اعلان

لماذا لم ترد كلمة مصلحة أو مصالح في القرآن الكريم ؟ من يحدد مصالح المسلمين ؟

ختم القرآن في رمضان
ختم القرآن في رمضان

ورد في أكثر من موضع من مواضع القرآن الكريم مفردات فيها كلمة النفع والمنفعة ، الأصل اللغوي (ن ف ع) ، وقد تكرر معنى النفع في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن الآيات التي ورد فيها هذا الأصل اللغوي بمعنى النفع والمنفعة قول الله تعالى :لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴿٢٨ الحج﴾، وقول الله تعالى لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴿٣٣ الحج﴾، وقول الله تعالى (وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴿٢١ المؤمنون﴾، وقول الله تعالى ( وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴿٧٣ يس﴾ ، ولكن مع ذلك فإنه من اللافت أن القرآن الكريم الذي احتوى على كل أبلغ ما نزل به لسان العرب في اللغة العربية لم يرد فيه لفظ المصلحة أو المصالح في أى سورة من سور القرآن الكريم. ولعل سكوت القرآن الكريم عن لفظ المصلحة أو المصالح هو ما جعل النابهين من علماء المسلمين يذهبون إلى أن المصلحة التي تقصد الشريعة الإسلامية هى ما تتحقق به مصالح المسلمين ، وهو ما جعل كثير من فقهاء المسلمين النابهين ذهب أيضا إلى أن أن تقدیر ما به یکون الصلاح والفساد عائد الى الشريعة نفسها، ولقد وضعت الشريعة الأسس العامة لهذه المقاصد في بيان لا يلحقه أي نسخ أو تبديل ، وأجملته في خمسة مقاصد هي : حفظ الدين ، والنفس ، والعقل ، والنسل ، والمال ، طبق هذا الترتيب فيما بينها . كما أرشدت إلى الأدلة والعلائم التفصيلية لها بما لا يقبل أي تأويل أو تغيير وهي أن لا تخالف جزئياتها نصوص الكتاب أو السنة أو القياس الصحيح .

اقرأ أيضا .. كيف رتب الصحابة سور القرآن الكريم ؟ هل ترتيب القرآن منزل من السماء أم اجتهاد بشري ؟

و المنفعة التي قصدها الشارع الحكيم لعباده ، بن حفظ دينهم ، ونفوسهم ، وعقولهم ، ونسلهم ، وأموالهم ، طبق ترتيب معين فيما بينها والمنفعة هي اللذة أو ما كان وسيلة اليها ، ودفع الألم أو ما كان وسيلة إليه . وبتعبير آخر هي - كما قال الرازي - اللذة تحصيلا، أو ابقاء فالمراد بالتحصيل جلب اللذة مباشرة ، والمراد بالإبقاء الحفاظ عليها بدفع المضرة وأسبابها وتنقسم مقاصد الشريعة وفقا للفقه الإسلامي إلى الضروريات أو الكليات، وهى المنصوص عليها في كل الأديان وتشمل الدين والنفس والعقل والنسل والعرض، وإلى الحاجيات وهى المصالح التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية، وتشمل ذلك العبادات والعادات والمعاملات والعقوبات، بالإضافة إلى التحسينات، وهى المصالح التي تقتضيها المرؤة ولا تقف الحياة بدونها ولكن يقتضيها سلوك الناس، مثل أداب الأكل والشرب ومنع بيع النجاسات والمنكرات. ويتميز مفهوم المقاصد في الشريعة الإسلامية بعدد من الخصائص، وهي الخصائص التي تميز المصلحة في الشريعة الإسلامية عنها في النظم الوضعية، ,: أن الزمن الذي يظهر فيه أثر كل من ما يتعلق بالمقاصد سواء المصلحة والمفسدة ليست محصورة في الدنيا وحدها بل مكون من الدنيا والآخرة معا ، وبيان ذلك أن المصلحة في المنفعة أو الوسيلة اليها . فكل عمل أثمر لصاحبه منفعة - وان جاءت الثمرة متأخرة - يعتبر عملا صالحا ، ويختلف مدى تأخر الثمرة من عمل لآخر ، فقد يتأخر إلى فترة قليلة كالاكتساب للرزق ، وقد يتأخر إلى أكثر کزرع الأرض لجني الثمار ، وقد يكون التأخر أكثر من ذلك أيضا كمن يشح على نفسه في الرزق ليوفر حاجته من المال لسن الشيخوخة . و كل عمل يغلب على ظن فاعله أنه يثمر في المستقبل منفعة راجحة له يعطي حكم المصلحة ، ما دام بربطه بالمستقبل - بعيدا كان أم قريبا - حبل قوي من الأمل، غير أن المستقبل ينتهي في نظر من غفلوا عن حياة أخرى من بعد الموت ، بانتهاء حياة الإنسان هذه . وذلك مصداقا لقول الله تعالى : (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

WhatsApp
Telegram