رمضان المكسيك في ظل كورونا.. لم يبق لمسلمي "بلد الجريمة" من شهر الخير شيئا (صور)

رمضان في المكسيك 2020، تعتبر الأقلية المسلمة في الدولة الواقعة في قارة أمريكا الشمالية إحدى أصغر الأقليات المسلمة حول العالم، حيث يقدر تعداد المسلمين في هذا البلد بنحو 110 آلاف مسلم، وفقا لأحدث إحصائية صدرت عام 2015، ولذلك تبدو أيام الشهر الفضيل في المكسيك كغيرها من بقية أيام العام، اللهم إلا بعض الطقوس والمظاهر الرمضانية التي اعتاد مسلمو هذا البلد على استحضارها مع قدوم شهر الصيام، والتي منها إعداد موائد الإفطار بالمساجد واحتشاد أفراد الأقلية المسلمة المتناثرين في ضواحي العاصمة مكسيكو سيتي وغيرها من المدن الرئيسية في هذا البلد، إلى أشهر المساجد بالعاصمة لأداء صلاة العشاء والتراويح في جو يبعث في نفوسهم الأجواء الرمضانية في بلدانهم الأصلية، ولكن حتى تلك المظاهر البسيطة ما لبثت أن تلاشت بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على نطاق واسع في هذا البلد، ما تطلب ضرورة فرض إجراءات صارمة للحيلولة دون انتشاره أكثر، والتي كان منها غلق دور العبادة ومنها المساجد، ومنع التجمعات بكافة أشكالها، والتي منها التجمع لتقاسم وجبات الإفطار.

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

وأعلنت وزارة الصحة في المكسيك، خلال أحدث إحصائية صادرة مساء يوم أمس الأربعاء، 6 مايو 2020، تسجيل 1609 إصابات جديدة مؤكدة بالفيروس المستجد و197 وفاة إضافية ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 27 ألف و 634 والوفيات إلى 2704.

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

وكان المجتمع العربي المسلم الذي يتركز في العاصمة المكسيكية "مكسيكو سيتي"، يعتاد في السابق على خلق أجواء روحانية عائلية تذكرهم باللحظات المحفورة في ذاكرتهم حول شهر رمضان وخصوصاً الوجبات المشهورة فيه التي كانت تقدم على موائد الإفطار، وإقامة صلاة التراويح في المساجد التي أغلقت اليوم في محاولة لاحتواء الفيروس الوبائي.

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

وفيما يتعلق بتحري هلال رمضان، فإن "المركز التعليمي للمسلمين" في العاصمة المكسيكية هو ما يتولى الإعلان عن أول أيام شهر رمضان المبارك، حيث يقوم مجموعة من المسلمين المكسيكيين بتحري الهلال في العاصمة كما يعتمد المسلمون في المكسيك على إعلان مجلس فقهاء أمريكا الشمالية والجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية للرؤية ويتم التوفيق بين رؤيتهم وما يتوصل إليه مجلس الفقهاء.

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

ويبدأ صيام مسلمي المكسيك في حدود الساعة الخامسة والنصف فجراً، وينتهي في حوالى الساعة السادسة مساء، وبالرغم من طول ساعات العمل في المكسيك والتي تمتد عادة بين التاسعة صباحاً والخامسة عصراً، إلا إن معظم الصائمين لا يشكون إرهاق الصيام نظراً للجو معتدل البرودة في العاصمة المكسيكية خلال هذا التوقيت من العام.

وبالنسبة لأشهر أكلات المسلمين هناك، فإن اللحم الحلال والدجاج الحلال هو أساس الطعام الإسلامي، فضلا عن أهم الأكلات التي تميز المطبخ المكسيكي ومنها استحضار أغلب أنواع الخضراوات الطازجة وشرائح التورتيلا، هذا بالإضافة إلى بعض البقوليات مثل الفاصوليا الحمراء و سلطة الفاصوليا مع الديك الرومي واللحم والخضراوات، ودجاج الفاهيتا المكسيكي.

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

وبالرغم من أن المسلمين في العاصمة المكسيكية يعيشون بين 21 مليون مكسيكي، فإنهم يحاولون بشتى الطرق المتاحة توطيد العلاقات فيما بينهم وترسيخ ثقافة التضامن والمساعدة والمشاركة، فكانوا ينظمون يوميا إفطار جماعي على أرضيات مسجد "بولانكو"، ثم يؤدون صلاة العشاء والتراويح، وهو ما لم يعد له أثر اليوم من جراء التقيد بالإجراءات الاحترازية المتخذة في سبيل احتواء الفيروس التاجي، والتي منها مراعاة التباعد الاجتماعي ومنع التجمعات.

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

وكان المركز الثقافي للمجتمع الإسلامي في "مكسيكو سيتي" هو ما يتولى تنظيم حفلات الإفطار تلك، بالتعاون مع سفارات دول إسلامية. وعلاوة على صلاة التراويح التي كانت تجمع المسلمين في مكسيكو سيتي، كان المركز الثقافي الإسلامي يقدم كذلك برنامج متنوع يشمل دروساً تعليمية وعبادات على مدار الشهر الكريم، وهو ما لا يزال متاحا إلى اليوم كذلك ولكن عبر الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت.

رمضان في المكسيك (أرشيفية)

وكان عدد كبير من مسلمي المكسيك يواجهون في السابق صعوبات في حضور الأنشطة التي يقيمها المركز الثقافي الإسلامي، نظراً لأنهم يعيشون في أماكن بعيدة على أطراف العاصمة المعروفة بأنها من أكبر مدن العالم من حيث عدد السكان والاتساع؛ حيث يتطلب وصول بعض المسلمين إلى مقر المركز نحو الساعة أو الساعتين، ولكن اليوم لم تعد تلك العقبة فقط هي ما يواجهونه.

وتتكون الجالية المسلمة بالمكسيك في معظمها من الباكستانيين، الذين يتم التعرف عليهم بسرعة من خلال لباسهم المميز المكون من القميص الطويل والسروال الفضفاض. كما يمكن التعرف على المغاربة من خلال الجلباب المغربي والطربوش الأحمر أو "الدراعية" التي يجلبونها معهم من المغرب.