اعلان
اعلان

الله موجود فلماذ يقع عبء إثبات وجود الله على المؤمنين به وهل هناك دليل واحد على عدم وجود الخالق

ختم القرآن في رمضان
ختم القرآن في رمضان

ارتبطت الحياة الإنسانية على الدوام بالإيمان بجود خالق أقوى من البشر يلتمس منه البشر الحكمة والشعور بالأمن وأيضا الخوف من وجود إله واحد فرد صمد وهو ما يجعل كل صاحب فطرة سليمة وطوية صالحة متسقة مع النفس يدرك دوما أن هناك إله واحد موجود لا وجود لإله غيره، وذلك مصداقا لقول الله تعالى : وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ، جاء في تفسير الطبري لهذه الآية : يخبر تعالى أنه استخرج ذرية بني آدم من أصلابهم ، شاهدين على أنفسهم أن الله ربهم ومليكهم ، وأنه لا إله إلا هو . كما أنه تعالى فطرهم على ذلك وجبلهم عليه ، قال تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ) ( الروم : 30 ) وفي الصحيحين عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مولود يولد على الفطرة - وفي رواية : على هذه الملة - فأبواه يهودانه ، وينصرانه ، ويمجسانه ، كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء " وفي صحيح مسلم ، عن عياض بن حمار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله [ تعالى ] إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم ، عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم ". وقال الإمام أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني السري بن يحيى : أن الحسن بن أبي الحسن حدثهم ، عن الأسود بن سريع من بني سعد ، قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع غزوات ، قال : فتناول القوم الذرية بعد ما قتلوا المقاتلة ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتد عليه ، ثم قال : " ما بال أقوام يتناولون الذرية ؟ " قال رجل : يا رسول الله ، أليسوا أبناء المشركين ؟ فقال : " إن خياركم أبناء المشركين ! ألا إنها ليست نسمة تولد إلا ولدت على الفطرة ، فما تزال عليها حتى يبين عنها لسانها ، فأبواها يهودانها أو ينصرانها " . قال الحسن : والله لقد قال الله في كتابه : ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ) . وقد رواه الإمام أحمد ، عن إسماعيل ابن علية ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن البصري به . وأخرجه النسائي في سننه من حديث هشيم ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن قال : حدثنا الأسود بن سريع ، فذكره ، ولم يذكر قول الحسن البصري واستحضاره الآية عند ذلك . ولهذا السبب فإن على مدار تاريخ الإنسانية فإن أكثر البشر في العالم كانو يؤمنون بوجود الله، ومن المثير للاهتمام أن مسئولية اثبات أن الله موجود تقع علي عاتق هولاء الذين يؤمنون بوجود الله وليس العكس. ولكن، اثبات وجود الله لا يمكن اثباته أو عدم اثباته اذا اراد الله، فانه بامكانه الظهور و الاثبات للعالم كله بأنه موجود. ولكنه أن فعل ذلك لن يكون هناك احتياج للايمان هذا لا يعني أن لا توجد دلائل تثبت أن الله موجود، بالنظر الي النجوم، أو فهم اتساع حدود الكون، او دراسة عجائب الطبيعة، أو مجرد رؤية غروب الشمس - نجد أن لدينا دلائل تشير الي الله الخالق. وان كانت كل هذة الدلائل غير كافية، هناك ايضا دلائل في قلوبنا.

كيف ننكر ما ليس موجودا .. الإنكار دليل منطقي على الوجود

 وحتى الان فإن أغلبية لناس علي مر العصور، من جميع الحضارات والبلاد و القارات المختلفة مازالوا يؤمنون بوجود الله بشكل أو بأخر، ذلك أن هؤلاء الناس على مر العصور اقتنعوا بأدلة لا حصر لها على وجود الله بينما لا يوجد دليل واحد يثبت أن هذا الكون الذي نعيش فيه لا وجود لخالق له أو انه قد خلق عبثا بدون خالق أو صانع . في نفس الوقت فإنه بالاضافة الي النظريات الكتابية التي تثبت وجود الله،بل إن الذين يكفرون بالله، وينكرون وجوده، هم في الحقيقة يثبتون أن الله - سبحانه وتعالى - موجود، ذلك أن قولهم بأن الطبيعة هي منشأ الأشياء، ومحاولاتهم إنكار وجود الله - سبحانه وتعالى - تعني أنهم يحاولون إنكار شي موجود، إذ أن الشي غير الموجود لا يحتاج إلى أي جدل، أو إنكار، ولا يكون موضع سؤال، فكيف يطرح على العقل إنكار شئ غير موجود، مادام هذا الوجود أصلا غير حقيقي، إن الجدل يحدث عادة حول شئ موجود، فهذا يؤكده، وذاك ينكره، ومن هنا بعض الجدل، والجدل الذي يثيره الكافرون حول هذا الموضوع أساسه شعورهم بالفطرة بأن الله موجود، ثم محاولتهم إنكار ذلك باستخدام الهوى والأغراض الشخصية؛ لأنهم يريدون أن يخضعوا شريعة الله لأهوائهم، فمثلا الجدل الذي يثار حول: هل الأرض كروية، أو الأرض مسطحة، أساسه أننا نرى أمامنا الأرض مسطحة، ثم يأتي العلماء بعد ذلك ليقولوا إن الأرض كروية، وينفي بعض الناس هذه الحقيقة، إذن فالجدل هنا نتج عن أن الشئ نفسه موجود وأن هناك حقيقة تعرفها أذهاننا، فالأرض موجودة، وعيوننا تراها مسطحة، ولكن لو لم تكن الأرض موجودة أصلا لما نشأ الجدل أبدا عن : هل الأرض كروية أم مسطحة، أي أن الأصل في إنكار الشئ هو وجوده أولا، فوجود الأرض ذاتها، ثم وجودها أمامنا منبسطة، بدأ معه إنكار كروية الأرض، وكانت نقطة البداية، فلو أن امرأة مثلا ليس لها أطفال، لا تجد إنسانا يقول لك إن هذه المرأة عندها أطفال، وآخر يقول لك لا، ويثور جدل حول هذا الموضوع، ذلك أن أحدا لا يدخل في جدل عن شئ غير موجود، ولكن هب أن هذه المرأة لها طفل، وتخفيه عن عيون الناس، بعض الناس رأوه، وبعض الناس لم يروه، هنا يبدأ الجدل: هذا يؤكد وهذا بنفي.

لماذا تفهم العقول والألسنة في كل اللغات معنى لفظ الله .. هذا هو المشترك بين البشر

الأصل في حدوث جدل حول شئ هو وجوده أولا، والأصل في محاولة الكافرين إنكار الألوهية، وإنكار وجود الله هو إحساس بأن الله موجود، وأن هذه حقيقة واقعية، وهم يحاولون نفيها؛ لأنها لا تصادف أهواءهم، والعجيب أنهم في محاولتهم لهذا النفي أو الإنكار لا ينتبهون إلى أشياء تكذبهم، فمثلا اسم الله تجده في كل لغة من لغات العالم. بل إن الاسم: اسم الله - سبحانه وتعالى - في جميع اللغات له معنى واحد، وهو الله خالق هذا الكون، وخالق الإنسان، وخالق كل شي، فمن الذي أوجد هذا المعنى الموحد لهذه الكلمة في كل الدنيا، وبجميع اللغات التي ينطق بها أي بشر؟ وكيف يمكن أن يحدث ذلك وهناك من ينكرون وجود الله - سبحانه وتعالى - كيف يمكن لقوة كبرى لها اسم في كل لغة ينطق بها أي لسان، وهذا الاسم في معناه، وفي قدراته موحد في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك فهناك من ينكر الوجود أصلا، ويجادل في ذلك، ومن الذي وضع الاسم على كل لسان بهذه الصورة ؟ ومن الذي وضع معناه في كل العقول التي تنطق بكل اللغات وإذا دققنا في علم اللغة وصلتها بالإنسان، فإن أهم ما بدرس الآن بالنسبة الاستخدام اللغة، هو اتصال الكلمات بالعقل، وهذا الاتصال هو الذي يعطي التأثير الفكري للكلمة في ذهن الإنسان، أي أن المعنى يكون موجودا أصلا في الذهن، وتأتي الكلمة لتبرز صورة هذا المعنى إلى العقل، فإذا قلنا (منزل) مثلا، فإن له معنى معينا في عقولنا، هو مكان يقيم فيه الناس، مكون من عدة حجرات، إلى آخر ذلك، ومن هنا فإنه إذا ذكرت الكلمة قفز المعنى الموجود أصلا في العقل، لتكون مقبولة، أما إذا قلت كلمة بلا معنى لم يلحظها العقل، ولم يعرف وجودها جيدا، كأن تأتي لرجل عاش في أرض سهلة لم ير جبلا في حياته، ثم تقول له كلمة (جبل)، إنه لا يستطيع أن يتصور ما معنى جبل، ولا يفهم شيئا، ذلك أنه لم يعقل هذا الشئ الذي يتحدث عنه أو تقوله له، ومن هنا فهو لا يفهمه، ولا يعرفه؛ لأنه لم يدخل إلى عقله أولا، ولكنك إذا قلت كلمة (الله)، فإن العقول كلها تفهمها وهو دليل حي على وجود الله عز وجل دليل تفههمه كل العقول ويدركه كل الناس في كل عصر وفي كل حضارة

WhatsApp
Telegram
عاجل
عاجل
بايدن: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل