اعلان

"مراكب النجاة".. "الموت بحرًا" أو "السجن برًا" مصير المهاجرين غير الشرعيين بالمنوفية.. أمهات الضحايا يروين وقائع فقد أبنائهن في رحلة "خداع السماسرة"

ضحايا الهجرة غير الشرعية
ضحايا الهجرة غير الشرعية

تنخفض تكاليف السفر إلى دول أوروبا في محافظة المنوفية مقارنةً بباقي محافظات مصر؛ مما جعل شباب هذه المحافظة يلجأون إلى سماسرة الهجرة غير الشرعية للسفر إلى تلك البلدان طمعًا في تحقيق حلم الثراء السريع.

هناك العديد من الأشخاص المعروفين لدىّ أهالي المنوفية، ويُلق على الواحد منهم «سمسار السفر لأوروبا»، وهذا السمسار يتقاضي من الشاب الذي يرغب في السفر مبلغًا يتراوح من 5 إلى 30 ألف جنيه، مقابل تسهيل سفره عن طريق تأجير مركب يصل بهم إلى قرب الحدود اللبنانية ويتركهم على مسافة تبعد عن الشاطئ عدة كيلو مترات، والشباب المهاجر بدوره يُكمل هذه المسافة عن طريق السباحة.

حيل السماسرة

يواجه الكثير من هؤلاء الشباب مخاطر عدة؛ فمن ينجو منهم من الموت غرقًا، ينتظره خطر الاعتقال والسجن في سجون تابعة للجيش السوري. تقول والدة الشاب خالد إبراهيم علي مدكور: «ابنى أنهى خدمته العسكرية بدرجة قدوة حسنة، وعقبها بدأ في السعى من أجل السفر للخارج حتي أوقعه حظه في أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية، وهذا السمسار مقيم بعزبة أبو مصطفي التابعة لمركز تلا».

تضيف والدة خالد: «هذا السمسار أقنع نجلي بالسفر إلى لبنان مقابل الحصول على 25 ألف جنيه، وبالفعل سدد له خالد، المبلغ المطلوب، والسمسار بدوره أوهمه أنه حصل بالفعل على تأشيرة تمكنه من دخول الأراضي اللبنانية وأن السفر سيكون عبر تركيا بالطيران؛ معللاً ذلك بعدم وجود طيران مباشر من مصر إلى لبنان».

تؤكد الأم المكلومة: «سافر نجلي بالفعل، واكتشفنا أن التأشيرة الخاصة بسفره كانت لتركيا فقط، وأنه سيدخل إلى لبنان عن طريق التهريب من الحدود السورية - اللبنانية، ومنذ ذلك الحين اختفى وانقطعت أخباره عني، وقد تواصلت مع الخارجية المصرية علي مدار 6 سنوات متواصلة من أجل الوصول إلى أى معلومة تفيد بأن نجلي مازال علي قيد الحياة، وأثناء ذهابي إلى مقر وزارة الخارجية وجدت الكثير من أهالي المنوفية يعانون من نفس مشكلتي، ويبحثون عن أبنائهم الذين اختفوا في ظروف غامضة على الحدود اللبناينة، وآخرين اختفوا على الحدود اليونانية».

سجون سوريا

وأشارت، إلى أن رحلة البحث عن نجلها قادتها بعد 6 سنوات إلى معرفة المكان الذي يختفي فيه؛ قائلًة: «توصلت لمعلومات تفيد بأن نجلي محبوس في غرفة رقم 1 بالجناح الأحمر في سجن فلسطين، وهو سجن تابع للحكومة السورية برئاسة الرئيس بشار الأسد، ومنذ معرفتي بهذا الأمر وأنا أحاول إيجاد أي طريقة للإفراج عنه ولكن دون جدوى حتى الآن».

وفي السياق ذاته تقول سعاد مسعد، والدة أحد الشباب الذي لقى مصرعه غرقًا وهو في طريقه للهجرة إلى اليابان بطريقة غير مشروعة: «أحد السماسرة أقنع نجلي بأن السفر سيضمن له تحقيق حلم الثراء السريع، وأن فرصة الهجرة متاحة مقابل دفع مبلغ قدره 5 آلاف جنيه هي تكاليف السفر، إضافة إلى 2000 جنيه "حلاوته الخاصة"، وبالفعل وقع نجلي في هذا الفخ وأعطى المبلغ كاملًا للسمسار».

تضيف سعاد: «كان الإتفاق بين نجلي والسمسار، على أن السفر سيتم عبر مركب شرعي، ولكني اكتشفت الخديعة حين جاءني خبر العثور على جثمان نجلي بعد إسبوعين من سفره، وعلمت بعدها أنهم قذفوا بهم في عرض البحر قبل الوصول إلى الشاطئ وطلبوا منهم استكمال المسافة عن طريق السباحة، وكانت هذه هي النهاية».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً