اعلان

بعد 6 سنوات من الحرب السورية.. أمريكا تغير موقفها من بشار الأسد

بعد 6 سنوات من بدء الحرب الأهلية السورية، أعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة، تغييرا جوهريا في موقفها من الصراع الذي راح ضحيته أكثر من نصف مليون شخص وخمسة ملايين لاجئ، إذ قالت إن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يقرره الشعب السوري، وهذا يخالف كل الأفكار التي طرحتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما التي كانت تصر على رحيل الأسد أو وجود فترة حكم انتقالية في أحسن الأحوال، فيما كانت تدعم المعارضة السورية بالتدريب والسلاح بداية من الفرقة 13 وانتهاء بالمشاركة العسكرية الحالية مع قوات سوريا الديمقراطية الكردية.

وظهر هذا التوجه الجديد عن طريق وزير الخارجية في الإدارة الجديدة ريكس تيلرسون، والمتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، ومبعوثة الولايات المتحدة في مجلس الامن نيكي هيلي.

تيلرسون: مصير الأسد في يد شعبه

قبل ثلاثة أيام، قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون، إن هناك مزيدا من المباحثات التي يتعين إجراؤها بشأن مستقبل سوريا، ولكن وضع الرئيس السوري بشار الأسد سيقرره الشعب السوري.

وقال تيلرسون، أيضا في أنقرة بعد محادثات مع المسؤولين الأتراك، إنه لا توجد أي فجوة بين تركيا والولايات المتحدة في تصميمهما على هزيمة تنظيم داعش.

زوال الأسد؟.. ليس ضمن أولوياتنا

ويوم الجمعة الماضية، ألمح البيت الأبيض، إلى أن زوال الرئيس السوري بشار الأسد، لم يعد ضمن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، رداً على سؤال صحفي حول موقف الرئيس دونالد ترامب من شرعية الأسد، إن "هناك واقع سياسي علينا أن نتقبله، عندما يتعلق الأمر بما هو الوضع عليه الآن (في سوريا)".

وتابع: "لقد أضعنا الكثير من الفرص منذ عهد الإدارة السابقة (برئاسة باراك أوباما) فيما يتعلق بالأسد".

وقال سبايسر: "أمامنا فرصة وينبغي أن نركز الآن على هزيمة تنظيم داعش، الولايات المتحدة لديها أولويات راسخة في سوريا والعراق وأوضحنا أن مكافحة الإرهاب، وبصفة خاصة هزيمة داعش، تأتي في مقدمة تلك الأولويات."

ويوم الخميس الماضي، قالت المبعوثة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، إن "أولوياتنا لم تعد التركيز على إزالة الأسد، رغم أننا نعلم فظاعة (ممارسات) النظام السوري".

اعتراض سياسي أمريكي

تصريحات الإدارة الأمريكية أثارت إستياء لدى كل من العضوين الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي جراهام، وجون ماكين.

حيث حذر ماكين الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، من "أن بقاء الأسد في موقعه يعني أننا مشتركين معه و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين في مجازرهما التي أدت إلى سقوط أكثر من 400 ألف قتيل سوري وتسببت في 6 ملايين لاجئ".

ولفت إلى أن "هذا يعني أننا سنعزز (تنظيم) داعش (الإرهابي) والقاعدة، وإرهابيين آخرين كبديل أوحد للدكتاتور الذي حاربه الشعب السوري على مدى 6 أعوام (في إشارة إلى الأسد)".

وفي بيان آخر، أعرب جراهام عن مخاوفه "من أن يكون موقف الإدارة الأميركية الحالية أكبر خطأ منذ أن فشل الرئيس (السابق باراك) أوباما في التصرف، عقب وضع الخط الأحمر ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية".

وأضاف "أن تتصور الأسد قائداً للشعب السوري، هو أن تتجاهل المجازر التي ارتكبت من قبل نظامه ضد الشعب السوري بالجملة". وشدد أن "تركه (الأسد) في السلطة سيكون مكافأة عظيمة لروسيا وإيران".

المعارضة تعترض

من جهته قال رئيس وفد المعارضة في مباحثات جنيف نصر الحريري: إن "النظام الإرهابي لبشار الأسد، رفض مناقشة الانتقال السياسي خلال جولة المحادثات"، وأضاف: "الأسد مجرم حرب ينبغي أن يتنحى باسم السلام".

وأضاف للصحافيين: "النظام حتى هذه اللحظة يرفض مناقشة أي شيء ما عدا التمسك بخطابه الفارغ حول محاربة الإرهاب وهو أول من نسق وجذب الإرهاب إلى المنطقة في حين يستمر في استخدام الأسلحة واستهداف المدنيين والحصار والتجويع والأسلحة الكيماوية".

وتابع قائلا "لا يمكن حدوث سلام بدون عدالة"، مضيفا: "لا ينبغي أن تكون المحاسبة على الجرائم بنداً تفاوضياً... لن نهدأ حتى نضع مرتكبي الجرائم في سوريا أمام العدالة".

كما قالت فرح الأتاسي عضو الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية إن وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض يبعثان برسائل متناقضة بشأن سوريا وإن عليهما البدء بالاضطلاع بدور القيادة وعدم التركيز على قتال تنظيم داعش وحسب.

وقالت الأتاسي للصحفيين في جنيف، إن الولايات المتحدة يجب عليها أن تضغط على روسيا وأن تنظر إلى المعارضة السورية كشريك يمكن الاعتماد عليه في مكافحة "الإرهاب" الذي لا يشمل فقط داعش بل أيضا فصائل مسلحة مدعومة من إيران مثل حزب الله والحرس الثوري الإيراني.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
كل يوم تسريب.. هل انتصر شاومينج على خطط "التعليم" لتأمين الامتحانات؟