اعلان

بوتين بين "فكي" فيروس كورونا.. كيف انهار الاقتصاد وما فرص الرئيس الروسي في عبور الأزمة؟

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
كتب : سها صلاح

حاولت كل دولة التعامل مع فيروس كورونا بما لا يضر بمصلحة المواطن، ووفقاً لطبيعة كل بلد وظروفها الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية، مما يتيح الحد من الوباء وعودة الحياة الطبيعية، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعامل مع الموقف بشكل أكثر شراسة مما أدى إلى تفاقم المشكلات حوله من كل جانب، حيث كان من من المفترض أن يكون العرض العسكري الروسي في الميدان الأحمر بمناسبة الذكرى الـ75 لهزيمة ألمانيا النازية انتصارًا لفلاديمير بوتين الأسبوع المقبل،ولكن بدلاً من البهاء والفخر ، يواجه الرئيس البالغ من العمر 67 عامًا أزمة تعكر صفو مستقبله السياسي، حيث اضطر إلى إلغاء العرض إلى أجل غير مسمى قبل أسبوعين بسبب فيروس كورونا كان ذلك قبل أسبوع من موعد إجراء التصويت على الصعيد الوطني بشأن التعديلات الدستورية التي قد تسمح له بالبقاء في السلطة حتى عام 2036.

كيف تفاقمت المشكلات حول الرئيس الروسي؟

بالإضافة إلى تأجيل أهم حدثين للرئيس الروسي فقد شهدت موسكو في الآونة الأخيرة استياء شعبي من الاستجابة الشاحبة لفيروس كورونا وقلة التدابير اللازمة للسيطرة على المرض الذي تفشى في روسيا بشكل كبير وانهيار أسعار النفط، مما سيضع التحديات في طريق "بوتين" إذا ما انتخب لفترة أخرى لحكم عرش موسكو.

وتقدر إجراءات الوقاية التي اتخذتها روسيا بـ3% وهي نسبة أقل بكثير من الدول الأخرى، مما أسفر إلى تراجع شعبية بوتين إلى 63% في مارس.

اقرأ أيضاً: التجربة اليابانية هي الحل.. هل ستلجأ الدول للأموال المحرمة لإنقاذ الاقتصاد في زمن كورونا؟

وكان يأمل الرئيس الروسي أن يحشد موكب العرض العسكري الذي تم تأجيله المواطنين لدعمه في الانتخابات المقبلة، كما كان من المفترض حضور رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون"، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" على غير العادة لتوقيع اتفاقيات اقتصادية هامة مع روسيا، على الرغم من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عليها على خلفية الصراع في أوكرانيا،إلا أن خطط موسكو انهارت بالكامل جراء تفشي الفيروس في العالم.

هل انهار الاقتصاد الروسي؟

بعد انخفاض أسعار النفط والروبل ثقل كاهل الاقتصاد الروسي، خاصة مع امتناع رجال الأعمال في روسيا مساعدة الدولة للحفاظ على اقتصادها، مما أسفر عن انخفاض الناتج المحلى إلى 10% خلال العام الجاري، ولم يستطع "بوتين" وخبراءه الاقتصاديين حتى الآن وضع خطة لإنقاذ الاقتصاد، أو استراتيجية دعم للمتضررين جراء تفشي الفيروس في روسيا، وتكمن المعضلة الأكبر في أن "بوتين" يرفض سحب أي أموال من "الصندوق الاحتياطي" لأنه يريد الاحتفاظ به لتمويل منافسته التالية على الرئاسة في 2024.

اقرأ أيضاً: حقائق جديدة في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية.. ما هي علاقة "ستون" بمؤسس ويكليكس؟

وتقول الصحيفة أن تلك مفارقة خطرة، فالرئيس الروسي لا يقدر حجم التهديد الذي يواجهه على المدى القريب، خاصة مع اتقاد نار الشعب ضده، مما سيؤدي إلى رفض الشعب التعديلات الدستورية المقبلة وحدوث أزمة داخل الدولة بين السلطة والمواطنين.

وسيكون اختيار موعد هذا الاقتراع مهمة رئيسية للخبراء الاستراتيجيين في الكرملين، فإذا كان الموعد سابق لأوانه، يمكن أن يثير ذلك السخط بسبب نقص دعم المتضررين من فيروس كورونا المستجد؛ وإذا تحدد بعد فوات الأوان، فسوف يعرقل الاستعدادات للانتخابات البرلمانية في العام المقبل، وستتطلب تلك الانتخابات تعبئة مكثفة لدعم حزب روسيا الموحدة المؤيد لبوتين.

اقرأ أيضاً: "الدم الأزرق" علاج جديد لفيروس كورونا.. كيف أستخدمه "الاتحاد السوفيتي" في الثمانينات؟

هل تأجيل التعديلات الدستورية كارثة في روسيا؟

تقول صحيفة التايمز البريطانية، إن تأجيل التعديلات الدستورية التي كان من المفترض عقدها في 22 أبريل، كانت بمثابة الضربة القاضية عقب الاستياء الشعبي وتأجيل الحفل العسكري، وبموجب القوانين الحالية، يجب أن يرحل بوتين عن الرئاسة حين تنتهي ولايته الثانية على التوالي في نهاية 2024 مما سيأجج غضب الشعب، كان بإمكان الكرملين أن يمضي قدماً ويمرر التعديلات الدستورية من جانبه، لكن بعد أن أزعجته انتقادات الجماهير لإصلاحات المعاشات التقاعدية التي أجراها بوتين في عام 2018، اشار المستشارون علي الرئيس التعهد بإجراء تصويت على التعديلات الدستورية في أنحاء الدولة، ليكون بشكل أكثر شرعية، وعقب عودة الحياة إلى طبيعتها لن يكون الاستفتاء على بوتين بل على كيفية تعامله مع الوباء.

اقرأ أيضاً:حرب اللقاحات.. كيف سيتم توزيع "مصل" فيروس كورونا على العالم؟

وفي حالة تمكن الرئيس من احتواء الفيروس وتراجع معدلات الإصابة الذي بلغ 114431، فيمكن للكرملين إجراء التصويت الدستوري في أواخر يونيو وتمرير التعديلات، حتى لو امتدت تداعيات الجائحة إلى الخريف وبدأت الاحتجاجات، فهناك فرصة جيدة بأن يحظى التصويت بقبول الجماهير، غذا تم صياغتها بشكل يمنح المواطنين ضمانات اجتماعية جيدة مثل تعديل المعاشات ومواجهة التضخم، أما إذا استمر الأمر إلى الشتاء المقبل سيكون سيئاً وإذا استمر للربيع المقبل ستكون كارثة.

وتؤكد الصحيفة أم أكبر المشكلات الحقيقية التي تواجه الرئيس الروسي حالياً هي اختلاف الأجندات، فـ"بوتين" و لديه أجندته الخاصة التي تتعلق بالمصالح القومية، والحفاظ على السلطة أما الشعب فلديهم اجندة أخرى وهي تحسين الأحوال المعيشية والحد من البطالة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً