اعلان

بطل من سيناء (7).. حكاية قائد كتيبة الصاعقة الذي غدر به الإرهاب.. ودع عائلته وأصدقاءه قبل استشهاده.. وآخر مكالمة مع طفلته: "أنا بحمي الوطن وأنتي لازم تستحملي غيابي"

لقراءة الحلقات السابقة من سلسلة بطل من سيناء اضغط هنا

يحمل فوق كتفيه مسئولية الدفاع عن تراب الوطن، يحارب الإرهاب دون أن يعرف الخوف طريقًا إلى قلبه، الذي غلفه بغطاء من حديد، صامد أمام كل هجمة إرهابية تحاول النيل من أمن مصر وشعبها، ولكن ذلك الغطاء الحديدي يختفي في الوقت الذي يتواجد فيه مع زوجته وبناته، ليكون معهم أب لم يصادف وجود أحد غيره بتلك الدرجة من الحنية والعطاء، أنجب طفلتين، لكن القدر لم يمنحهم الحظ الكافي، للتمتع بوجود أب يحمل داخل قلبه كل تلك المشاعر الدافئة، فالعناصر الإرهابية، دبرت لقتله، ليسقط العقيد رامي حسنين شهيدًا، ويرحل عن عائلته.

البطولات لا تنتهي في سيناء، هي مسلسل طويل أبطاله رجال القوات المسلحة، يسطرون حلقاته بدمائهم من آن لآخر، وفي الوقت الذي يسود فيه الصمت ويشتد فيه سواد الليل، تعلو أصوات المدافع والأسلحة الثقيلة، معلنة عن بطولة جديدة لأحد قوات الجيش المصري، تقوي عزيمة الشعب المصري في حربه ضد الإرهاب، وتنال من الروح المعنوية لما تبقى من فلول الإرهاب بسيناء.

وتنشر "أهل مصر" على مدار عدة حلقات، حكايات لأسود من الجيش المصري في سيناء، قدموا دمائهم رخيصة، وسجلوا بطولات لن تمحى من الذاكرة بمرور الوقت.

في التاسع والعشرين من أكتوبر العام الماضي، زرعت العناصر الإرهابية عبوة ناسفة في الطريق الذي تسير فيه مدرعة العقيد رامي حسنين، قائد كتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، وبمجرد مرور المدرعة التي كانت في جنوب الشيخ زويد انفجرت العبوة على الفور، وتناثرت أشلاء الشهيد رامي، على أرض سيناء التي حملت دماء شهداء، ضحوا بأرواحهم في سيبل حماية أرض مصر.

ولد الشهيد رامي في محافظة البحيرة، أخا لثلاثة أشقاء، وتخرج من الكلية الحربية في الأول من يوليو عام 1996، لينضم بعد ذلك إلى سلاح المشاه وتخصص صاعقة ضمن الدفعة (90) وحصل على ماجستير العلوم العسكرية من كلية القادة والأركان وتدرج فى المناصب العسكرية حتى شغل منصب قائد لكتيبة صاعقة بعد عودته من العمل فى قوات حفظ السلام بالكونغو.

تزوج الشهيد رامي حسنين، وزق بطفلتين، الأولى لم يتعدى عمرها 5 سنوات، والثانية أتمت شهرها الخامس، لكن العمل وخدمة مصر، كانت لها نصيب الأسد في حياة الشهيد، فعمل في الصاعقة وتدرج في الوظائف العسكرية، ومن ثم سافر بعدة بعثات خارجية شملت دول كثيرة، منها إنجلترا وأوكرانيا وتونس، حصل خلالها على كافة فرق الصاعقة الأساسية والمتقدمة، ليبدأ العمل في سيناء أواخر عام 2015.

"رامي ابني كان ملاك على الأرض، بيصلي ويحفظ قرآن، ربنا يكتبه من الشهداء.. "لم يستطيع محمد حسنين أن يعبر عن حبه لنجله الشهيد رامي إلا بتلك الكلمات، فمنذ استشهاد العقيد رامي، وقلبه يسكنه الظلام، حزنًا على فراق نجله الذي قدم بطولات إلى الوطن، قبل أن يموت غدرًا على يد العناصر الإرهابية في شمال سيناء.

قبل أن يستشهد العقيد رامي حسنين، قائد كتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، بثلاث أيام، قضي يومًا كاملًا مع عائلته، التي كان يعتبرها دائمًا مصدرًا للأمان، وخلال ذلك اليوم جلس مع زوجته وبناته الصغار، في مشهد أقرب للوداع، ليتوجه بعدها إلى مقر قيادة وحدات الصاعقة بمدينة بلبيس، وتحديدًا في أنشاص، لمقابلة قياداته وزملائه، ليودعهم قبل أن يذهب مرة أخرى إلى شمال سيناء ويلقى ربه على يد عناصر إرهابية لا تحمل في قلبها إلا الغدر والحقد.

"ابني لما رجع من وحدة الصاعقة في بلبيس، وصاني على مراته وبناته، قالي بناتي لسا صغيرين، ربيهم وحافظ عليهم".. تلك هي آخر مقابلة وقعت بين العميد رامي وعائلته قبل استشهاده.

وخلال حديث محمد حسين عن بطولات نجله الشهيد رامي، يتذكر روايات الشهيد عن ما يحدث في سيناء، فيقول: "ابني قالي أن الحرب في سيناء على الإرهابيين مش سهلة، لكن القوات المسلحة وحوش يا أبويا وقادرين يخلصوا مصر من الإرهاب، عشان كده بنعمل بحث متعمق عن العناصر ده، فنعرف نقضي عليهم من جذورهم".برعشة يده ودموعه التي قاربت على الانهيار، لم يجد حسنين حسنين كلمات معبرة يصف بها بطولات شقيقه، العقيد رامي حسنين، الذي استشهد إثر عبوة ناسفة استهدفت المدرعة التي يقودها، فوصفه قائلًا: "رامي عاش أسد ومات أسد، عاش بطل ولما مات، كان بطل"، لتتساقط دموعه بعد أن فقد السيطرة عليها."رامي عنده بنتين، نورسين ودارين، لكن نورسين بطلة زي أبوها الشهيد، وقفت في جنازته"، بتلك الكلمات وصف حسنين نجلة شقيقه رامي، معلقًا على تقدمها جنازة والدها الشهيد، واصفًا إياها بالبطلة التي ورثت جينات حب مصر من والدها.كانت نورسين الطفلة التي ظهر على وجهها تعبيرات الحزن والفرح في آن واحد، محمولة فوق أيدي رجال القوات المسلحة الأبطال، أثناء تشيع جنازة والدها الشهيد رامي حسنين، باكية على سنوات عمرها التي ستفتقده فيها الحماية، بفقدان والدها، وعلق شقيق الشهيد قائلًا: "بنته كان لازم تكون موجودة عشان تودع أبوها الله يرحمه"."آخر مكالمة بين المقدم رامي وبنته كانت قبل استشهاده بيوم، ووصف لها فيها أنه مفتقد وجودها، ونفسه يبقي معاها طول الوقت، لكن شغله هو اللي بيحمي أرض مصر وبيحميها، وهي لازم تستحمل"، كانت هذه هي آخر مكالمة قام بها المقدم الشهيد رامي لابنته، قبل استشهاده، وذلك حسبما رؤى شقيق الشهيد.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إيقاف باهر المحمدي وسعيدو سيمبورية.. رابطة الأندية تعلن عقوبات الجولة 22 بالدوري