اعلان

الركود وارتفاع الأسعار.. كيف يهدد "كورونا" مبيعات الهواتف الذكية في مصر؟

سوق المحمول في مصر مهدد بسبب كورونا
سوق المحمول في مصر مهدد بسبب كورونا

ألقت تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد_19) تأثيراتها على سوق الهواتف الذكية العالمي بشكل كبير، حيث شهدت أكبر انخفاض في حجم مبيعات الهواتف على الإطلاق في تاريخ السوق بنسبة تتجاوز 38% على أساس سنوي وفقًا لبحث اجرته شركة (Strategy Analytics)، وتراجعت مبيعات الهواتف الذكية في العالم من 99.2 مليون جهاز في شهر فبراير 2019 إلى 61.8 مليون في شهر فبراير 2020 بعدما عطل كورونا عمليات توريد الإلكترونيات من الصين لمختلف أنحاء العالم، حيث انخفضت الشحنات إلى الموزعين مع توقف العمل وبقاء الناس في منازلهم.

وتشير توقعات شركة (Strategy Analytics) أن تظل شحنات الهواتف الذكية العالمية ضعيفة بشكل عام طوال شهر مارس 2020 بعد أن انتشر الفيروس عبر أوروبا وفي الولايات المتحدة، ويأتي ذلك في ضوء إغلاق عددا من المناطق اقتصاداتها لإبطاء انتشار الفيروس، والذي يضر بالعرض والطلب فضلا عن التوقف الالزامي للمصانع في آسيا والتي لم تعد قادرة على تصنيع الهواتف كالمعتاد بسبب الإغلاق الحكومي في ظل أزمة تأمين المكونات الرئيسية من سلسلة التوريد.

وتشير مؤسسة الأبحاث الدولية (IDC) تستحوذ الصين على نحو 70% من مبيعات الهواتف الذكية فيما تشكل شركات الهواتف الصينية 85% من المبيعات بالأسواق العالمية.

وحسب تقديرات موقع 'تريند فورس' فإن هواوي ستكون أكبر المتأثرين بتداعيات تفشي كورونا حيث من المتوقع أن تقل مبيعاتها بنسبة 15% كما تشير التوقعات الى تضرر ابل بشكل واسع ليهبط كورونا بمبيعات ايفون بنسبة 10%.

وقد تنجو 'سامسونج' كثيرًا من تأثيرات الفيروس الاقتصاديةفي ظل عدم اعتمادها على السوق الصينية ولا تتخطى مبيعاتها هناك نحو 2% كما أنها تعتمد على التصنيع في فيتنام وليس الصين.

سوق المحمول في مصر مهدد بسبب كورونا

وتترقب سوق الهواتف الذكية بمصر تأثيرات الفيروس على حجم المبيعات وأسعار الأجهزة بحذر بعد أن قام مجموعة من التجار باستغلال الموقف وزيادة أسعار الهواتف بنسبة تصل إلى 10% في ظل عدم توافر مخزون لديهم.

وقدر إيهاب سعيد رئيس شعبة مراكز الاتصالات حجم التراجع في مبيعات الهواتف المحمولة في مصر بنحو يتراوح بين (30%: 50%) خلال الربع الثاني والثالث من العام الجاري، موضحًا أن التراجع لن يقتصر على قلة المعروض بالأسواق مع انخفاض حجم الاستيراد وتراجع عدد الشحنات ولكن سيرتبط أيضا بعملية الطلب.

وفسر 'سعيد' في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، ذلك أنه افتراضًا حتى مع توافر الأجهزة لدى التجار والموزعين فإن القدرة الشرائية لدى المواطنين ستقل مؤشراتها الى الحد الأدنى الذي قد تنعدم فيه، مشددًا على أن تداعيات تفشي الفيروس ستفرض على الأفراد اتجاهات استهلاكية معينة قد لا تكون أجهزة الهواتف من بينها.

وأكد 'سعيد'، على أن استغلال عددًا من التجار تأثر السوق بتراجع معدل استيراد الهواتف من الخارج لرفع الأسعار قد يساهم في خلق سوق سوداء للهواتف الذكية، لكنه لن يؤثر على حركة الشراء، متوقعًا ألا تزيد تلك النسبة عن 15%، مشيرًا إلى دور الأجهزة الرقابية في منع زيادة الأسعار بسوق الهواتف الذكية لمنع الاستغلال وحماية المواطنين من جشع التجار.

من جانبه قال محمود خطاب، العضو المنتدب لشركة بي تك المتخصصة في توزيع الأجهزة الالكترونية، أن تأثير فيروس كورونا على مبيعات السوق المصرية لم يظهر بعد حتى الآن، مشيرًا إلى أن شهر فبراير الماضي شهد زيادات سعرية وصلت إلى 5% في فئات بعض المنتجات وسط مخاوف نقص المعروض.

وكشف 'خطاب' في تصريحاته لـ'أهل مصر'، على هامش المؤتمر الذي عقدته الشركة الأسبوع الماضي إن ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية، ومنها الهواتف الذكية ظاهرة عامة حتى هذه اللحظة، لا أحد يعلم حجم تأثير تفشي فيروس كورونا المستجد، منوهًا أن المخاوف من انتشار الفيروس الجديد وزيادة احتمالات نقص المعروض من السلع والمنتجات دفع البعض إلى إقرار زيادة في الأسعار، موضحًا أن التأثيرات الاقتصادية لكورونا ستفوق نظيرتها الصحية، متوقعا أن تلك التأثيرات ستظهر بوضوح بدءًا من شهر إبريل، مؤكدا أن عدم السيطرة على كورونا قد تؤدي إلى نقص المعروض بالسوق.

وأوضح أن هناك منتجات سيتأخر توريدها عن المواعيد المحددة والمتفق عليها، وهوما قد يؤدي إلى نقص في منتجات بعض فئات الأجهزة، وبالتالي سيؤدي لزيادة الأسعار نسبيا في ظل قلة المعروض.

وأضاف 'خطاب'، أن التجار سيسعون لتحمل مقدار رفع الأسعار قدر الإمكان وعدم تمريره للمستهلك، ولكن ذلك مرتبط بالمدة الزمنية وزيادتها يعني صعوبة تحمل التجار ذلك، مشددا أن التاجر يمكنه تحمل ذلك لشهر لكنه لن يتكمن من استيعاب ذلك مع استمرار الحال لشهرين أو ثلاثة بما يؤدي لحدوث زيادة سعرية.

وتعد سوق الهواتف المحمولة أنشط أسواق الأجهزة في مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية على التحديد حيث تستحوذ على 48% من إجمالي مبيعات الأجهزة المختلفة بمصر خلال 2019.

ويصل إجمالي عدد الهواتف الذكية المُباعة في 2019 بلغت نحو 18.4 مليون هاتفاً مقابل 46 مليار جنيه، ومن المتوقع أن تشهد الهواتف الذكية نمواً في مبيعاتها بنسبة 8% خلال 2020 .

ومن المتوقع نمو إجمالي قيمة الهواتف المحمولة المُباعة خلال 2020 بنسبة 10% لتصل قيمتها قرابة الـ 50 مليار جنيه.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً