اعلان

علي السمان.. رحيل مٌهندس حوار الأديان (بروفايل)

أحد الشخصيات المصرية التي أثرت الحياة العامة على مدار عشرات السنين الماضية، قدم للوطن الكثير خلال مسيرته العلمية والعملية، تغلب على ظروفه وقهر الواقع فبات جزءً لا يتجزأ من تاريخ هذه الأمة، ومن ثم فإن رحيل الدكتور "علي السمان" ليس نهاية لدوره الوطني الذي استطاع أن يحفره في وجدان المصريين وفي تاريخ هذه الأمة، فهو مصري الجنسية من مواليد 1929، متزوج وله ابن واحد ويتحدث ثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية.

حصل "السمان" على ليسانس حقوق من جامعة الإسكندرية سنة 1953، ودبلومة في القانون الدولي العام والعلوم السياسية من جامعة جرونوبل بفرنسا سنة 1956، ودكتوراه الدولة في القانون والعلوم السياسية من جامعة باريس، فرنسا 1966.

عمل العديد من الدراسات والأبحاث وألف كتابًا، وساهم في تأليف آخر وقد ترجم إلى لغات عديدة، كما شارك في عدد كبير من اللقاءات التلفزيونية والصحفية حول العديد من الموضوعات، وحصل تكريمات وأوسمة دولية، منها، وسام شرف "ضابط النظام الوطني الفرنسي" 2012، وميدالية تقديرية من رئيس أساقفة كانتربري لجهوده المثمرة في خدمة الحوار بين الأديان 2004، وشهادة تقدير من مؤسسة People to People International عن إسهاماته القيمة في دفع ودعم الصداقات الدولية وما ينتج عن ذلك من سلام عالمي 2003، كما اختير لعضوية الهيئة الدولية لقيادات الإنجاز بإنجلترا 1991.

شغل "السمان" عدة مناصب قبل وفاته منها، رئيس الإتحاد الدولي لحوار الثقافات والأديان وتعليم السلام (أديك) أوروبا ومصر، وسكرتير عام الجمعية المصرية الأوروبية للإعلام الاقتصادي ومقرها الرئيسي سويسرا، كما شغل مناصب سابقة منها، رئيس لجنة الحوار والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية 1996 -2011، ورئيس مجلس إدارة نوكيا سيمنز للشبكات مصر 2006 - 2011، ومستشار الإمام الأكبر الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر لشئون الحوار 2000 - 2006، ونائب رئيس اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية 1997 - 2006، ورئيس وكالة أنباء الشرق الاوسط (أ ش أ) 1967 - 1984، ورئيس منطقة غرب أوروبا لاتحاد الاذاعة والتليفزيون 1967 - 1982، ومدير مكتب رئيس الوزراء لمشروعات البنية الأساسية 1979 - 1981، ومستشار الرئيس السادات للإعلام الخارجي 1972 - 1974، والمسئول عن الإعلام الخارجي برئاسة الجمهورية في الفترة 1972 – 1974.

عمل "السمان" بالعديد من الصحف الفرنسية بينهم صحيفة Le Monde Diplomatique الفرنسية من 1962 - 1966، وصحيفة La Tribune des Nations 1958 - 1965، وصحيفة La Vie Africaine الفرنسية 1958 - 1965.

إسهامات الدكتور علي السمان، عديدة وشغل عضوية العديد من المؤسسات واللجان وكان لها نشاطَا ودورًا ملحوظًا، من بينها عضوية لجنة المائة، والمنتدى الاقتصادي العالمي- دافوس، وجمعية رجال الأعمال المصريين، والمجلس المصري للشئون الخارجية، والمجلس المصري الأوروبي، ورئيس مصر في منتدى شئون الفرانكوفونية بفرنسا، وعضو مجلس الأمناء والمستشار الإعلامي للإتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، وعضو مجلس إدارة مستشفى النور للعيون.

فكريًا، تعاطف مع جماعة الإخوان المسلمين وهو طالبًا في الإعداية، وسرعان ما انشق عنهم في الثانوية، حينما قرأ عن اغتيال المستشار الخازندار، فأغلق صفحة الجماعة نهائيًا. وتوقع سقوط الجماعة حينما صعدت للسلطة: "التركيبة أثبتت أن ممارسة العلم بالشيء غير قائمة وكيفية التعامل غير قائمة، ماذا يتبقى: لا بتفكر ولا تعمل لابد حتمًا أن تفشل"، رافضًا إدماجها في المشهد السياسي دون اعتذارها للشعب المصري، وابتعادها عن العنف.

أيّد ما أسماها "انتفاضة الشباب" في 25 يناير، واعتبر أن "30 يونيو" شهدت أعلى دور للأداء الشعبي، موضحًا أن المصريين لن ينسوا عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، الذي لبى النداء. ورآه أيضًا قارئا جيدا للتاريخ، لأن القراءة هي جزء من مدرسة المعلومات.

جزء كبير من دراساته ومقالاته، دارت حول الطائفية، فهو شاهد على أحداث عنف بين الأقباط والمسلمين في مختلف الأزمنة، أرجعها إلى الجهل المنتشر في المجتمع المصري، بجانب البلطجة، رافضًا إدارتها بالأسلوب الأمني، لأنها تُزيدها تفاقمًا، ويجب إدارتها بأجهزة مدنية.

يرى الرجل الذي ترجم عشرات الأبحاث، أن العلمانية الأنسب لإصلاح المجتمعات العربية، ووسيلة الحوار بين الأديان، موضحًا أن العرب فهموها بشكل خاطئ، حيث حدث لبسًا وتداخلت الكلمة مع الإلحاد.

عاطفيًا، أحب "السمان" مندوبة بين الأزياء العالمي "كريستيان ديور"، برجيت لويفير، كان يؤمن بأنه سيظل رومانسيًا حتى آخر يومٍ في حياته: "مازلت رومانسيًا ولم أصادف في حياتى ما يجعلنى أهجرها".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً