اعلان

هل نأخذ بفتاوي المذهب الشافعي في مذهبه القديم أو الجديد ؟ وما هى أشهر الفتاوي التي تراجع عنها ؟

الفقه
الفقه

يثير تغيير الإمام الشافعي لمذهبه عندما جاء إلى مصر بعد أن وضع مذهبه الفقهي الأصلي في العراق الكثير من التساؤلات حول السبب الحقيقي لتغيير الإمام الشافعي لمذهبه في مصر بعد أن جاء لها من العراق ؟ كما يثير تغيير الإمام الشافعي لمذهبه الفقهي الشهير تساؤلات حول أى قواعد يتبعها المسلمون فيما يتعلق بالفقه الشافعي، هل الفقه الشافعي القديم أم الفقه الشافعي الجديد ؟ وما هي الأحكام التي يجب أن يأخذ بها عموم المسلمين المسائل التي وردت في فقه الإمام الشافعي القديم أم ما ورد في الفقه الشافعي الجديد على تضارب هذه الأحكام في كثير من الحالات ؟ ومن التضارب بين فتاوي الأمام الشافعي في مذهب القديم وفتاوي الإمام الشافعي في المذهب الجديد ترك الترتيب في الوضوء ناسياً، في القديم: صحيح، وفي الجديد: باطل. ومن هذه الفتاوي أيضا النوم في الصلاة، فقد أفتى الشافعى فى القديم بأن المصلى إذا نام لا ينتقض وضوؤه لقوله النبى: "لا وضوء على من نام قائما أو راكعا أو ساجدا" ثم تراجع عن فتواه وأصبح النوم عنده ناقضًا لأن حكم النوم فى الصلاة حكمه خارج الصلاة. كما أفتى الإمام الشافعى فى القديم بأن من نسى الترتيب فى الوضو ولم يكن متعمدا صح وضوءه، بل كان يرى فى فتواه القديمة بأن الترتيب فى الوضوء غير واجب، ولذلك استناد لحديث حكاه ابن المنذر عن أبن مسعود، عن ابن عباس، أن النبى (ص) توضأ فعسل وجهه، ثم يديه ثم رجليه ثم مسح رأسه، ثم تبين للشافعى أن حديث ابن عباس عنها ضعيف، وأن قياس الوضوء على غسل الجنابة قياس مع الفارق لأن جميع بدن الجنب شئ واحد فلم يجب ترتيبه، بينما روت أحداث أخرى عن النبى عن الوضوء وكلهم وصفوه مرتبا، وعلى هذا الأساس غير الشافعى فتواه.

 حول هذه الأسئلة ذهب جمهور من العلماء للقول بأن الشافعي رحمه الله أملى في مصر كتبا تخالف في كثير منها ما كان أملاه بالعراق، وسبب ذلك أنه رحمه الله تجدد له من العلم بالنصوص ووجوه دلالاتها ما لم يكن عنده من قبل، وضبط من الأصول والقواعد ولاقى من العلماء ممن استفاد منهم ما حمله على تغيير قوله في كثير من المسائل، ولذا لما سئل تلميذه الإمام أحمد رحمه الله: ما ترى في كتب الشافعي التي عند العراقيين أحب إليك أم التي عند المصريين؟، قال: عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها، ثم رجع إلى مصر فأحكم ذلك .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً