اعلان

الذهب في مصر يفتقد حافز الارتفاع مع استقرار الطلب والدولار

اسعار الذهب
اسعار الذهب

شهدت أسعار أونصة الذهب العالمي تراجعا لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد تسجيل مستوى تاريخي يوم أمس، ولكن تقلصت معظم خسائر جلسة اليوم الجمعة في ظل انتظار الأسواق لصدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي والذي قد يوضح الصورة بشأن مستقبل مسار الفائدة الأمريكية، وهو ما يؤثر على مستويات الذهب خلال الفترة القادمة.

أسعار الذهب

أسعار الذهب

سجل سعر الذهب الفوري أدنى مستوى اليوم الجمعة عند 2267 دولارا للأونصة منخفضاً بنسبة 0.10% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 2287 دولارا للأونصة بعد أن افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2291 دولارا للأونصة.

يأتي هذا بعد أن سجل الذهب أمس أعلى مستوى تاريخيا عند 2305 دولارات للأونصة قبل أن يبدأ في التراجع من هذا المستوى، ولكن بشكل عام يقبل الذهب على تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 2.5% ليسجل ارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي.

واجتمعت العديد من العوامل التي ساعدت الذهب خلال الفترة الماضية على الارتفاع بشكل قياسي ليستمر في تسخير مستويات تاريخية بشكل متتالي، وكان أهم هذه العوامل هي ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق المالية في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط مع توقعات بتصاعد الموقف بين إيران والكيان الصهيوني بعد ضرب السفارة الإيرانية في سوريا.

بالإضافة إلى هذا استمرت البنوك المركزية العالمية في شراء الذهب وزيادة الاحتياطيات لديها للشهر التاسع على التوالي في فبراير، الأمر الذي يعد دعما مستمرا لسعر الذهب يمنعه من الهبوط بشكل حاد في أي مرحلة من تداولاته.

احتياطيات البنوك المركزية العالمية من الذهب

أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي لشهر فبراير أن احتياطيات البنوك المركزية العالمية من الذهب ارتفعت بمقدار 19 طنا، وهو الشهر التاسع على التوالي من تزايد الاحتياطات. ولكن مشتريات شهر فبراير كانت أقل بنسبة 58% من إجمالي مشتريات شهر يناير البالغ 45 طنا وعلى أساس سنوي أعلنت البنوك المركزية عن إضافة 64 طنًا خلال شهري يناير وفبراير، أي أقل بنسبة 43٪ عن نفس الفترة من عام 2023 ولكن بزيادة أربعة أضعاف عن عام 2022.

نضيف إلى هذا التغير المستمر في توقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية، والذي أكد رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول في آخر حديث له أن قرار خفض الفائدة سيكون في 2024 ولكن ينتظر البنك المزيد من البيانات لضمان الانخفاض المستدام في التضخم ووصوله إلى مستهدف البنك عند 2%.

خلال جلسة الأمس بدأ هبوط الذهب بعد تسجيله قمة سعرية جديدة، وجاء التراجع في سعر الذهب بسبب رغبة المستثمرين في جني بعض الأرباح قبل تقرير الوظائف الأمريكي الذي يصدر اليوم، هذا بالإضافة إلى التشبع الشرائي الكبير الذي يظهر على مؤشرات الزخم الفنية.

الجدير بالذكر أن انخفاض أسعار الذهب جاء على الرغم من بيانات طلبات إعانات البطالة الأمريكية التي شهدت ارتفاعا بأعلى من التوقعات مما يزيد من الضغط على دفع أسعار الفائدة الأمريكية إلى التراجع بسبب تأثر قطاع العمالة بشكل سلبي، وهي البيانات التي كان من شأنها أن تدعم أسعار الذهب، ولكنه استمر في الهبوط طول جلسة الأمس.

ومع بداية الجلسة الأوروبية اليوم الجمعة تقلصت خسائر الذهب بشكل كبير ليتداول بالقرب من سعر افتتاح الجلسة، حيث تنتظر الأسواق تقرير الوظائف الأمريكي اليوم وهو المحرك الأول في الأسواق، مع توقعات بتسجيل وظائف جديد خلال شهر مارس بأعلى من قراءة شهر فبراير، بالإضافة إلى استقرار معدل البطالة دون تغيير.

ارتفاع أعداد الوظائف الجديد بأكثر من المتوقع يدل على استمرار تماسك قطاع العمالة، وبالتالي قد يزيد من قدرة استمرار الفيدرالي في الإبقاء على الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت وهو السيناريو الإيجابي على الدولار ولكنه سلبي على أسعار الذهب.

مؤشر الدولار انخفض يوم أمس وسجل أدنى مستوى منذ أسبوع قبل أن يقلص خسائره اليوم لينتظر بيانات الوظائف أيضاً، بينما العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات في طريقه إلى تسجيل ارتفاع أسبوعي بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ نهاية شهر نوفمبر.

أسعار الذهب في مصر

تراجع أسعار الذهب في مصر أمس في ظل استقرار في سعر صرف الدولار في البنوك إلى جانب انخفاض سعر أونصة الذهب العالمي، ولكن بشكل عام كان التراجع معتدل ليظل الاستقرار هو سيد الموقف بالنسبة لأسعار الذهب.

وافتتح الذهب المحلي عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3105 جنيهات للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس المستوى، وذلك بعد أن انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 20 جنيها ليغلق عند المستوى 3105 جنيهات للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند 3125 جنيها للجرام.

استقر سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية يوم أمس عند متوسط 47.45 جنيه لكل دولار ليعمل هذا على استقرار حركة الذهب المحلي بشكل عام، بالإضافة إلى هذا فقد تراجع سعر أونصة الذهب العالمي ليزيد من الضغط السلبي على سعر الذهب المحلي.

من المتوقع أن يستمر التذبذب في سعر الذهب المحلي حتى نهاية شهر رمضان في ظل تراجع الطلب الموسمي على الذهب خلال هذه الفترة، ولكن بيانات الوظائف الأمريكية اليوم قد تؤثر بشكل كبير على سعر الذهب العالمي وهو ما قد ينعكس على السعر المحلي أيضاً.

وأعلن بنك جولدمان ساكس العالمي عن توقعاته بتسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في مصر ليصل إلى المستوى 4.9% خلال السنة المالية 2024 – 2025، وذلك من النمو في السنة المالية الحالية عند 3.5%.

توقع البنك أيضاً أن تتمكن مصر من تحقيق فائض في الميزانية بنسبة 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام المالي القادم بما يتماشى مع توقعات الحكومة، مع إمكانية استمرار الفائض على مدى السنوات الثلاث القادم عن نفس المستوى.

من جهة أخرى أعلن البنك المركزي المصري عن ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لديه إلى 40.36 مليار دولار مع نهاية شهر مارس، بزيادة أعلى من 5 مليار دولار مقارنة مع الاحتياطي في شهر فبراير الماضي، ليعد هذا أعلى مستوى للاحتياطي النقدي منذ عامين.

بينما ارتفع الدين الخارجي لمصر بمقدار 3.51 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2023 ليصل إجمالي الدين الخارجي إلى 168.034 مليار دولار بنهاية عام 2023. بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يسجل الاقتصاد المصري نموا بنسبة 3% خلال العام المالي الجاري على أن يتزايد في العام المالي القادم إلى 4.5%.

توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية

تراجع سعر أونصة الذهب العالمي بعد أن سجلت يوم أمس أعلى مستوى تاريخيا وذلك في ظل ترقب الأسواق لصدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي خلال جلسة اليوم الجمعة، حيث بدأ في التراجع على الرغم من البيانات السلبية عن طلبات إعانات البطالة الأمريكية.

حافظ الذهب المحلي على تداولاته فوق المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21 بالرغم من تراجعه يوم أمس، حيث يستمر التذبذب في تحركات الذهب خاصة بعد أن استقر سعر صرف الدولار الأمريكي في البنوك الرسمية يوم أمس دون تغيرات تذكر.

تراجع سعر أونصة الذهب العالمي منذ تسجيل مستوى تاريخي عند 2305 دولارات للأونصة خلال جلسة الأمس، واستمر التراجع بفعل عمليات البيع لجني الأرباح وتعديل مؤشرات الزخم الفنية التي تشير إلى تشبع في الشراء حتى وصول السعر بالقرب من مستوى الدعم 2265 دولار للأونصة.

حتى الآن لا توجد إشارة واضحة على بدأ التصحيح السلبي لأسعار الذهب ولحدوث هذا سيكون على السعر الانخفاض تحت المستوى 2250 دولارا للأونصة وكسر المستوى 2230 دولارا ليستهدف بعدها المستوى 2180 ثم 2150 دولارا للأونصة.

أما عن السعر المحلي:

أغلق سعر الذهب المحلي يوم أمس فوق المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21 وذلك على الرغم من تراجعه، ولكن بشكل عام يبقى الذهب المحلي يتحرك ضمن اتجاه عرضي حول هذا المستوى، وقد يستمر هذا الوضع حتى نهاية شهر رمضان.

استكمال صعود الذهب خلال الفترة القادمة يتطلب الاستقرار فوق المستوى 3100 جنيه للجرام ثم اختراق المستوى 3150 جنيها للجرام، ولكن الذهب يبحث عن دعم كاف لإمكانية تحقيق هذا سواء من حدوث ارتفاع في سعر الصرف أو من الارتفاع الحالي في سعر الأونصة العالمية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً