اعلان

رجال حول الرسول.. (جعفر بن أبي طالب) ذي الجناحين

هناك الكثير من الشخصيات التي عاصرت الرسول صلي الله عليه وسلم وكان لهم دور كبير في نشر الاسلام، وبالرغم من فخر الله عز وجل ونبيه صلي الله عليه وسلم بهم إلا ان معظم المسلمين لم يعرفوا عنهم شيئًا.

يتناول «أهل مصر» تلك الشخصيات ويعرض كل يوم شخصية من هؤلاء الرجال .

- جعفر بان أبي طالب

◄ نسبه وإسلامه:

هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو نفس لقب الرسول صلي الله عليه وسلم. وهو اخو علي بن أبي طالب لأبويه، ويُقال إنه كان أشبه الناس بالرسولِ محمدٍ خَلقاً وخُلُقاً.

أمه: «فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية القرشية»، وقد أسلمت وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت بها، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي.

وقد أسلم «جعفر» بعد إسلام أخيه «علي بقليل» ، ويعتبر من السّابقين إلى الإسلام، حيث أسلم بعد خمسة وعشرين رجلاً.

◄ هجرته ومهامه في الحبشة:

كان من اوائل المهاجرين إلى الحبشة تلبية لأوامر النبي صلي الله عليه وسلم، ومعه زوجته أسماء بنت عميس.

وقد كلفه النبي صلي الله عليه وسلم بالحديث مع "النجاشي" والرد على اسئلته عن الدين الاسلامي وقد دار الحوار بينهما كالتالي:

* النجاشي: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني ولا في دين أحد من هذه الملل؟

*جعفر: "أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده، لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام، فصدقناه وآمنَّا به، واتبعناه على ما جاء به من الله، فعبدنا الله وحده، فلم نشركْ به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله تعالى، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك" .

* النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟

* جعفر: نعم وقرأ جزءًا من سورة مريم: " كهيعص ، ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا ، إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا،...، وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا، فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ، قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ، قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا .

فبكى النجاشي حتى ابتلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: «إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون».

◄ إمارته في غزرو مؤته واستشهاده:

شهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة التي نشبت في جمادى الأول للعام الـ8 من الهجرة بين المسلمين والروم، وقد أمَّره الرسولُ صلي الله عليه وسلم على جيش المسلمين في حال أصيب قائدهم الأول زيد بن حارثة،وقد تجهز الناس ثم تهيئوا للخروج، وهم ثلاثة آلاف، فلما حضر خروجهم ودَّع الناسُ أمراءَ الرسول وسلموا عليهم.

ثم مضوا حتى نزلوا من أرض الشام، وقد علم المسلمون بنزول هرقل ملك الروم أرض البلقاء، ومعه مائة ألف من الجيش الروماني، فلما بلغ ذلك المسلمين ظلوا في معان ليلتين يفكرون في أمرهم وقالوا: «نكتب إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فنخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له». فشجع عبدُ الله بن رواحة الناس وقال: «يا قوم، والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون: الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور وإما شهادة»، فقال الناس: «قد والله صدق ابن رواحة»، فمضى الناس. 

مضى المسلمون، حتى وصلوا إلي جيش هيرقل، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها مؤتة، فالتقى الناس عندها، فتعبأ لهم المسلمون، والتقوا بهم واقتتلوا، فقاتل زيد بن حارثة براية الرسولِ حتى شاط في رماح القوم، أي سال دمه فمات.

ثم أخذ جعفر بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وقد أثابه الله تعالى بذلك الجناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء، فقد قال الرسولُ محمدٌ: «أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنة». ولما قُتل جعفر وُجد به بضع وسبعون جراحة ما بين ضربة بسيف، وطعنة برمح، كلها فيما أقبل من بدنه.

◄ ألقابه:

- أبو عبد الله

- أبو المساكين

-جعفر الطيار

- ذو الجناحين

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصدر رفيع: وفد أمني مصري يصل تل أبيب لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة