اعلان

"قاتل يرفض الرحيل".. خبراء ومتخصصون في اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث: "الظاهرة وصلت لنسب مرعبة".. وخالد منتصر: 91% من بنات مصر "مختتنات"

حملات للتوعية بأضرار ختان الإناث
حملات للتوعية بأضرار ختان الإناث

تتضافر الجهود ويقف الجميع صفًا واحدًا للقضاء على ظاهرة ختان الإناث، ويحيى العالم في مثل هذا اليوم من كل عام ذكرى 'اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث'، وذلك لمناهضة ظاهرة الختان، التي مازالت منتشرة في العديد من مدن وقرى مصر، وذلك بالرغم من تجريمها قانونًا قبل نحو عقدين من الزمان، وتحريمها شرعًا بفتوى رسمية صادرة من دار الإفتاء المصرية، ومنع إجرائها داخل المستشفيات الحكومية والخاصة والوحدات الصحية، ومعاقبة أي طبيب يثبت إجرائه لهذه العملية بالسجن من 5 وحتى 7 سنوات، إضافة إلى معاقبة الوالدين بالحبس من 6 أشهر وحتى عامين، وهو ما دفع بعض الأهالي إلى ختان بناتهن بعيدًا عن أعين القانون، متمسكين في هذا بعادات وتقاليد ومعتقدات دينية خاطئة وشائعات روجتها الجماعات المتشددة زعموا فيها أن «الختان فريضة دينية».

حملات للتوعية بأضرار ختان الإناث

وأكد خبراء ومتخصصين في قضايا حقوق المرأة، أنه بالرغم من الجهود المضنية التي تبذلها الدولة للقضاء على جريمة ختان الإناث؛ إلا أن الظاهرة وصلت لنسب مرعبة في العام الماضيي 2019، والسبب في هذا القناعات الخاطئة المتجذرة داخل وجدان الأهالي بأن الختان فرض ديني، وأنه يُعد عفة وطهارة للفتاة ويحميها من الوقوع في براثن الخطيئة، وكشفت دراسة أجريت في العام 2018، أن نسبة ختان الإناث في مصر بلغت 92% بين المتزوجات في المرحلة العمرية من 15 إلى 49 عامًا، وتنخفض إلى 85% بين الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 وحتى 25 عامًا، فيما بلغت 72% من عمر 13 وحتى 17 سنة، ومنذ سنوات مضت وبالأخص منذ يناير الماضي تكثف مؤسسات الدولة من جهودها للقضاء على هذه الظاهرة التي تصيب الفتيات بالعديد من الأضرار الجسدية والنفسية، وفي هذا السياق تُعيد «أهل مصر» تسليط الضوء على ظاهرة ختان الإناث، من خلال هذا الملف..

الإفتاء: 'حرام' باتفاق الآراء.. ومحاربته 'واجب'

أصدرت دار الإفتاء المصرية، في يوليو عام 2016، فتوى رسمية أكدت فيها: أن قضية ختان الإناث ليست قضية دينية تعبدية في أصلها، ولكنها قضية ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، خاصة وأن موضوع الختان قد تغير وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بحرمته والاتفاق على ذلك، دون تفرق للكلمة واختلافٍ لا مبرر له.

جاء ذلك في معرض رد دار الإفتاء على عدد من الفتاوى التي أطلقها غير المتخصصين، والتي تقول بوجوب ختان الإناث، وتدعو إليه، حيث أكدت الدار أن حديث أم عطية الخاص بختان الإناث ضعيف جدًّا، ولم يرد به سند صحيح في السنة النبوية.

وأوضحت دار الإفتاء أن عادة الختان عرفتها بعض القبائل العربية نظرًا لظروف معينة قد تغيرت الآن، وقد تبين أضرارها الطبية والنفسية بإجماع الأطباء والعلماء، مشيرة إلى أن الدليل على أن الختان ليس أمرًا مفروضًا على المرأة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يختن بناته رضي الله عنهن.

وأشارت الدار إلى أنها تفاعلت مبكرًا مع البحوث العلمية الطبية الصادرة عن المؤسسات الطبية المعتمدة والمنظمات الصحية العالمية المحايدة، التي أثبتت الأضرار البالغة والنتائج السلبية لختان الإناث؛ فأصدرت عام 2006 بيانًا يؤكد أن الختان من قبيل العادات لا الشعائر، وأن المطلع على حقيقة الأمر لا يسعه إلا القول بالتحريم.

وحذَّرت دار الإفتاء من الانجرار وراء تلك الدعوات التي تصدر من غير المتخصصين لا شرعيًّا ولا طبيًّا، والتي تدعو إلى الختان وتجعله فرضًا تعبديًّا، مؤكدة أن تحريم ختان الإناث في هذا العصر هو القول الصواب الذي يتفق مع مقاصد الشرع ومصالح الخلق، وبالتالي فإن محاربة هذه العادة هو تطبيق أمين لمراد الله تعالى في خلقه، وبالإضافة إلى أن ممارسة هذه العادة مخالفة للشريعة الإسلامية فهي مخالفة كذلك للقانون، والسعي في القضاء عليها نوع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

حملات للتوعية بأضرار ختان الإناث

خالد منتصر: 'جزارة'.. و91% من بنات مصر 'مختتنات'

قال الدكتور خالد منتصر، المفكر والكاتب الكبير، إن مصر تحتل المرتبة الأولى من حيث أنها أولى دول العالم فى نسبة ختان الإناث بالعالم، وحسب ما جاء فى تقرير الصحة العالمية فإن 91% من بنات مصر مختتنات، وقد انخفضت هذه النسبة الآن ومن الممكن أن تكون وصلت إلى 80% وهي نسبة مازالت عالية ومخجلة، أما فى الدراسة الميدانية التى أجراها الدكتور محمد كريم، أستاذ النساء بجامعة عين شمس، فى أغسطس 1994 على 800 طفلة من سن 6 إلى 14 سنة والتى روعى فيها تفاوت المستوى التعليمى والاجتماعى للعينات وأن يكون بينهن 10% من الأقباط، أثبتت الدراسة أن نسبة 19% فقط لم يُختن مقابل 81% مختونات، وتزيد النسبة إلى 88% فى الأسر الفقيرة، وقد كشفت الدراسة عن نوعية الشخص القائم بعملية الختان، وأثبتت أن نسبة 48% من عمليات الختان تجرى بواسطة الداية مقابل 46% بواسطة الأطباء و6% بواسطة حلاقى الصحة، أما المفاجأة فهى فى أرقام البحث الميدانى الثانى الذى أجراه الأستاذ نفسه ولكن هذه المرة فى نادى القاهرة أى فى أوساط المجتمع الراقى وقد أجرى هذا البحث سنة 1994 على عينة من 200 سيدة فتبين منه أن 98% منهن مختتنات.

وأضاف منتصر، أن ختان الإناث جريمة سواء وقع بيد الداية أو الطبيب، وهذه الجريمة ليست لها أى ضرورة طبية مذكورة فى أى مرجع طبى، بل إن الأكثر من ذلك هو أن الختان غير مذكور أصلاً كإجراء طبى معترف به فى أى كتاب يُرجع إليه كمصدر علمى محترم، نافيًا وجود ما يسمى الـ«ختان شرعى» أو الـ«ختان غير شرعى»، وأنه يوجد فقط ختان بنات يُطلق عليه فى البلاد المتحضرة البتر التناسلى للإناث.

وأكد أن ختان الإناث عادة وليس عبادة، وهو «جزارة وليس طهارة»، ولذلك فنحن حينما نجرى عملية الختان لا نحرم الأنثى من الإثارة كما ندعي ونتعلل بسبب جوِّنا الحار، ولكننا ندمر إشباعها الجنسى حتى لا تصل إلى النشوة التى هى من وجهة نظرنا عيب ومن حقنا فقط نحن الرجال، وهناك إحصائية تؤكد أن 90% من المتهمات فى قضايا الدعارة قد أجريت لهن عمليات ختان، وهذا يعنى ببساطة أن ما سينقذ بناتنا من الوقوع فى هوة الدعارة ليس هو قطع هذه الجلدة وإنما هو التربية السليمة.

حملات للتوعية بأضرار ختان الإناث

وأشار إلى أنه لا يشاركنا فى هذه العادة المتخلفة إلا بلدان إسلاميان هما السودان والصومال، أما جميع البلاد الإسلامية الأخرى، وفى مقدمتها السعودية، فلا تجرى هذه العملية على الإطلاق، وقد أفتى الشيخ عبدالغفار منصور، مستشار الفقه الإسلامى فى مكة المكرمة السابق: «إننا لا نعرف عادة الختان فى مكة لا قبل ميلاد الرسول ولا بعد بعثه، وإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بإجراء الختان لبناته، وحتى يومنا هذا فإن عادة الختان غير معروفة فى مكة»، وفى عام 1994 أفتى شيخ الأزهر السابق ومفتى مصر حينذاك، الدكتور محمد سيد طنطاوى: «وأما الختان أو الخفاض بالنسبة للإناث فلم يرد بشأنه حديث يُحتج به وإنما وردت آثار حكم المحققون من العلماء عليها بالضعف، ومنها حديث: الختان سنة للرجال مكرمة للنساء، وحديثلا تنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل». وقد ذكر هذه الأحاديث جميعها الإمام الشوكانى، وأوضح أن حكمها الضعف. وقال صاحب كتاب «عون المعبود في شرح سنن أبى داود» بعد أن ذكر ما جاء فى الختان: «وحديث ختان المرأة رُوى من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلومة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها كما عرفت».

وتابع منتصر، أن الدكتور سيد طنطاوي، خلص فى نهاية فتواه إلى أنه لا يوجد نص شرعى صحيح يحتج به فى مسألة ختان البنات وأن الختان ما هو إلا عادة انتشرت فى مصر من جيل إلى آخر، وقد شارك شيخ الأزهر الراحل فى هذا الرأى جمهرة من علماء الدين المستنيرين الذين تكفلوا بالرد على رافعى راية «نموت نموت ويحيا الختان».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة ليفربول و أتالانتا (1-0) في إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي (لحظة بلحظة) | استراحة