إنه أسعد وقت قضاه في حياته هو مع أبطال مستشفى مرضى السرطان 75375 ، فعندما جائوا لزيارة للسيرك كان يوم عيد بالنسبة له 'على حد وصفه'، فظل طول مدة تواجدهم يضحك معهم ويمرح ويداعبهم وكان عندما يراهم سعداء تمتلكه الفرحة، وتكرر هذا أيضًا عندما ذهب إليهم هو وزملائه بالمستشفى كان يوم لا يمكن نسيانه.

البلياتشو نينو البلياتشو نينو 'صانع البهجة'

مروان شقيق رامي، يبحث عن نفس الهدف وهو إسعاد الآخرين فهي هواية قبل أن تكون مهنة، أحب شخصية المهرج فأحبته وأحبه الجمهور، يصطحب رامي أخيه مروان كل يوم إلى السيرك ليشاركه في العرض، يتناقشا سويًا فور الوصول إلى غرفتهم داخل السيرك، ليتفقان على نوعية الفقرة التي تقدم، وتفاصيل العرض وكواليسه، فهم أشقاء في الحياة وزملاء داخل السيرك.

البلياتشو نينو البلياتشو نينو 'صانع البهجة'

عن التنمر الذي يتعرض له البلياتشو أو المهرج، خارج السيرك، قال رامي إنه يقابله بعض المواقف في حياته من بعض الأشخاص يتنمرون عليه بسبب مهنته، مما يسبب له بعض الضيق، لكن حبه لمهنته وإيمانه بما يقوم به يساعده على تخطي كل ذلك من أجل سعادة الآخرين، موجهًا الشكر لكل من ساعده من افراد عائلته وخاصة والده وأشقاءه وزملاءه ورؤسائه في السيرك، حيث جعل كمه سبب لنشر البهجة والسعادة.

البلياتشو نينو البلياتشو نينو 'صانع البهجة'

'الضحة أجمل حاجة في الدنيا، وياريت الناس كلها تسعد بعض، وتبتسم في وش بعض'، هذه كانت رسالة 'نينو' الأخيرة التي يواجهها لجميع البشر، مؤكدًا أن أعظم شيء في الوجود يمكنك فعله هو إسعاد الآخرين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً