اعلان

"صوت ملائكي" بالأقصر.. "أحمد بسطاوي" كفيف يتألق بتلاوة القرآن والابتهالات.. لم يكتف بـ"الليسانس" الأزهري ودرس التاريخ بجامعة جنوب الوادي.. سجل المواد للمكفوفين بالتعاون مع جمعية رسالة بقنا

أحمد بسطاوي، صاحب الصوت الملائكي بالأقصر
أحمد بسطاوي، صاحب الصوت الملائكي بالأقصر

'ذو الصوت الملائكي'.. هذا هو لقبه في قريته الرزيقات بالأقصر.. تألق في تلاوة القرآن، والأذان والتواشيح والابتهالات الدينية في مسجد الرزيقات.. الشاب أحمد بسطاوي، الذي فقد بصره قبل أن يرى الحياة، فمكث على حفظ القرآن الكريم كاملا.

يمتلك بسطاوي، الصوت الملائكي، كما يمتلك خفة دم كبيرة تجذب له العديد من الأصدقاء والمحبين، بسبب سرعة بديهته وجمال ردوده المازحة، بخلاف اعتياد أهل الرزيقات على الاستمتاع لصوته في الأذان مشبهين إياه بمؤذني الحرم المكي، مؤكدين أن صوته يجبرك على الإصغاء والاستمتاع بحلاوة الأداء، وهو ما أهله أن يكون المفضل لديهم في ابتهالات شهر رمضان المبارك، ففي وسط السكون يشدو بصوته الجذاب بتواشيح دينية قبل صلاة الفجر فيطرب الأسماع.

أحمد بسطاوي، صاحب الصوت الملائكي بالأقصر

يقول ابن مركز أرمنت الأقصر، 'أحمد يوسف بسطاوي' الذي يبلغ من العمر 38 عاما، إنه ولد كفيفًا لأب كان إمام المسجد العتيق بقرية الرزيقات قبلي بالبر الغربى للمحافظة، فدأب على تعليمه القرآن والعلوم الدينية، فأوكل به إلى الشيخ أنور القاضي ليحفظ القرآن الكريم.

وتابع في حديثه لـ 'أهل مصر': استكملت الحفظ مع الشيخ 'أحمد حسن الضوي' فأتممت حفظ القرآن الكريم عندما كنت أبلغ 10 أعوام، ليمهد الله طريقي في التفوق في المعهد الأزهري وحصلت على ليسانس الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر في العام 2004.

وأضاف 'أحمد': لم يمنعني فقد البصر من الاستمتاع بحياتي واللعب مع أصدقائي، فقد لعبت كرة القدم وحرست المرمى وتصديت لكراتهم بإحساس غريب.

أحمد بسطاوي، صاحب الصوت الملائكي بالأقصر

وأكد أن الاختلاط بالناس اثناء لعب كرة القدم هو نوع من التواصل مع أصدقائه الذي يحرص عليه، مشيرًا إلى أن هذا سبب في قدرته على التركيز، والسماع للحركة أكثر من غيره في توقيت واحد، وهذا ما أهله إلى التنقل والتحرك دون مساعدة من أحد، مما جعله اليوم يذهب لقضاء حوائجه دون دليل، ولا عصا يحملها ليتحسس بها الطرقات.

وأوضح 'بسطاوي' أنه لم يكتف بما حصل عليه من علوم أزهرية، فالتحق بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي بمحافظة قنا وتخرج وحصل على الليسانس عام 2010.

و يستكمل حديثه قائلاً: 'أحببت التاريخ كونه أبو العلوم، فلكل علم تاريخ إلا التاريخ لأنه بدأ مع حياة الإنسان، وأشكر الله على أني استطعت دراسة شيء أحبه، لأن تجربة الشيء أفضل من السؤال عنه، ولا أسعى لكي أصبح باحثا أو مؤرخا فقط، وإنما أريد أن أصل بالتاريخ للناس 'اللي مالوش ماضي مالوش مستقبل، والتاريخ بيتكرر، والعرب أول الشعوب عناية بالتاريخ'.

وأعرب 'أحمد' عن فخره بإنشاء المكتبة السمعية أثناء دراسته بجامعة جنوب الوادي، من خلال التعاون مع بعض الطلاب لتسجيل المواد للمكفوفين بالتعاون مع جمعية رسالة للأعمال الخيرية بقنا.

ويعمل' أحمد' بخدمة عملاء في الدليل المصري بمدينة قنا، وعكف بعد تخرجه على الالتحاق بدورات التنمية البشرية بقنا والأقصر وأرمنت واسنا، ومن ثم أصبح مدربا فيما بعد، ثم دأب على تعلم الكومبيوتر من خلال البرامج الناطقة وهو ما ساعده في عمله المرهق نظرا لكونه يعمل 9 ساعات متواصلة، بالإضافة لكونه يحمل سماعتين إحداهما للجهاز والأخرى لسماع العميل، على خلاف خدمة العملاء في شركات المبيعات.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً