اعلان

انتصار السيادة المصرية في عودة أبنائها.. كيف نجى المصريين المختطفين في ليبيا من قبضة "أردوغان" والميليشيات الإرهابية؟ (مستند)

المصريين العائدين في ليبيا
المصريين العائدين في ليبيا
كتب : سها صلاح

5 سنوات تقريبا، مضت بين مناسبتين، علقت فيها أعين المصريين على ليبيا، خوفا على أبنائهم، بين 2015 ذبح تنظيم "داعش" الإرهابي 21 مصريا بدم بارد، وقبل يومين، تداول فيديو لتعذيب عدد مقارب على يد إحدى الميليشيات الإرهابية وإهانتهم بطريقة غير آدمية، بداعي أنهم يعملون مرتزقة مع الجيش الوطني الليبي في "ترهونة"، المدينة التي سيطرت عليها ميليشيات حكومة فايز السراج.

في نهاية نفس اليوم خرج وزير داخلية حكومة الوفاق مدعياً أنه شائعة وليس له أساس من الصحة في فجر نفس اليوم بدأت السلطات المصرية في إجراء اتصالاتها داخل ليبيا مع حكومة الوفاق بعد تأكدها من الفيديو المتداول وأمرتها بإعادة المصريين سريعاً محاكمة المتهمين بتعذيبهم، وإلا "لن يمر الأمر مرور الكرام"، ولكن كيف انتصرت الإرداة المصرية وما كان تعليق حكومة الوفاق وتركيا التي تقف وراء تعذيب المصريين في ليبيا خاصة بعد إعلان "القاهرة 2020"؟

اقرأ أيضاً: المصريون العائدون من ليبيا: طلعنا من وسط الموت وكنا خايفين مانشفش ولادنا تاني (فيديو)

تعذيب المصريين في ليبيا وبيان داخلية الوفاق الأول؟

عذبت ميليشيات قوات الوفاق عشرات العمال المصريين في مدينة ترهونة، وقامت بتعنيفهم وتعذيبهم بتهمة دعم الجيش الليبي والعمل في صفوفه،وأظهر مقطع فيديو وصور متداولة على مواقع التواصل الإجتماعي، مشاهد صادمة لعمليات تعذيب وحشي وإهانة تعرّض لها العمال المصريين بعد اعتقالهم من قبل ميليشيا مسلّحة تابعة لقوات بركان الغضب.

وتم إجبارهم على الوقوف تحت أشعة الشمس حفاة، وعلى قدم واحدة ورفع أيديهم إلى الأعلى، كما تم إجبارهم على ترديد ألفاظ نابية والهتاف والإشادة بمدينة مصراتة.

عقب تداول هذا الفيديو أعلنت وزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني عن منحها مكافأة مالية مقابل أي مساعدة في ضبط المسؤولين عن تعذيب العمال المصريين كما ظهر في فيديو متداول في مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء في بيان صدر عن الوزارة، اليوم الأحد، أنها تستنكر "بأشد العبارات ما تم تداوله - وإن صح - عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي عن احتجاز وتعذيب بعض الإخوة والأشقاء المصريين من العمالة الوافدة وذلك من قبل مجموعة جاري التأكد من تبعيتها؛ وتعتبر ذلك عملا إجراميا مخالفا لكل المواثيق والشرائع والقوانين المحلية منها والدولية".

اقرأ أيضاً: أحد العائدين من ليبيا: الرئيس السيسي ما سبش ولاده.. ومش هسافر تاني بلدي أولى بيا (فيديو)

وأعلنت الوزارة أنها "بصدد التحري عن صدق وصحة الوقائع المذكورة ومن ثم تقديم مرتكبيها للجهات القضائية المختصة".

وتابع البيان قائلا إن "مثل هذه الوقائع لن تفت في عضد العلاقات المتينة بين الشعبين الشقيقين" الليبي والمصري، وأنها "لن تلحق بأذى إلا بمن يسعى لتوظيفها لأغراض ومصالح شخصية".

وجاء في ختام البيان أن وزارة الداخلية: "على من يتعرف على الجناة ويساعد في عملية ضبطهم أو الوصول إليهم أو معرفة هويتهم (الإدلاء بذلك) (وسيمنح) مكافأة مالية وقدرها عشرون ألف دينار ليبي".

البيان الأول لوزراة الداخلية الليبية

الرد المصري الأول بعد التأكد من تعذيب العمالة المصرية؟

قال رئيس مجلس النواب المصري، علي عبد العال، عن فيديو تعذيب مصريين في ليبيا، إن رسالة الرد ربما تكون "عملية".

وشنت هالة أبو السعد عضو مجلس النواب، هجوماً حاداً ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد انتشار فيديوهات تعرض بعض العمالة المصرية للتعذيب في ليبيا.

وأضافت أبو السعد، خلال الجلسة العامة المنعقدة برئاسة الدكتور عبد العال: "المصريون ليسوا 100 مليون مواطن، بل 100 مليون جندي مصري، وعليه (أردوغان) أن يعي أنّه أمام شعب بأكمله يدافع عن أولاده"،من جانبه، رد رئيس مجلس النواب، قائلا: "انتظري، ربما الرسالة ستكون عملية".

وأعلنت الحكومة المصرية، الاثنين، أن واقعة الاعتداء على العمال المصريين على يد ميليشيات الوفاق في ليبيا "لن تمر مرور الكرام".

اقرأ أيضاً: أول فيديو للمصريين العائدين من ليبيا بعد إنهاء أزمة احتجازهم

وقالت السفيرة نبيلة مكرم عبيد وزير الهجرة المصرية، ردا على طلبات إحاطة في البرلمان المصري بخصوص الواقعة، إن مصر لن تصمت على أي تجاوزات أو اعتداءات على عمالها في الخارج وستتخذ موقفا عمليا للرد، مضيفه أنه أثناء الأزمات تزداد شراسة الحرب الموجهة ضد مصر من جانب بعض المتربصين الذين يحاولون الإساءة وإشعال الفتنة بينها وأشقائها.

كيف كان رد الرئيس السيسي حاسماً في عودة المصريين من ليبيا؟

بعد تدخل من الرئيس عبد الفتاح السيسى وتكليفه أجهزة الدولة بإنهاء أزمة المصريين المحتجزين فى ليبيا، وفقا للقناة الأولى الفضائية،عاد العمال المصريين فجر اليوم عبر منفذ السلوم، حيث كشف كشف اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح لوكالة سبوتنيك، تفاصيل عودة العمال المصريين المتحجزين في ليبيا إلى أرض الوطن سالمين رافعين علم مصر، بعد أن كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أجهزة الدولة المختصة بإنهاء أزمتهم.

وقال اللواء خالد شعيب، منذ ظهور الفيديو أصدر الرئيس السيسي تكليفًا بتشكيل خلية لإدارة هذه الأزمة، وعلى رأسها رجال المخابرات العامة

(الصقور)، مشيرًا إلى أنه منذ اليوم الأول كان تكليف السيد الرئيس "كل الخيارات متاحة لعودة أبنائنا إلى مصر"، وأنه تم التنسيق مع حكومة الوفاق التي ضبطت المليشيا، وتم عرضهم على النيابة، بالإضافة إلى الجيش الوطني الليبي الذي أمن موكب تحرك أبنائنا حوالي 700 كيلو متر داخل ليبيا حتى منفذ السلوم.

اقرأ أيضاً: وصول 23 مصريا كانوا محتجزين في ليبيا إلى منفذ السلوم البري

بيان وزارة داخلية حكومة الوفاق الوطني الثاني؟

عقب تدخل رأس السلطة المصرية، عادت حكومة الوفاق الوطني مطأطأة رأسها للسيادة المصرية، ولم تستطع سوى تنفيذ الأوامر، ففي مساء أمس انفردت "أهل مصر" ببيان داخلية الوفاق الوطني الذي أكدت فيه أن أجهزة الضبط القضائي التابعة لوزارة الداخلية، تمكنت من رصد المتهمين في واقعة الإساءة لمجموعة من العمال المصريين، وتم القبض عليهم.

كما تم التعرف على العمال المصريين المجني عليهم في هذه الجريمة، وعلى هوياتهم وهم جميعا بخير ويتمتعون بحريتهم دون أي قيد ويمارسون أعمالهم بشكل طبيعي، وسيتم الاستماع إلى أقوالهم بشأن ما تعرضوا له من إساءات تنتهك حقوقهم وتخالف القوانين والأعراف والأخلاق وضمان كامل حقوقهم القانونية بالخصوص.

اقرأ أيضاً: محافظ مطروح يستقبل ٢٣ مصريا كانوا محتجزين في ليبيا

وأكدت وزارة الداخلية بأن العلاقات التاريخية التي تربط الشعب الليبي والمصري لا يمكن أن تنال منها تصرفات فردية لا تمثل الدولة الليبية ولا أعراف وقيم الشعب الليبي وأن الاختلافات السياسية بين الدول لا يمكن بحال من الأحوال أن تمس من علاقات المحبة والأخوة بين الشعبين الليبي والمصري.

وتمكنت الجهات الضبطية القضائية التابعة لوزارة داخلية "الوفاق"، بكشف هوية المتورطين في هذه الواقعة، وإلقاء القبض عليهم ومباشرة إجراءات الاستدلال معهم بالخصوص تحضيرا لإحالتهم لمكتب النائب العام.

بيان وزارة داخلية ليبيا الثاني

رسائل لأردوغان الذي حرض على تعذيب العمالة المصرية في ليبيا؟

كانت أهل مصر أمس انفردت بتقرير حول اجتماع تم انعقاده بين الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وأحد قيادات داعش وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني وأحد قادة ميليشيات مصراتة في 2015 حرض فيه "أردوغان" قادة الإرهاب بالضغط على السلطة المصرية عقب عزل الراحل "محمد مرسي" من خلال خطف العمال المصريين في ليبيا وتعذيبهم أو قتلهم مقابل 1000 دولار للإرهابي الواحد، وبالفعل بدأت تلك العمليات في 2015 خلال جريمة ذبح الأقباط المصريين في ليبيا على يد تنظيم داعش الإرهابي لقراءة التقرير كامل لمعرفة جميع وقائع التعذيب الذي تورط فيها أردوغان للعمال المصريين في ليبيا يمكنك مطالعة هذا اللينك:

تعذيب المصريين في ليبيا بـ1000 دولار للمرتزق الواحد.. سر اجتماع "أردوغان" بقادة الميليشيات؟

وعقب عودة المصريين فجر اليوم إلى أرض الوطن علمت تركيا حجمها الطبيعي بعد فشلها في تحقيق هدفها من زعزعة الاستقرار المصري، ولم تكن تلك الضربة الأولى لتركيا في هذا الأسبوع بل سبقه إعلان "القاهرة 2020" رسالة قوية موجهة لحكومة أردوغان التي زجت بقوات تركية وإرهابيين مرتزقة نقلتهم إلى ليبيا من الأراضي التي تخضع لسيطرتها في سوريا في دعم مباشر لحكومة السراج والميليشيات التابعة لها، وفقاً لـ"بي بي سي".

ردود الأفعال حول عودة المصريين من ليبيا؟

وكيل لجنة النقل

في بيان أصدره النائب محمد عبدالله ، وكيل لجنة النقل في مجلس النواب، قال إنه كان يثق في رد فعل القيادة المصرية، بعد خطف عدد من المصريين في ليبيا من مرتزقة أردوغان والسراج اليوم، والاعتداء عليهم، مضيفا أن «عودتهم دليل واضح للجميع على أن مصر قوية وقادرة على ألا تترك أولادها في أي مكان ولا تترك حقهم .. وقائدنا الرئيس السيسي وعدنا بحمايتنا ووفى بوعده».

وتأسف النائب على حال البعض ممن يساندون الأتراك الذين يحاربون العرب على أرض العرب بمرتزقة عرب ويصفق لهم حثالة العرب، وما رأيناه من شماتة فى خطف هؤلاء العمال وتعذيبهم لهو دليل خسة ونذالة تعودنا عليها من هؤلاء الحثالة، سواء في مصر أو هاربين فى قطر وتركيا.

اقرأ أيضاً: بعد تلويح عبد العال برسالة " عملية " .. العمال المصريون المحتجزون في ليبيا يصلون مطار القاهرة

وأضاف النائب «كنت على ثقة أنه سيتم تحريرهم بسلام لأن العملية لا تخلو من أغراض سياسية؛ حيث حاولت الكتائب المسلحة الإيحاء بأنها تسيطر تماما على الأوضاع ولن يتم اقتلاعها من خلال تعذيب عدد من هؤلاء، لا علاقة لهم بالحرب وحسابات أطرافها.. لكن مصر بحكمتها وقيادتها ووعدها للمصريين بحمايتهم تبنت سياسة حكيمة تمثلت في العرف والتقاليد والعلاقات الاجتماعية الوثيقة مع شيوخ القبائل، وكذلك أداة الاستخبارات التي تعرف كل كبيرة وصغيرة على الأراضي الليبية، ونجحت فى إعادة أولادنا إلى أرض وطنهم مرفوعي الرأس أن لديهم قائدا حكيما وقويا».

رئيس الغرف التجارية الليبية

قال النائب محمد الرعيض، عضو مجلس النواب الليبي ورئيس الغرف التجارية والصناعية بليبيا، إنه لم يتم التوصل إلى نتائج حاسمة بشأن عودة العمالة المصرية إلى ليبيا حتى الآن.

وأضاف الرعيض في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، أن الجانب المصري تعهد بالسعي لتقديم التسهيلات الأمنية من أجل عودة العمالة المصرية، خاصة في ظل الحاجة الضرورية للعمالة المصرية في كافة المجالات في ليبيا، حيث يتطلب السفر حاليا إلى موافقات أمنية مسبقة.

وأوضح الرعيض أن الأوضاع في ليبيا، باتت آمنة بدرجة كبيرة، وأن مشروعات إعادة الإعمار تحتاج إلى 2 مليون مصري في كافة المجالات، حيث تبدأ المرتبات من 500 دولار حتى 5 آلاف دولار للمدراء والخبراء شهريا.

اقرأ أيضاً: شاهد.. ميليشيات ليبيا تعذب عامل مصري وتطفئ السجائر في رأسه

وأشار إلى أن الملتقى الوطني الجامع المرتقب انعقاده منتصف الشهر المقبل، سيساهم في التمهيد لكثير من الخطوات المرتقبة، بشأن إعادة الإعمار وتشغيل المصانع والشركات، وفتح أفق الاستثمار، خاصة إذا تم توحيد المؤسسات الليبية.

وأكد الرعيض، أن المصانع والشركات العامة متوقفة قبل 2011، وأنه يبذل كل الجهد من أجل الاستفادة من البنى التحتية في تلك الشركات، وإعادة تشغيلها للاستفادة منها والمساهمة في النمو الاقتصادي الليبي.

وأشار إلى أن حجم التبادلات التجارية مع مصر تراجعت بشكل كبير، في مقابل ارتفاعها مع تركيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري نحو 2 مليار دولار مع تركيا، فيما لم يبلغ التعامل مع مصر أكثر من 300 مليون دولار، وأن ذلك يرجع إلى اقتصار الرحلات بين مصر وليبيا على رحلتين فقط لمطار الاسكندرية، بينما تحتاج العمليات التبادلية إلى 20 رحلة يوميا، إلا أنها لم تتوفر حتى الآن.

عضو مجلس النواب بمحافظة بورسعيد

اشادت النائبة سعاد المصري، عضو مجلس النواب بمحافظة بورسعيد، اليوم الخميس، بموقف مصر تجاه المصريين المحتجزين في ليبيا، مؤكدة أن عودتهم إلى أرض الوطن دليل علي قوة الدولة المصرية وحرصها علي أبنائها.

وثمنت "المصري"، الخطوات التي قام بها الرئيس السيسي خلال الأزمة، مؤكدة أن عودة المصريين سريعاً دليل علي نجاح الخطوات التي نفذتها أجهزة الدولة لتحرير أبنائها وعودتهم الي أرض مصر.

وأكدت المصري، أن الدولة المصرية تملك جيشاً قوياً وقيادة قادرة على حماية المصريين في الداخل والخارج، وأوضحت ان الارهاب مهما تعددت أنواعه واشكاله لا يمكن أن ينتصر.

اقرأ أيضاً: ليبيا تعلن القبض على المتهمين بالإساءة للعمال المصريين وإحالتهم للنائب العام

المتحدث باسم الجيش الليبي

أكد المتحدث باسم الجيش الليبى، اللواء أحمد المسمارى، أن ما حدث بحق العمال المصريين فى مدينة ترهونة الليبية جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى اعترف قبل أيام بأن قواته هم "من حرروا مدينة ترهونة".

وفى مداخلة هاتفية مع الإعلامى أحمد موسى فى برنامج "على مسؤوليتى"، المعروض على فضائية "صدى البلد"، قال المسمسارى إن جرائم أردوغان فى ليبيا أصبحت موثقة الآن، سواء بحق الليبيين أو ضيوف الليبيين، لافتًا إلى جريمة الميليشيات التى قامت بالقبض على العمال المصريين فى ترهونة.

وأضاف المسمارى أن مصر تدفع ثمن موقفها من قضية ليبيا، وأنه تم تحديد مكان تصوير الفيديو، فى مصراتة بمقر ميليشيا "الحزم"، وهى ميليشيات إرهابية خطيرة جدًا، إلا أنه لم يتم تحديد العدد الفعلى للعمال المختطفين، إذ أن الفيديو لم يظهر سوى 19 أو 20 شخصا فقط.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً