اعلان

أربعون يوماً علي غيبوبة قطر.. الإمارة تحتمي بقاعدة تركيا.. وامريكا تتخلي عن "تميم".. واقتصاد قطر في انهيار

كتب : سها صلاح

في صباح الخامس من يونيو، طالعنا أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على الملأ يعلن فضيحة بلاده التي أصيبت بجرثومة الإرهاب، ليتدخل الأهل والجيران لستر عورتها.

40 يومًا مرت على غيبوبة قطر، والوساطات ما زالت تتوافد على البيت الخليجي، حاملين روشتات بريطانية وأمريكية وأخرى فرنسية لا تجد نفعًا مع أساليب المراوغة والاحتيال التي تنتهجها الدوحة أمام المطالب المشروعة للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

دعم الإرهاب

لدى قطر قاعدة عسكرية أمريكية، وأخرى قاعدة عسكرية تركية، وربما في الطريق قاعدة عسكرية ثالثة لإيران أو إسرائيل، ولتنظيم الإخوان المسلمين تواجد قوي في الدوحة، ومثله تنظيم حماس وحزب الله والحوثي وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى، وعندها أيضاً قناة الجزيرة ببرامجها وأخبارها المحرضة على الإرهاب.

مقاطعة الدول العربية

إذا ظلت الدول العربية تقاطع قطر، ولا تتعاون معها، كما هو حالها الآن، فهل فكر شيوخ قطر بما سيكون عليه حال البلاد في المستقبل مع استمرار إقفال الحدود، وقطع العلاقات، وإيقاف أي تعاون بينها وبين الدول الأربع، وما الذي سيفعلونه، أو يتصرفون على أساسه، فيما لو استمرت المقاطعة أشهراً أخرى، أو سنوات قادمة، وكلها مدداً متوقعة، وحسم أمرها بيد القطريين لا غيرهم.

هبوط النشاط الأقتصادي لقطر

لقد لاحظنا تأثير المقاطعة، وإقفال الأجواء والحدود على حركة النشاط الاقتصادي في قطر، وظهور أصوات قطرية تتحدث عن أزمات في البلاد، حيث هناك شبه شلل في حركة المطار، والأسواق، وأصبح كل شيء متوقفاً، بعد أن كانت البلاد تعج بالحركة والنشاط، وتبدو حينها وكأن ما يجري فيها أكبر من حجم الدولة وسكانها محدودي العدد، فإذا بها بين ليلة وأخرى تتوقف فيها الحياة، وتصاب بالانكماش والهدوء وعدم الحركة في كل شيء، فالتجارة وحركة البيع والشراء وسوق المال في أسوأ وضع تمر به قطر، ومطارها بلا نشاط أو حركة طيران من وإلى الدوحة، كل ذلك بسبب السياسة الغريبة التي تنتهجها قطر، وإصرارها على الاستمرار فيها، دون أن تعترف بما تقترفه من جرائم بحق جيرانها، أو أن تبدي استعدادها لمعالجة ما هو موضع إدانة لها في هذا الشأن.

قطر تعادي دول الخليج

أعلنت قطر، أمس عزمها مقاضاة دول الحصار أمام المحاكم الدولية وطلب تعويضات عن الخسائر التي خلفتها إجراءات تلك الدول، في حين جددت السعودية التأكيد على أن إجراءات الدول الأربع المقاطعة للدوحة مستمرة إلى أن تلتزم السلطات القطرية بتنفيذ مطالبها كاملة.

وقال وزير الاقتصاد والتجارة القطري الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، إن بلاده ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة وتلجأ إلى المنظمات والمحاكم الدولية والإقليمية لمقاضاة دول الحصار.

كما أشار البيان إلى أن الشركات القطرية، والأجنبية العاملة في البلاد، ستقوم بـ"مقاضاة دول الحصار والمطالبة بتعويضها عن الخسائر التي تكبدتها".

موقف الدول العربية

مساعي قطر لتدويل الأزمة كلها باءت بالفشل بسبب قناعة أغلبية الدول بمدى تورط قطر في دعم وتمويل الإرهاب، وأوضحوا أنه لا يمكن للدول الأربع أن تبقى جامدة أمام التهديدات والتطورات السريعة والمتلاحقة التي تشهدها منطقة الخليج بسبب عبث السياسية القطرية وتهورها.

1-السعودية

وقال الباحث والمحلل السياسي السعودي د. حسين بن فهد الأهدل في تصريحات لصحيفة المجد السعودية إن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب ستظل متمسكة بمواقفها إلى أن تراجع قطر سلوكها العدواني تجاه جيرانها، خصوصاً أنها تدخلت في عمق الشؤون الخاصة للبحرين، وحاولت تأجيج الفتن والتظاهرات وإرباك الأمن فيها، كما حاولت عشرات المرات التدخل في الشأن السعودي ونشر الفوضى في السعودية واستضافت في "جزيرتها" رؤوس الفتن من المنسوبين للسعودية في الخارج أمثال سعد الفقيه والمسعري وغيرهما.

وقال الأهدل إن كل محاولات قطر لاختراق مواقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب فشلت وإن محاولات الالتفاف على المطالب العربية لها بالتوقيع مع واشنطن، ومحاولة استمالة بعض الدول الغربية كلها فشلت بدليل عودة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون خالي الوفاض من جولته الخليجية.

أما أستاذ العلاقات الدولية في بجامعة الملك سعود، د.أسامة بن عبد العزيز مطرفي، فقال إن ثبات الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب في مواقفها ضد سلوك الدوحة سببه عدم ثقتها في النظام القطري الذي سبق أن تعهد خطياً بقبول تنفيذ المطالب من دون أي ينفذ أي من تعهداته.

وأضاف أن قطر وكعادتها تتعامل مع الموقف بالمكر والاحتيال ومحاولات الالتفاف على المطالب.

وأشار مطرفي إلى أن مواقف بعض الدول العربية الهشة تجاه السلوك القطري المشين ضد جيرانها، لن يسعف قطر، لأن السعودية وعدت على لسان وزير خارجيتها بكشف المزيد من الأدلة التي تدين قطر وتثبت تورطها في الإرهاب.

2-البحرين

وفي البحرين أكد المحلل السياسي للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون حمد العامر لصحيفة الرياض السعودية أنه لا يمكن لقطر أن تغير الحقائق أو أن تزيفها، ولا يمكن لمجلس التعاون أن يبقى جامداً أمام التهديدات والتطورات السريعة والمتلاحقة التي تشهدها منطقة الخليج بسبب عبث السياسية القطرية وتهورها.

وأضاف أن "تغريد قطر خارج السرب الخليجي، وإصرارها على تمويل عمليات التغيير في الوطن العربي، والمخطط لها أميركياً وبريطانياً منذ أمد طويل، يضع بقاء واستمرار منظومة مجلس التعاون الخليجي، وحفظ استقرارها واستقلال دولها، في ظل التآمر من قطر والحلفاء التاريخيين، أمراً غاية في الأهمية، خصوصاً أن عملية التغيير ليست سهلة، وغير مستحيلة".

بدوره، قال المحلل السياسي أحمد جمعة إن تكتيك قطر القائم على المراوغة والأكاذيب، مستوحى من خلال جماعة الإخوان المسلمين، وعليه فنحن لا نستغرب اليوم، حين نرى أن دول المقاطعة ومن خلال مواقفها الشجاعة والحاسمة، قد وضعت حداً قاطعاً أمام قطر بشأن كل ما تفعله أو تحاول أن تفعله، ومع إدراكها التام لأسلوب قطر في التملص ونكث العهود.

وأضاف جمعة أن "مواقف الدول الأربع تؤكد أنه لا رجوع للخلف تجاه قطر، يقابله محاولات قطرية مفضوحة لتزييف الحقائق، وإطلاق السباب والإهانات تجاه جيرانها".

واعتبر أن "أمام قطر خيارين، لا ثالث لهما، إما الرجوع للبيت الخليجي، وإما مواصلة التعنت والمكابرة واختيار العدو الإيراني حلاً لها، وهي خطوة ستشكل بداية النهاية لقطر".

3-مصر

ويصف مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي، في تصريحات لصحيفة البيان الإماراتية، الموقف الأميركي إزاء قطر بكونه "موقفاً متردداً وغير واضح"، قائلًا: "الموقف الأميركي متردد وأخشى أن يكون فيه نفاق".

ويشير إلى تردد الموقف الأميركي وتناقضه بالإشارة إلى التصريحات السابقة ضد قطر في الوقت الذي راحت فيه واشنطن تعقد اتفاقية مع الدوحة، التي ترفض عقد مثل تلك الاتفاقية مع الدول المقاطعة لها، فضلًا عن احتفاظ واشنطن بقاعدتها العسكرية في قطر.

وفي المقابل فإن موقف دول المقاطعة لا يزال ثابتاً، ويتم التأكيد دائماً على أننا "مصممون على مطالبنا" وخص بالذكر مطلبي وقف الحملات الإعلامية التحريضية وكذا وقف إيواء عناصر إجرامية خارجة عن القانون، واصفاً القطريين في الوقت ذاته بعدم وجود خبرة في السياسة الدولية يمكنهم من خلالها الرد على مطالب دول المقاطعة أو أن يتم التلاقي بين الطرفين.

4- الأردن

وزير الإعلام الأردني الأسبق، د. سمير مطاوع يؤكد أن لجوء الدوحة إلى دول العالم هو طريقة للاستنجاد لعل هذه الدول تؤثر في الأزمة الحالية، وأن الإدارة الأميركية منذ تسلم ترامب لم تعد مفهومة والوصول فيها إلى الحقيقة أمر صعب، ويضيف أن "المهم أن تدرك قطر أن الخطوة الأهم من الاستنجاد بالدول هي تغيير السياسات التي تنتهجها، وعليها أن تأخذ بعين الاعتبار أنها عضو في مجلس التعاون الخليجي، والأحرى أن تبقى الأزمة داخل المجلس ويتم حلها داخل البيت الخليجي".

من جهته، يعتقد الخبير الاستراتيجي، د. عامر السبايلة أن الموقف الأميركي تجاه الأزمة ينطلق من أساس مكافحة الإرهاب، "فالموقف واضح إلا أن الإجراءات غير ذلك، فمحاولة إنجاز اتفاقية مع الدوحة ماهو إلا ضمانات تقدمها أميركا للدول الأربع في كون الدوحة ستكافح الإرهاب"، مشيراً إلى أن "هذه الاتفاقية جاءت على خلفية الأزمة، ومنحت الولايات المتحدة دور المراقب على السياسة القطرية، وأن الدوحة تحاول تدويل الأزمة لتخفيف المطالب".

ويرى المحلل السياسي حازم الخالدي أن مواقف الدول الأربع لن تتغير ما لم تستجب قطر لمجموعة المطالب التي قدمت لها، والتي على رأسها مكافحة الإرهاب وعدم تمويله واحتضانه، وحتى إن كان هنالك تناقضات دولية في التعامل مع هذه الأزمة، فالدول ثابتة في موقفها وهي الأهم في هذه المعادلة.

5- تونس

ويرى مراقبون تونسيون أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المدعوم قطرياً، أعلنت بصوت واحد أن أية وساطة لا تنبني على مبدأ تنفيذ مطالبها، هي وساطة فاشلة، وقد أدرك وزراء الخارجية، الأميركي والألماني والفرنسي والتركي ذلك، حيث إن الخلاف عميق، وهو مرتبط بمصير دول وشعوب المنطقة التي تواجه تهديدات جدية من عراب الإرهاب القطري وحلفائه في المنطقة.

وأكد المحلل السياسي منذر ثابت أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أبدت حزما واضحا في تصديها لمحاولات الاختراق القطري المباشرة وغير المباشرة، وأثبتت قدرة فائقة على الاستمرار في موقفها المبني بالأساس على ثوابتها السياسية وخاصة في ما يتعلق بالحرب على الإرهاب والعمل على تجفيف منابعه.

وقال ثابت لصحيفة أكسبريس نيوز الأمريكية إن الجميع يدرك أن تنظيم الحمدين الذي يمتلك احتياطاً نقدياً يصل إلى 300 مليار دولار، كان صرف مليارات الدولار لشراء الذمم والضمائر عبر العالم بما في ذلك دول الغرب، واستطاع أن يشكل لوبيات داخل النخب السياسية والإعلامية والاقتصادية والحقوقية ليجيرها لخدمة مشروع الإسلام السياسي في المنطقة، الأمر الذي يفسر التناقض في المواقف وخاصة في الولايات المتحدة، حيث يسعى المستفيدون من المال القطري إلى تزييف الوقائع وتزوير الحقائق وفبركة المعطيات للتأثير على القرار السياسي بما يخدم مصالحهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
«عليها أسئلة الامتحانات».. سرقة أجهزة الكمبيوتر بمدرسة بالفيوم قبل ساعات من الامتحانات