اعلان

"كورونا".. الرعب القادم من الشرق.. "الصحة العالمية": الشرق الأوسط الأكثر تهديدا بسبب "الرحلات الصينية"

فيروس كورونا
فيروس كورونا

ــ المنظمة توصي بالإسراع في إنتاج اللقاحات والعلاجات وكواشف التشخيص

ــ رغم عدم انتشاره في مصر.. تأثيرات سلبية متوقعة بحركة السياحة والصناعة والأدوية

كشفت منظمة الصحة العالمية عن آخر إحصائيات انتشار فيروس كورونا الذى أصبح ينتشر حاليًا في عدد من الدول خارج الصين مما أثار الرعب في العالم أجمع، مؤكدة أنه لا يوجد أي حالات إصابة بين المصريين حتى الآن، رغم أن الشرق الأوسط يعد من المناطق الأكثر خطورة نظرًا للرحلات الجوية القادمة من الصين بشكل مباشر وغير مباشر، وأكدت أن معظم البلدان ستكون مجهزة بكواشف فيروس كورونا خلال أسبوع، نظرا للتأثيرات السلبية التى يمكن أن يحدثها على السياحة والاقتصاد.

وقال الدكتور محمد عز العرب استشاري الجهاز الهضمي والكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، والسكرتير العام لجمعية سرطان الكبد المصرية والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن مسألة المستلزمات الطبية والأدوية المستوردة من الصين ومنها كمامات طبية أو مواد داخلة في تصنيع الأدوية لها إجراءات خاصة سواء في التصنيع لإنتاج المركبات الدوائية وخلافه، حيث يتم تغليفها بشكل محكم وتكون معقمة أثناء مراحل التصنيع والإنتاج، فالمواد الداخلة في تصنيع الأدوية يتم استيرادها من الصين ولم يتم الحصول عليها في شكل عبوات ولكن بكميات كبيرة مغلفة محكمة الغلق، لذا لا يوجد إمكانية لتلوثها بالفيروس، ولكن المشكلة هي التعامل أثناء الشحن وتفريغ الشحنات، وإمكانية أن يكون أحد العاملين في الموانئ أو المطارات الصينية حاملا لفيروس كورونا المستجد، مما يتسبب في نشر الفيروس على العبوات من الخارج، خاصة أن الفيروس يمكن أن يعيش لأيام في الوسط الخارجي وإمكانية نقل الفيروس لعمال المطارات والموانئ المصرية أثناء الاستلام.

وطالب عز العرب في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية أثناء استلام أي شحنات أدوية أو مستلزمات طبية من الصين وحتى فحص الحقائب والتأكد من عدم انتشار الفيروس بها، مؤكدًا أن الماسكات الوقائية والكمامات يرتديها موظفو الجوازات والأمن في الموانئ والمطارات وأطباء الحجر الصحي، ولكن المشكلة الحقيقية هي أن عمال نقل الحقائب والشحنات الخاصة بالمستلزمات الطبية والأدوية عليهم ارتداء الماسكات والقفازات على الأيدي لأنه يمكن أن يكون هناك عامل بشري في مطارات التصدير حاملا للمرض ولم تظهر عليه الأعراض حيث يكون في فترة حضانة المرض، وبالتالي يقوم بنقل العدوى على الشحنات المصدرة التي يتم نقلها إلى العمال الذين يقومون بنقلها عند استيرادها، وهذه مشكلة خطيرة يجب تسليط الضوء عليها خاصة هذه الفترة، موضحا أنه لابد أن يكون هناك ثقافة اتباع الإجراءات الاحترازية عند نقل أي منتجات من الصين خاصة لعمال الشحن والتفريغ سواء بالطائرات أو الموانئ البرية والبحرية والجوية.

وأهاب بوزارة الصحة سرعة التدريب الوقائي لشباب الأطباء، خاصة المكلفين بالعمل بالمستشفيات التي تستقبل المواطنين عند عودتهم من الصين في فترة حضانة المرض وهي أسبوعان، ومنها مستشفى النجيلة بمطروح، موضحًا أنه لابد من توفير جميع المستلزمات الطبية من ماسكات وقفازات وجونات، فلا يمكن أن يرتدي الطبيب ملابسه العادية أثناء الكشف على المرضى لأنها وسيلة لنقل العدوى، مشددًا على أهمية استخدام "واقي" العينين وليس الفم والأنف فقط، لأن أي اختلاط مع المريض ولمس العينين يؤدي للإصابة بالمرض، كما أنه يمكن نقل فيروس كورونا من خلال الرذاذ المتطاير ودخوله في العين في حالة عدم ارتداء واقٍ للعين، كما أنه من المهم المتابعة الجيدة لإرشادات وزارة الصحة الدورية حسب درجات الخطورة، متمنيًا أن ينتهي الموضوع كما انتهى "سارس" و"زيكا" وغيره من الأمراض الوبائية.

وناشد المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، وزارة الصحة والسكان، بضرورة أن تكون الإجراءات الوقائية والاحترازية متوافقة مع المعايير الدولية في مواجهة الأوبئة، مطالبًا وزارة الصحة بإطلاق المزيد من نشرات التوعية في جميع القنوات الفضائية التليفزيونية، وتوزيع الملصقات في جميع وسائل المواصلات العامة، وأن هذا ليس رعبا للمواطنين ولكن وقاية خاصة بالنسبة لأمراض الجهاز التنفسي، لأن الأعراض متشابهة بين فيروس كورونا وفيروس الأنفلونزا العادية ونزلات البرد فكلها تتشابه، موضحًا أنه من المهم تعريف الناس بأهمية غسل اليدين بالماء والصابون والتغذية الجيدة واستخدام الكمامات الطبية والإكثار من السوائل الدافئة وعدم الخروج من المنزل لمن يعاني من نزلات برد وأنفلونزا، وقال: فيروس كورونا مرتبط بالعائدين من الصين فقط ولكن البرد العادي الذي يكثر تعرض المواطنين له هو طبيعي.

ــ أخصائي صدر وحساسية: لا يمكن التفرقة بين أعراض الأنفلونزا وكورونا

قال الدكتور أحمد سلام، أخصائي أمراض الصدر والحساسية والباطنة، إنه لا يمكن التفرقة بين أعراض البرد والأنفلونزا وأعراض فيروس كورونا إلا من خلال التاريخ المرضى، خاصة إذا كان المريض في الصين أو يتردد على أي دولة أخرى ينتشر فيها المرض المستجد، وتكون أعراضه بين السعال والتهاب الحلق وارتفاع درجة حرارته عن 38,5 درجة مئوية، مشيرًا إلى أنه في حالة إذا كان المريض قادما من الصين أو دولة أخرى، أو من يترددون على المطارات يتم وضعه تحت الملاحظة وعزله وعمل عدد من الإجراءات مثل أخذ مسحات من الأنف والفم، وأن يتم عزل المريض في مستشفى وإعطائه علاجا محددا لمدة 5 أيام ثم يتكرر لمدة 10 أيام، ويتم وضعه تحت الملاحظة.

وأضاف سلام، في حديثه لـ"أهل مصر"، أن طرق انتقال العدوى تكون من الحيوان للحيوان أكثر ولكن العدوى انتقلت في الصين من الحيوان للإنسان، مشيرًا إلى أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا هم من يسافرون كثيرًا إلى منطقة موبوءة، وضعاف المناعة (الأطفال الأقل من عامين - كبار السن أكبر من 65 عاما) ومن يحصلون على علاج كورتيزون فترة طويلة، أصحاب الأمراض المزمنة، مرضى التهاب الرئة، ومرضى الكبد والالتهاب الكبدي وغسيل الكلى، مرضى القلب، مرضى السدة الرئوية، مضيفًا أن من الطرق الوقائية الواجب اتباعها البعد عن الأماكن التي يظهر فيها العدوى بصورة منتشرة والبعد عن الحالات المشكوك فيها وعزلها مع وضع الماسكات والكمامات وأي مريض تظهر عليه أعراض الأنفلونزا يتم إعطائه الأدوية موضحًا عدم وجود أي علاج حتى الآن ولكن يتم إعطاء المريض الذي تظهر عليه الأعراض أدوية للبرد والرشح ولخفض الحرارة المرتفعة ومتابعته بعد عزله.

ــ شعبة الأدوية: وقف الاستيراد من الصين غير ممكن لعدم وجود بدائل سريعة

قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية لـ"أهل مصر"، إن استيراد المستلزمات الطبية من الخارج يتم بطريقة معقمة تمامًا، ولا يوجد بها أي مشكلة، موضحا أن مصر تستورد من الصين مواد خام ومواد مساعدة وكيماويات ومستلزمات طبية، والمعاملات مستمرة ودائمة بسبب عدم وجود حلول بديلة سريعة ولا يمكن وقف استيراد أي مواد ومنتجات من الصين وإلا سيكون البديل هو الهند أو كوريا وستكون التكلفة عالية، مشيرًا إلى أنه من الوارد أن يكون أحد العاملين في المطارات بالصين أثناء تسليم الشحنات حامل للفيروس أو أحد العاملين في المصانع.

ــ "سلامة الغذاء": المطاعم الصينية بمصر آمنة.. و"كورونا" ينتقل عن طريق التنفس

طمأن الدكتور حسين منصور، رئيس هيئة سلامة الغذاء، المصريين بشأن المطاعم الصينية المتواجدة في مصر، مؤكدا عدم وجود علاقة بينها وبين انتشار فيروس كورونا في الصين، وقال: حتى الآن لا يوجد أي ضرر منها طالما العاملون بها لم يسافروا الصين خلال الفترة الماضية، وأنه في حالة سفر أحد العاملين بالمطاعم الصينية بمصر ورغبته في العودة، فلابد على وزارة الصحة أن تشدد الإجراءات الخاصة به من خلال الحجر الصحي في المطارات، وكذلك بالنسبة للعائدين من الصين على وجه العموم أو أي دولة منتشر فيها فيروس كورونا.

وأوضح رئيس هيئة سلامة الغذاء في حديثه لـ"أهل مصر": "الأكل الصيني لن يضر أحدا لأن الفيروس يقتل عند غليان الطعام، وكورونا يتنقل بين البشر عن طريق التنفس والهواء أو التلامس، وفي حالة الأكل إذا عطس شخص مريض في الأكل أو لمسه بيده وتناوله آخر بعده، أو استخدم أدواته، فالإصابة مرتبطة بالتلوث العرضي، مطالبًا وزارة الصحة ممثلة في الحجر الصحي بإجراء كشف على العاملين لضمان سلامتهم الصحية من الفيروس، وأكد: "يجب أن لا نستورد أي أغذية من الصين، أما المعلبات فهي آمنة لوجود مشرفي تغذية لتحديد مدى صلاحيتها".

ــ العريان: السياحة تأثرت بانتشار "كورونا".. والصين لن تشارك في افتتاح المتحف الكبير

قال ناجي العريان، عضو اتحاد الغرف السياحية، إن انتشار فيروس كورونا يؤثر بشكل كبير على السياحة الواردة من الصين ودول شرق آسيا، لاسيما بعد وقف رحلات الطيران بين مصر والصين، مضيفًا أن السياحة الأمريكية ربما تتأثر أيضًا نظرًا لشعورهم بالذعر والخوف، إذ لم يغادروا بلادهم هذه الأيام، موضحًا أن الدول الغربية الأخرى لم تتأثر لعدم وجود الفيروس فيها، حيث لم تظهر سوى حالتين في باريس.

وأشاد العريان بسرعة تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإرسال طائرات لإعادة المصريين المتواجدين في الصين، موضحا أنه سيتم التعامل معهم من خلال عزلهم لمدة 21 يوما للكشف الصحي حتى التأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا.

وتابع "العريان" في تصريحاته لـ"أهل مصر": فيروس كورونا انتشر في دول أخرى غير الصين منها ماليزيا واستراليا وكندا، ولن نتمكن من تحديد مصير السياحة معها، ونتابع إلغاء رحلات من قبل الدول الغربية وبلاغات بشأن وجود حالات مصابة بفيروس كورونا وبناء عليه يتم التصرف وأخذ الإجراءات اللازمة.

وأكد عضو اتحاد الغرف السياحية، عدم مشاركة الصين ضمن الوفود القادمة لافتتاح المتحف الكبير في 2020، مع قلة عدد الوافدين عمومًا بعد انتشار فيروس كورونا.

رئيس شعبة المستوردين: حركة الاستيراد والصناعة تأثرت بـ"كورونا".. و"بديل" الصين يتطلب 6 أشهر

قال أحمد شيحة، رئيس شركة العالمية للتجارة، والرئيس السابق لشعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن تأثير فيروس كورونا يظهر واضحًا على السلع المستوردة التى مازالت في مرحلة التصنيع، ولكن لا يوجد تأثير على البضائع التى تم تصنيعها وشحنها، مضيفًا: بالطبع تتأثر الصناعة المصرية بفيروس كورونا لاعتماد السوق على استيراد سلع وسيطة، وخامات هندسية، ومستلزمات إنتاج وإلكترونيات، ولا يوجد واردات غذائية.

وأضاف "شيحة": "مع الأسف لا يوجد حل سريع وبديل للاستيراد الخامات الصناعية والسلع الوسيطة من الصين، وإيجاد بديل يحتاج إلى فترة لدراسة جدوى لا تقل عن 6 شهور، مؤكدًا أن المخزون من البضائع في مصر يكفى لمدة 4 شهور حسب الاستهلاك من كل سلعة، معلقًا" المستوردون لن يغامروا في الوقت الحالي والصفقات تتم عن طريق الإيميلات والسكايب، وجاري دراسة الأوضاع للخروج من الأزمة في حالة انتشار فيروس كورونا بصورة كبيرة في الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن أهم واردات مصر من الصين ليس بينها سلع غذائية، وإنما تتركز فى أجهزة كهربائية بقيمة 2.6 مليار دولار، وفي المرحلة التالية تأتي الآلات وأجزاؤها بقيمة 1.3 مليار دولار، وبعدها "شعيرات اصطناعية"، بقيمة 613.1 مليون دولار، ومصنوعات الحديد بقيمة 492.1 مليون دولار، ومنتجات بلاستيكية بقيمة 421.1 مليون دولار، فهي أكبر الدول الموردة لمصر في جميع القطاعات الصناعية والتجارية.

نقلا عن العدد الورقي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً