اعلان

تركت ليلى المجنونة وأحببت وفاء المطلقة لأنها أكثر عقلا

الارتباط العاطفي

الارتباط العاطفي اصبح أزمة في المجتمع المصري، وذلك بسبب التخبط الشديد في المشاعر الذي ينبع من عدم النظام في الحياة بشكل عام، والعادات والتقاليد التي وضعها بعقولنا الموروث الشعبي، مقارنة بما نشعر به، ومن هنا لابد وأن يحدث الصدام كما نتابع من المشكلة التالية.

ارتبطت بزميلتي فى العمل منذ عام، بعد قصة حب وإعجاب متبادل، وسط جو عائلى راقٍ فى حفل بسيط جمع الأسرتين والأصدقاء المقربين، وكانت الغيرة الزائدة هى أكثر ما يؤرقني في فترة الخطوبة، ومحاولاتها الدائمة لاختلاق المشاكل مع الزميلات اللاتي تربطنى بهن علاقة العمل، حتى تقطع كل الطرق للحديث أو التعامل معهن أثناء ساعات العمل.

لم تكن ليلى قليلة الجمال، بل إن أقل ما يقال عنها إنها باهرة الجمال، ممشوقة القوام، تخسر أى فتاة إذا ما قورنت بها، ولكن لم يشفع لها جمالها، ولم يجعلها واثقة فى نفسها، بل إنها دائمًا ما تضع نفسها فى مقارنة مع الجميع، حتى السيدات المتزوجات ومن هن أكبر فى السن منها.

حاولت إقناعها كثيرًا أننى لا أرى غيرها، وأن زميلات العمل هن فقط "صحبة" يجب أن تكون طيبة وقت العمل، وتغيرت صفاتها كثيرًا بعد الخطوبة، فلم تكن كذلك قبل الارتباط، ولكن ما أن لبثنا وارتبطنا باتت تفتعل المشكلات مع الكل.

هذه تنظر لها بسخرية، هذه تتعدى حدودها معي، وهذه تتعامل معك كأنها حبيبة، وتلك ترسم على إفساد الخطوبة لتفوز هى بي، وانقطعت علاقتنا بالكل، وبتنا فى شجار وخصام دائمين، حتى وصلنا لـ"اللحظة الحاسمة"، لن أحتمل حياتى هكذا، إذا تكلمت مع زميلة يجب أن أبرر، وإذا دعتني زميلة على زفافها قبل أن تعزمها يجب أن أعتذر، ولا نذهب المناسبة، وإذا رددت الصباح على زميلة أخرى مبتسمة، تشك أن ثمة علاقة ما بدأ الكل يلاحظها.

شعرت أننى أختنق، ولم تفلح معها محاولاتي ومحاولات أسرتها لبث الثقة فى نفسها، واقترح والدى أن نسرع فى إتمام إجراءات الزواج حتى تهدأ الأمور، لكنني وصلت لمرحلة الاقتناع بأنها لن تتغير، وحاولت هي بجميع الطرق أن تكتسب ثقتي.

وفى يوم من الأيام اتصلت بى شقيقتي، وطلبت مني أن أتناول معها الغداء في النادي، وفرصة أن نتكلم، وذهبت ووجدتها قد دعت ليلى أيضًا لتهيئة فرصة أخرى لنا كي نتناقش ونحل ما بيننا من خلافات، وبالفعل جلسنا وتكلمنا وفي أثناء جلوسنا فى النادي قابلت أختى صديقتها التى كانت زائرة دائمة لنا قبل زواجها، وانقطعت أخبارها عن أختى بعد زواجها، وانتقالها للعيش بجوار زوجها فى إحدى الدول العربية، وبادرت بالسلام على أختي وعليّ، ترددت قليلًا قبل السلام على ليلى لأنها لا تعرفها، ولا تعرف أنها خطيبتي، وإذا بليلى كالعادة تناقض كل العهود والاتفاقات وتنفعل على صديقة أختي بشكل فظ غير مبرر، ولم نملك سوى الاعتذار.

علمت بعد ذالك من أختي أن صديقتها انفصلت عن زوجها، وأنها تعيش الآن فى القاهرة مجددًا، واتصلت بها للاعتذار عما بدر من خطيبتي، فبهرتني بهدوئها واتزانها وتقبلها الوضع بصدر رحب، بل إنها فعلًا طلبت الاعتذار لـ"ليلى" لأنها بالفعل لم تقصد عدم الانتباه والتمست لها العذر.

وفرت علىّ بعقلها واتزانها مبررات كثيرة أعددتها مسبقًا للاعتذار لها، وجدتنى دون أن أشعر مهتمًا بها والسؤال عنها، وعلمت من أختي أنها فى النادي أسبوعيًا لتكون بجوار ابنتها فى التدريب، وذهبت أول مرة وظهر لقائى بها كصدفة، وتحدثت معها قليلًا، ولكن فى كل مرة أحدثها أجد نفسي أكثر تعلقًا بها.

بت أنتظر يوم الجمعة من كل أسبوع بفارغ الصبر حتى أقابلها، صارحتها بأننى معجب بها، وأريد الارتباط بها والزواج منها، وفاجأتنى بردها: "أنت أخويا الصغير"، لم أشعر يومًا أنها أكبر مني، وأنا معها لم أشعر بفارق السن، رغم أنها أكبر منى بعامين، ولكننى لم أرَ فى ذلك ما يعيبها.

أصبح حبها بداخلى ينمو بشكل غريب، صارحت أختي التى تحفظت أول الأمر، وأخبرتنى بأن أبي وأمي لن يقبلا، وكيف أتخلى عن ليلى تلك الفتاة التى يحسدني الكل على جمالها، لأتزوج من أخرى أكبر مني ولها تجربة سابقة.

صارحت أبى الذي رفض رفضًا قاطعًا، وتعلل بأن الدنيا "مخلصتش من البنات عشان تاخد واحدة عزبة"، إن لم تتوافق مع ليلى فاختر غيرها، وفى محاولة يائسة لأمي أخبرت ليلى عسى أن تستطيع تغيير شىء فى الأمر.

والمشكلة توجهت ليلى إلى وفاء فى مكان عملها، وأقل ما يقال إنها أهانتها أمام الجميع، ووجهت لها أبشع الاتهامات، فما كان مني إلا أن طلبت من وفاء الارتباط فورًا، فأنا حقًا أحبها، ولم أعرف معنى الهدوء النفسي إلا وأنا معها.

لا أعلم كيف أتصرف مع أمى وأبى، وهل أخطأت حين اخترت من ارتاح لها قلبي، بينما وفضلت وفاء أن تبقى بعيدة حتى أصل لحل مع والداى، وزاد بعدها عنى لفترة، وزاد معها يقيني بحبها والإصرار عليها.

الرد:

أعتقد أن تجربة ارتباطك بليلى وما صاحب تلك الفترة من مشكلات كبيرة، جعل الأمر مع وفاء سريعًا، فالاثنتان على النقيض تمامًا، الأولى غيورة ومندفعة وتثير المشاكل بشكل كبير، مما جعل مميزات وفاء وهدوءها واتزانها يكون له أكبر الأثر والتأثير فى نفسك، واستقبله قلبك وعقلك المنهك بالمشاكل بسهولة.

لم تعطِ نفسك فرصة الخروج من الارتباط الأول، ومراجعة نفسك، والعودة إلى هدوئك النفسي وهذا خطأ، واختيارك لصديقة أختك حدث وأنت تحت ضغط مؤثر قوي ومشاكل كثيرة مع ليلى خطيبتك الأولى.

أقترح عليك أن تعطي لنفسك وقتًا حتى تعود لنفسك وتقرر، هل مشاعرك حقيقية أم أنها غير حقيقية، وخضعت للضغوط النفسية التى سببتها لك ليلى، بعض الوقت يجنبك الدخول فى تجربة فاشلة، ويجنب صديقة أختك تجربة أخرى فاشلة.

الزواج والارتباط ليسا تجربة تخوضها، بل هما علاقة مبنية على أسس كثيرة لابد أن تراجعها جيدًا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً