اعلان

بعضهم أجبرته الظروف وآخرون اختاروها بإرادتهم.. «عمالة الأطفال» طفولة بطعم الشقاء

عمالة الأطفال. أرشيفية
عمالة الأطفال. أرشيفية

عادة ما يرى الشخص أثناء سيره فى الشارع العديد من الأطفال ولكنهم لا يكونوا مثل أقرانهم من الأطفال الذين يلعبون أو يتجولون مع أسرهم بالحدائق، وإنما نراهم في وضع لا يتناسب مع طفولتهم وسنهم، إذ نراهم يعملون في مهن عديدة، إذ أجبرت الظروف بعضهم لاقتحام مجال العمل، بينما أخرون اختاروا ذلك بإرادتهم، أسباب مختلفة ولكن ها تؤدي في النهاية لنتيجة واحدة.

طفولة بطعم الشقاء

أعمال شاقة وتعرض للإصابات، معاملة قد تكون قاسية من أصحاب العمل في بعض الأوقات تحت مسمى التعليم، وساعات عمل طويلة، حياة يجد بعض الأطفال أنفسهم مضطرون لعيشها رغم صغر سنهم، فيما اختار البعض الأخر أن يعمل فى سن صغير بإرادته و دون تدخل من الأسرة.

أطفال يعملون رغم صغر سنهم

أسباب مختلفة كنت نتيجتها فى النهاية عمل العديد من الأطفال فى أعمال بعضها يكون شاقًا ويكونوا عُرضة للإصابة، فمنهم من قرر العمل لمساعدة أسرته، والبعض لمساعدة نفسه، وأخرون اختاروا العمل لإثبات رجولتهم لذويهم وأنه يمكن الاعتماد عليهم، وترصد 'أهل مصر' فى هذا التقرير عدد من النماذج لأطفال تحت سن الـ18 عامًا من أبناء محافظة كفر الشيخ يعملون في مهن مختلفة بعضها شاق لمساعدة أنفسهم وذويهم.

محمد: أعمل لمساندة أسرتي فى النفقات

في البداية يقول محمد محمود، نجار، لـ'أهل مصر' أنه يعمل في هذه المهنة منذ عامين، وأنه من أراد تعلمها، ولم تطلب منه أسرته ذلك، وأنه يستطيع التوفيق بين دراسته وعمله، موضحًا أن أصعب شىء بالنسبة له في هذه المهنة هو حمله الأخشاب، فهو يجد مشقة فى هذا الأمر بالنسبة له، وأشار إلى أنه يعمل لمدة 8 ساعات يوميًا، وأنه قرر العمل ليساعد في الإنفاق على عائلته.

إبراهيم: قررت العمل لأتحمل المسؤولية

ويقول إبراهيم عبدالله، نقاش، أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 4 أعوام، وأنه قرر العمل بها لأنه يحبها ويرى أنها مهنة جيدة، وأن هدفه من ذلك كان أن يتحمل المسئولية، وأنه اختار أن يعمل في ذلك السن، ولم تطلب منه أسرته ذلك، موضحًا أنه يعمل لمدة 8 ساعات فى اليوم، وأنه يرى أن عدد ساعات العمل مناسبة بالنسبة له.

وأضاف أنه يرى أن تلك المهنة مناسبة له ولسنه، وأنه لا يطالب بمجهود أكبر من قدرته، كما أنه يكمل فى دراسته بالتزامن مع عمله في النقاشة، مؤكدًا أن هدفه من العمل بتلك المهنة كان أن يصبح شخصًا مسئولًا متحملًا للمسئولية ويمكن الاعتماد عليه.

الراتب إن أصبح أعلى سيكون أفضل

وقال طالب آخر يعمل فى مهنة النقاشة أنه يعمل منذ سنة في هذه المهنة، كما أنه عمل في مهن أخرى قبل ذلك، إذ بدأ العمل وهو بالصف الثانى الإعدادي أي منذ 3 سنوات، موضحًا أنه من قرر العمل في تلك المهنة وأن أسرته لم تطلب منه ذلك؛ لأنه أراد أن يساعد نفسه في المصروفات، بالإضافة إلى مساعدته لأسرته ولو بجزء بسيط من ذلك الراتب.

صاحب العمل يعنفنى أحيانا ولكنه يعلمنى

وتابع: أعمل 8 ساعات يوميًا، ولم أشعر بالندم على قرار العمل فى سن صغيرة، وأرى أن العائد المادى من المهنة مناسبا، ولكنه إن أصبح أعلى سيكون أفضل بالطبع، موضحا أن معاملة صاحب العمل له أحيانا تكون جيدة وأحيانا أخرى لا تكون كذلك، معللا تعنيف صاحب العمل له بأنه يعلمه، وتابع: فى بعض الأحيان عندما أرتكب خطأ أثناء العمل لا أتوقع رد الفعل ذلك من صاحب العمل، بل أكون متوقعا أن يكون رد الفعل أقل حدة وأبسط من ذلك، ولكن هذا الأمر لا يحدث.

لم أندم على قرار العمل فى سن صغير

وقال على مسعد: أعمل فى إحدى المقاهى لمدة 10 ساعات يوميا، كما أننى أكمل دراستى فى نفس الوقت، وأنا من قررت أن أعمل فى سن صغير لأساعد أسرتى ماديًا، ولم أندم على ذلك القرار، فأنا أتحمل المسؤولية، و أساعد أبي في نفقات الأسرة.

ويقول محمد ممدوح، يعمل في فرن: لقد عملت في مهن أخرى مثل النقاشة قبل ذلك، وأنا أعمل منذ أن كنت طالبًا بالصف السادس الإبتدائي، وأنا من اتخذت قرار العمل ليشعر والدي أنه أنجب رجلًا يمكنه الاعتماد عليه، فأنا الأبن الوحيد وأكبر إخوتي، ولم أشعر بالندم على هذا القرار.

التعرض لإصابات أثناء العمل

ويكمل: اعترضت عائلتي في البداية على قرار عملي، ولكنني أقنعت والدي أنني أريد أن أساعده وأتحمل المسئولية، وأرى أن عملي في سن صغير جعلني أفضل من أقراني الذين لم يفعلوا الأمر نفسه، فلقد أصبحت لدى القدرة على تحمل المسئولية، وأنا حاليًا أعمل في فرن، وفي فترة العطلة أعمل في مهنة النقاشة.

وأردف: لقد تعرضت لإصابة أثناء عملي في الفرن، وبالنسبة لي فإن مهنة النقاشة كانت أفضل، ولكنني عملت بهذه المهنة هي الأخرى لأساعد والدي، وعندما تعرضت للإصابة لم يرد والدي أن يجعلني أكمل بها، ولكنني صممت أن أكمل بها، وأرى أن الراتب جيد ويتم معاملتي بشكل جيد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً