اعلان

«الميتافيرس» يقتحم عالم العبادات بالحج الافتراضي

ميتافيرس
ميتافيرس

خلقت دعوات التحول للاعتماد على تقنيات الميتافيرس والواقع المعزز في أداء مناسك الحج والشعائر الدينية حالة من الجدل بين أوساط المجتمع الإسلامي، وسط استنكار حاد لما اعتبر تعديًا صارخًا على المعتقدات الإسلامية.

وطالب البعض بتنظيم موسم الحج عبر تقنيات الواقع الافتراضي ميتافيرس، أو حتى أون لاين لمواكبة أحدث التطورات يأتي ذلك في الوقت الذي وفرت المملكة العربية السعودية تقنيات ميتافيرس على سبيل التعليم والسياحة الدينية، لكن ليس لأداء الشريعة.

حجاج : الاستفادة من الواقع الافتراضي في معايشة الأجواء والتدرب على المناسك

كشف المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات آلية استخدام تقنيات الميتافيرس والواقع المعزز افتراضيا في أداء العبادات والشعائر الدينية وعلى رأسها مناسك الحج بالإضافة إلى عملية السياحة الافتراضية، موضحًا أن تلك التقنيات تستخدم بغرض الزيارة أو العرض والمشاركة، بحيث يأتي استخدام الواقع الافتراضي في المزارات الدينية كنوع من أنواع التعايش مع الأثر أو الحدث أو الأماكن المباركة، لافتا إلى عدم جواز استخدامه لأداء المناسك نفسها وذلك بإجماع الآراء الفقهية للمؤسسات الاسلامية والأئمة.

وقال 'حجاج'، الملقب بصائد الهاكرز إن هناك شروط صحة للمناسك لا بد من تحققها، فهل يمكن أداء الفريضة دون الحضور الفعلي؟، مستنكرًا في حديثه: هل يغني الحضور الافتراضي عن أداء الحج والعمرة، مشيرًا إلى أن تجربة الواقع المعزز ستكون ممتعة لمن لم يستطع الذهاب للحج، من باب المشاركة والتعلم عن شعائر الدين بالإضافة إلى التدريب على المناسك أو من يشتاق لرؤية البيت الحرام مرة أخرى فيمكنه عمل زيارة افتراضيًا لمعايشة الأجواء والتي تتيحها تلك التقنيات المتقدمة.

وأكد 'حجاج'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' على أهمية معايشة التطور التقني، لافتًا إلى أنه في الماضي تخوفنا من الاطلاع على عالم الإنترنت ووسائل التواصل، وهو ما أدى لتخلفنا عن الركب العالمي مطالبًا بالاستفادة من أي تطور بما يخدم المعتقدات والقيم خاصة أن ذلك النوع من التطور له إيجابياته وسلبياته.

البنداري : حماية البيانات أبرز تحديات "ميتا" في "الزيارات الاون لاين"

من جانبه أوضح أحمد علي البنداري خبير التسويق الرقمي أن الحضور الافتراضي لمناسك الحج يؤدي إلى تسريب بيانات الأفراد خاصة أن امتلاك أصول افتراضية في عالم الميتافيرس لا يتطلب امتلاكها عناية قانونية كبيرة، بما يزيد من سهولة الاختراق من خلال افتقاد الخصوصية والتأمين للكم الهائل من البيانات حيث تحول الميتافيرس العالم الحقيقى الى عوالم افتراضية، مما يتطلب كمية كبيرة من المحتوى الثنائى والثلاثى الأبعاد، الأمر الذى يزيد الطلب على إنشاء البيانات وتخزينها ونقلها.

وأضاف البنداري أن أحد أصعب تحديات الميتافيرس هي إمكانية سرقة أي شخص لديه بيانات اعتماد الشبكة الخاصة بشخص آخر وانتحال شخصيته بسهولة، في ظل انتاج كميات البيانات الهائلة اليومية حيث يمكن استخدام الأجهزة القابلة للارتداد لخرق بيانات اعتماد شبكة المستخدمين، وسرقة البيانات المالية والشخصية للمستخدمين المخزنة فى ملفات تعريف المستخدمين فى الميتافيرس الخاصة بهم.

وأشار البنداري لـ'أهل مصر' أن الميتافيرس يقدم بيانات شخصية أكثر عن مستخدميه ليس فقط للمنتديات وإنما لمستخدمين آخرين، منوهًا إلى أن ذلك يصعب حماية الملكية الفكرية للمستخدمين خاصة أن حروب المعلومات فى عالم الميتافيرس ستكون تهديد حقيقى تؤدي لنشر المعلومات الخبيثة.

الاعتماد على الواقع الافتراضي يتطلب مضاعفة التأمين المعلوماتي

|وبحسب تقرير 'توقعات كاسبرسكي للخصوصية في 2023'، فمن المرتقب أن يفرض التحول إلى الواقع الافتراضي مزيدًا من متطلبات أمن الأجهزة والتقنيات، وسيصبح نموذج الميتافيرس جزءاً من الواقع، كما توقع أن يشهد العام 2023 تشكّل سوق أكثر تنوعاً لأساليب تتبع سلوك استخدام الإنترنت، بسبب فرض القوانين المحلية. وتكفي كمية البيانات التي يولّدها الأفراد فقط عن طريق إجراء المدفوعات الرقمية وحمل الهاتف المحمول على مدار اليوم للوصول إلى استنتاجات حسّاسة، ومن شأن الأجهزة المنزلية الذكية والمدن الذكية التي تنشر كاميرات المراقبة في جميع نواحيها، والسيارات المجهزة بكاميرات متعددة، والاعتماد المتزايد على إنترنت الأشياء، إضافة إلى الرقمنة المستمرة للخدمات، أن تجعل الخصوصية الشخصية، على الأقلّ في المدن، شيئاً من الماضي. وبينما يهدف الميتافيرس إلى جلب التجارب الواقعية إلى عالم الإنترنت، فإن الخبراء يرون أن عالم الإنترنت بات أصلاً يستحوذ على المجال المادي.

الأزهر : كيف تتم المناسك والحجاج غائبين؟

وقال أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الازهر، في تصريحات صحفية إن الآية القرآنية التي وردت في كتاب الله ' وليطوفوا بالبيت العتيق' تنهي الجدل حول أداء مناسك الحج افتراضيًا، موضحا أن من شروط مناسك الحج الطواف ببيت الله الحرام، والسعى بين الصفا والمروة والوقوف بجبل العرفات، وكيف يتحقق ذلك افتراضيا؟.

وتابع أنه رغم التطور الكبير في عالم التكنولوجيا، إلا أن مناسك الحج ستكون بصورتها التقليدية وهي ذهاب الحجاج من مختلف الجنسيات تلبية لأمر الله، والقيام بالمناسك بصورتها الطبيعية، ولن يكون هناك ما يسمى حج افتراضي لا الآن أو مستقبلا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً