اعلان

المواطن تحت رحمة التجار.. والحكومة تترك الأسعار لسيطرة أصحاب رؤوس الأموال

اسعار البيض والدواجن اليوم
اسعار البيض والدواجن اليوم

تبذل الحكومة المصرية جهودًا كبيرة للسيطرة على أسعار الدواجن والبيض، التي سجلت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية فيما أرجع المسئولون السبب في ارتفاع الأسعار إلى رغبة أصحاب المزارع في تعويض خسائرهم السابقة بأي شكل، وعدم تحديد الدولة لسعر عادل.

تعدى سعر الكيلو من الدواجن 100 جنيه، بعد ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارقام فلكية حتى اقترب سعر الكيلو من اللحوم الحمراء من كسر حاجز 500 جنيه، فيما سجلت كرتونة بيض المائدة حجم 30 بيضة سعر 160 جنيهًا بينما تبيعها وزارة الزراعة بـ140 جنيهًا فى منافذها.

ومؤخرًا، لجأت الحكومة المصرية إلى تطبيق أسعار استرشادية لبعض السلع كالأرز واللبن والسكر والمكرونة لمحاولة ضبط الأسعار، كما منحت الضبطية القضائية لأفراد الجيش المصري لضبط التجار المخالفين في القضايا التموينية وتقديمهم للمحاكمة العسكرية.

أكد الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالقاهرة، إن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الدواجن والبيض حاليا، هو 'سعي أصحاب المزارع والتجار لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لتعويض فترة الخسائر التي تعرضوا لها سابقا، وهذا ما يجعلهم يبيعون السلعة بأسعار مبالغ فيها وبعيدة تماما عن حجم التكلفة الحقيقية'.

وأكد أنه 'كثيرا ما خاطب الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة بضرور تحديد أسعار الأعلاف وكذلك منتجات الدواجن لتكون عادلة قريبة من التكلفة الحقيقية، ولكنها دائما ما ترد بأن المسألة خاضعة للعرض والطلب، وحينما نطالب أصحاب المزارع بخفض الأسعار وتحديد سعر عادل يقولون لنا 'أين كنتم حينما كنا نخسر ونبيع بسعر أقل من التكلفة والحكومة كانت تقول أيضا وقتها مسألة العرض والطلب؟.. هذا هو العرض والطلب'.

وشدد على أنه 'حينما كانت هناك أزمة في الأعلاف كنا نتضامن مع أصحاب المزارع بسبب ما تكبدوه من خسائر، ولكن حاليا تم حل أزمة الأعلاف ولكن أصحاب المزارع ومن ثم التجار يغالون في الأسعار ولديهم رغبة محمومة في تعويض الخسائر السابقة بمكاسب خيالية، وعلينا جميعا أن نقف مع المواطن في هذه اللحظة لأنه لن يتحمل كل هذا الضغط'.

وأشار إلى أن أسعار الدواجن ربما تنخفض خلال المرحلة القادمة خصوصا عند حلول عيد الأضحى،إذ يتجه المواطنون إلى اللحوم الحمراء وبالتالى الطلب عليها سيقل وتنخفض الأسعار إلا أنه لخلق حالة من الانضباط فى السوق لابد أن يكون هناك حالة من الاستقرار السعرى خاصة بالنسبة للأعلاف بعد أن وصل سعرها إلى 21 ألفًا و800 جنيه للطن ثم عاود الارتفاع إلى 23 ألف جنيه للطن كذلك ارتفاع سعر الكتكوت والذى وصل إلى 31 جنيهًا 'ومش راضى ينزل بقاله كذا شهر ' .

وأوضح أن ارتفاع أسعار البيض سبب مشكلة كبيرة جدًا، لافتًا إلى أننا ننتج حوالى 55% من حجم الاستهلاك وبالتالى هناك نسبة عجز كبيرة خاصة مع أن التركيز على البيض كبروتين أكبر من الدواجن لا سيما فى المدارس، لافتًا إلى أن نسبة العجز التى تصل إلى 45% لن تبدأ فى الانخفاض إلا بنهاية العام .

وأشار إلى أن تسعير البيض يصل إلى 152 إلى 155 جنيهًا فى المزرعة وهو يعتبر سعر مرتفع لابد أن يقل عن ذلك، لافتًا إلى أن وزارة الزراعة تبيع كرتونة البيض بـ140 جنيهًا وبتحقق مكاسب فكيف يبيع أصحاب المزارع بـ155 ويحقق خسائر، لافتًا إلى أن السعر العادل 130 جنيهًا فى المزرعة ليباع للمواطن بـ140 جنيهًا للكرتونة .

وأشار إلى ضرورة تسعير المنتج من خلال بورصة حقيقية تحدد التكلفة الفعلية سواء سعر الكتكوت سعر العلف واللقاحات والأدوية ونسبة النافق والعمالة وبناء عليه يحدد هامش ربح للمنتج وبالتالى يتحقق الانضباط للمنظومة فى ظل ثبات سعر صرف الدولار من 47 إلى 49 جنيهًا لذا لا بد من منظومة جديدة استطيع من خلالها تحديد التكلفة الفعلية .

وأكد رئيس شعبة الدواجن، ضرورة أن يكون هناك دورًاإيجابيًا للدولة فى حالة انفلات الأسعار والذى ينتج عنه زعزعة للوضع الاقتصادى والأمنى لذا لابد منالتدخل الفورى لإحداث الانضباط الذى يأتى من تكلفة الإنتاج وضع هامش ربح من خلال ضخ كميات فى الشركة القابضة للصناعات الغذائية من خلال إنتاج وزارة الزراعة لبعض السلع الاستراتيجية لذا يجب على الدولة فرض سيطرتها حتى لا يستغل التجار الأوضاع لصالحهم وبالتالى تنضبط المنظومة وتتوفر السلعة.

وأشار أحمد نبيل، نائب رئيس شعبة البيض بالاتحاد العام لمنتجي الدواجن،إلى أن عدم تراجع أسعار البيض بمختلف أنواعها لعدة عوالم أهمها خروج عدد كبير من مربي الأمهات لارتفاع نسبة النفوق بالمزارع بسبب موجة الصقيع ما تسببت فى عرض قطعان الأمهات للبيع بالأسواق، ما أحدث فجوة كبيرة فى إنتاج البيض خلال الأيام المقبلة تؤدي إلى انخفاض نسبة المعروض من أطباق البيض بالمحلات .

رغم تراجع أسعار الخامات واستقرار الدولار بالأسواق، إلا أن الصناعة تعيش حاليًا حالة من العشوائية نتيجة لغياب الرقابة على المصانع والمنتجين بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف إلى مستوي قياسي خلال ذروة ارتفاع أسعار الدولار، مطالبًا الدولة وجميع الجهات المعنية بالرقابة على الأسواق والمصانع .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً