اعلان

متطوعة من الجنوب كسرت عادات الصعيد...مروة ابنة قنا: بعد 10 أعوام في العمل الخيري سعيدة بتكريمي من وزيرة التضامن (فيديو وصور)

صورة بالصدفة التقطت لها أثناء توعيتها للمواطنين في شوارع قنا لإقلاعهم عن الإدمان، كانت سر سعادتها، حيث أظهرت مدى إيمانها وثقتها برسالتها في 'التطوع' منصت لحديثها مجموعة من الرجال ، كإنها طوق نجاة جاءت لإنقاذهم من سيطرة الكيف، وصلتها صورة السعادة لتسجيل فيلم وثائقي عن حكايتها المثيرة مع التطوع، وكيف تحدت العادات الصعيدية الظالمة للفتيات، والذي حقق نجاحًا مبهرًا لم تكن تتوقعه، وانتهت بتكريم مفاجئ من الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي احتفالًا بها بعد الفيلم وتشجيعًا لكفاحها على مدى 10 أعوام في التطوع.

الاقتناع بالرسالة

'التطوع في دمي' لم تكن مروة مثل أي فتاة نشاهدها تتحدث عن التطوع، بل ترى لمعة عينيها تختلف من شدة الفرحة، وحركة يديها تعلو وتنخفض في وصفها له، وابتسامتها المشرقة لا تختفي عن وجهها لفخرها برسالتها، أما عن إحساسها كأنه يقول للذي أمامها تطوع وشاهد مدى سعادتك بخدمة غيرك، هكذا قضت ابنة قنا 10 أعوام من عمرها في الشوارع والمدارس والأندية ومراكز الشباب فقط لتوصيل رسالتها بصورة صحيحة خدمة للمواطنين.

صورة السعادة في حياة متطوعة قنا صورة السعادة في حياة متطوعة قنا

قالت مروة عبدالراضي جادالرب، في لقائها مع 'أهل مصر'، إنها مقيمة بقرية الحراجية، مركز قوص، جنوب محافظة قنا، خريجة كلية التربية، قسم التاريخ بجامعة جنوب الوادي، وكان آخر أحلامها تعمل مدرسة لتصحح فكرة التلاميذ عن المعلمين بعدم شرحهم داخل الفصول، ولكن تملك داخلها الحزن لأنها لم تحققه لعدم وجود وظائف خالية، صمتت فترة لكنها لم تمكث طويلًا لتعلن رفضها لعادات قريتها عن كل فتاة والملخصة في: 'البنت ملهاش غير بيت جوزها'.

ظلت تبحث ابنة قوص عن الطريق الذي تستطيع من خلاله توصيل رسالتها التي لم تكن تدركها، بل ما كان يشغل تفكيرها في ذلك الوقت تقديم ما يخدم الناس، وجاء اليوم الذي سمعت بالصدفة عن وجود تدريب للشباب لم تتأخر عن المشاركة فيه والذي كان ضمن 'صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي'، وفيه أدركت معنى كلمة 'تطوع' وبدأت المسيرة.

صعوبات مرت بها متطوعة قنا

رغم سعادتها بسبب إلتحاقها بالصندوق إلا أنها واجهت العديد من الصعوبات كان من ضمنها عادات القرى الصعيدية ورفضها لخروج الفتيات بكثرة من المنزل دون وجود دافع قوي، والتطوع كان بالنسبة لهم مجرد تضييع للوقت، إضافة إلى ذلك بعد قريتها عن أماكن تدريبات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي حيث كانت تستغرق 3 ساعات ذهاب وعودة، وذلك ما جعل أسرتها تقف أمامها وتحاول منعها من الاشتراك فيه، لكنها لم تقبل وحاولت إقناعهم مرة أخرى بشرط أن لا تتأخر مرة أخرى، لم يكن أمامها سوى عرض المشكلة على المدربين لمساعدتها في عدم تأخيرها واستطاعت تجاوزها.

مروة عبدالراضي متطوعة قنامروة عبدالراضي متطوعة قنا

تكريم متطوعة قنا من وزيرة التضامن

ذكرت ابنة قنا أنه تم تكريمها منذ أيام من قبل الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الإجتماعي، والدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي وكان ذلك بسبب الصورة التي تم التقاطها لها أثناء توعيتها للمواطنين في الشارع، بعدها تم اختيارها في معسكر بالإسكندرية بصفة صاحبة الصورة، ونتيجة للهجتها الصعيدية القنائية بداخله، وقع الاختيار عليها لتجسيد دور البطولة في فيلم وثائقي عن التطوع في الصندوق والذي لم تحكي فيها سوى قصتها التي عاشتها خلال 10 أعوام داخل الصندوق.. معلقة عليه: 'الفيلم لمس كل حاجة عيشتها في التطوع'.

التطوع أسلوب حياة

' كنتي فين من زمان' قالت مروة : هذه الكلمات التي كنت أراها في عيون كل أم أثناء توعيتها بالخط الساخن للصندوق للإقلاع عن الإدمان بأنواعه نتيجة حسرتهم على أبنائهم الذين ضاعو في إرضاء الكيف، وأضافت هذه النظرة التي جعلتني أصمم على إكمال مسيرتي في التطوع بشكل عام ليس فقط في الصندوق '..، فأصبحت الآن متطوعة في عدة جمعيات خيرية ومراكز الشباب وكل كيان منهم له رسالته الخاصة في التوعية بشكل مختلف عن الآخر، وأصبح التطوع بالنسبة لها 'أسلوب حياة'.

محررة أهل مصر أثناء لقائها مع متطوعة قنامحررة 'أهل مصر' أثناء لقائها مع متطوعة قنا

رسالة من متطوعة قنا

وفي نهاية حديثها قدمت مروة رسالتها للجميع بأن كل شخص مهما كان يعمل في أي جهة لابد من وجود شئ يسمى تطوع في حياته، سواء كان من وقته أو ماله أو مجهوده، فقط لزرع رسالة الخير بداخله، لتقديمه لغيره.

WhatsApp
Telegram