اعلان
اعلان

ماذا قال ابن القيم عن الروح ؟ وهل ترجع النفس إلى الله ويبقي الإنسان حيا بروحه إلى الأبد؟

قرآن
قرآن

من يقرأ كتاب ابن القيم الجوزية يكاد ألا يصدق ما تراه عيناه، فابن القيم الجوزية يقول بلا مواربة وبإيمان جازم أن الروح لا تفنى أبدا لأنها من روح الله، فالروح في ماهيتها وجوهرها من عالم الغيب الذي استأثر الله ، به، وذلك أن الروح هى ولأن النفخة العلوية التي نفخها الله في آدام وذريته فتحقق بها الأمران؛ أمر الحياة العادية الموجودة في سائر الأحياء، وأمر التميز الخاص الذي به تفوق الإنسان عن بقية المخلوقات وهو موجب السجود من الملائكة لآدم والتكريم والاستخلاف.

اقرأ أيضا .. مغامرة روحية .. هذا ما سوف يحدث لنا إن لم يكن الله موجودا ! وماذا فعل نبي الله إبراهيم حيال ذلك ؟

وكل ما جاء في القرآن الكريم عن عودة الإنسان للحياة الآخرة وحسابه يوم القيامة وحسابه أمام الله تعالى هو فقط ما يتعلق بالنفس النفس فقط وليس الروح لم يذكر الله سبحانه وتعالى أبدا أنه سوف يحاسب الروح أو يعذبها أو حتى يدخلها الجنة فضلا عن النار، فالذي يرجع إلى الله هو النفس وليس الروح، والذي تحاسب هى النفس فقط وليست الروح بينما الجسد يبلى في الأرض بعد الموت، الجسد فقط الوعاء للروح بينما تعود النفس إلى الله فتحاسب، يقول المولى سبحانه وتعالي في أكثر من موضع في القرآن الكريم : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي، ويقول المولي{يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (111: النحل)، {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالأمر يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} (19: الانفطار)، ويقول المولى سبحانه وتعالى : ما أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ} (79: النساء)، النفس النفس النفس فقط هى التي تعود إلى الله وتحاسب فأين تذهب الروح ؟

اقرأ أيضا .. مغامرة روحية .. هل فكرت يوما في دليل عقلي على وجود الله ؟ لماذا تخاف من التفكير ؟

يقول ابن القيم عن الروح بعد الموت : تلاقي أرواح الموتى وتزاورهم الرؤيا، وروح النائم، الموت للروح أو للبدن، الصعق، سؤال القبر، عذاب القبر، النعيم والعذاب، القيامة الصغرى والقيامة الكبرى، ويذهب بعض من شرحوا كتاب القيم إلى أن الروح لا يمسها ضرر ولا تغيير بعد أن يموت الإنسان، وأن الذي يرجع لله تعالى هو النفس بينما يفنى الجسد، أكثر من ذلك قال فقد قارب شيخ الإسلام ابن تيمية ما قاله ابن القيم الجوزية عن الروح عندما قال : ( روح الآدمي مخلوقة مبتدعة بإتفاق سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة )، وعن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام ، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادهم، وذكر ابن أبي الدنيا ، عن أحمد بن أبي الحواري قال : حدثني محمد أخي قال : دخل عباد بن عباد على ابراهيم بن صالح وهو على فلسطين ، فقال : عظني ، قال : بم أعظك أصلحك الله ؟ بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى ، فانظر مايعرض على رسول الله ﷺ من عملك ، فبكى إبراهيم حتى اخضلت لحيته، بل أن ابن القيم يقول في تفسير الآية الكريمة في قوله تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى) حيث أشار إلى إمكانية التقاء روح الحي بروح الميت أثناء النوم ثم يمسك الله روح المتوفى ويعيد روح النائم لجسده إلى أجل مسمى.

WhatsApp
Telegram