اعلان

لماذا حرم الإسلام اكل الجوارح وهل إنتشار فيروس كورونا له علاقة بأكل بعض الجوارح؟

أكل لحوم الجوارح
أكل لحوم الجوارح

وضع الإسلام قاعدة لجميع الأطعمة التي يتناولها الأنسان، فأحل الله سبحانه وتعالي أطعمة وحرم عز وجل أطعمة أخري، فحرم الحق جل وعلا أكل لحم الجوارح، وجاء ذكر ذلك كثير في نصوص الشريعة الإسلامية، ووردت لها أوصاف جوهرية وتقسيمات متعددة، فمنها ما يحل أكله وما لا يحل، لما لها من أضرار صحية بل وهي التي يرجع العلماء إليها الأسباب في إنتشار فيروس كورونا في الوقت الحالي ، وقال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم، 'أكل كل ذي ناب من السباع حرام'، وعن ابن عباس قال: 'نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير'، وعن أبي ثعلبة رضي الله عنه: 'أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع'، وقال: 'حرم على أمتي كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع'.

أولا: ماهي الجوارح؟

يتسائل الكثير من الناس عن كينونة الجوارح التي حرم الإسلام أكلها، ويمكن تعريفها علميا بأنها ذات الناب التي أشارت إليها الأحاديث النبوية الشريفة، لأن لها أربعة أنياب كبيرة في الفك العلوي والسفلي، وهذا لا يقتصر على الحيوانات وحدها، بل يشمل الطيور أيضاً إذ تنقسم إلى آكلات العشب والحب كالدجاج والحمام وإلى آكلات اللحوم كالصقور والنسور، ومن الحقائق المذهلة أن الإسلام قد حدد هذا التقسيم العلمي ونبه إليه منذ أربعة عشر قرناً من الزمان، فمن الجوارح التي يحرم أكلها الأسد، والنمر، والذئب، والفيل، والفهد، والكلب، والثعلب، والخنزير، وابن آوى، والسِّنَّور، والتمساح، والسلحفاة والقنفذ والقرد، والعقاب، والبازي، والصقر، والشاهين، والباشق، والحدأة، والبومة ونحوها.

ثانيا: لماذا حرم الإسلام أكل لحم الجوارح؟

جاء العلم الحديث ليوضح إعجاز كلام النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم ذي الناب من السباع، والسبب أن أكلها يؤدي إلى مخاطر وأضرار اجتماعية وصحية خطيرة تلحق بالإنسان والمجتمع، كما أثبت العلم الحديث أن أكل لحوم ذي الناب من السباع يؤدي إلى خطر عظيم على صحة الإنسان، فضلاً عن المخاطر الاجتماعية التي تلحق بالشعوب آكلات هذه الأنواع من الأطعمة.

أكل الجوارح وإنتشار فيروس كورونا

وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن لحوم الجوارح والسباع، أي الطيور والبهائم المفترسة‏، لها حكم الدم تماماً، لكثرة ما تأكل من اللحوم النيئة وهي مليئة بالدماء، أو لكثرة ما تشرب من تلك الدماء‏،‏ ويرى فقهاء المسلمين أن المقصود بالتحريم في الدم هو نجاسته‏،‏ وفي الميتة هو حبس الدم في اللحم‏،‏ والبدء في تحللها أو تعفنهما معاً، وجاءت الاكتشافات العلمية الحديثة لتؤكد الأضرار الوبيلة المترتبة على تناول هذه المحرمات.

ليتجدد بذلك وجه الإعجاز في هذه الرسالة الإلهية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم نورا وهدى للناس، ولذلك قال العلماء في الوقت الحالي بأن فيروس كورونا سببه الأول هو تناول الجوارح، وقال خبراء الغذاء أن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها لاحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدة البشر فتؤثر في أخلاقياتهم، فقد تبين أن الحيوان المفترس عندما يهم باقتناص فريسته تفرز في جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال واقتناص الفريسة.

ثالثا: أراء العلماء حول أكل لحم الجوارح

وردت أحاديث كثيرة توضح تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وهي أحاديث صحيحة ثابتة ومتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتب الصحاح، وقد اتفق معظم علماء الأمة قديماً وحديثاً على ما جاءت به تلك الأحاديث، من حرمة أكل لحومهما، وأجمعوا على ما جاء فيها، من تحريم أكل كل ذي ناب من السباع، وقال صاحب اللسان، والسبُع يقع على ما له ناب من السباع ويعدو على الناس والدواب فيفترسها مثل الأسد والذئب والنمر والفهد وما أشبهها.

وفي الحديث الشريف نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع وهو ما يفترس الحيوان ويأكله قهرا وقسرا، وبوب النووي لهذه الأحاديث، باب «تحريم أكل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير»، وقال، المخلب بكسر الميم وفتح اللام، والمخلب للطير والسباع بمنزلة الظفر للإنسان، وقال الشوكاني، وفي الحديث دليل على تحريم ذي الناب من السباع وذي المخلب من الطير وإلى ذلك ذهب الجمهور.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
السيسي: يوم تحرير سيناء يعكس قوة الإرادة المصرية وقدرة الشعب على صنع المستحيل