اعلان

مقالات اليوم.. مر 44 أكتوبر ومازال الكثير من أسرار الحرب لم يُعلن.. والحلم الكردي بدولة مستقلة في العراق سيجهض سريعا

تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة، اليوم الخميس، عددا من الموضوعات المحلية جاء في مقدمتها احتفالات مصر بالذكرى الـ 44 لانتصارات أكتوبر 1973، إضافة إلى الاستفتاء الذي أجري مؤخرا حول استقلال إقليم كردستان العراق.

ففي صحيفة "الأخبار" وفي مقاله بعمود " بدون تردد " تحت عنوان "نسائم ملحمة أكتوبر"، قال الكاتب محمد بركات، "نحن على أعتاب ذكرى ملحمة أكتوبر الخالدة في وجدان كل المصريين، لا تفصلنا عنها سوى سويعات قليلة، نستشعر فيها نسائم النصر التي مازال عبقها يطوف بأرجاء مصر كلها، حاملا معه قصص البطولة والتضحية والاصرار على تحرير الأرض واسترداد الكرامة.

ومن حق جيش مصر وشعبها في هذه الذكرى السعي الدائم لبقاء هذه الملحمة المجيدة حاضرة في أذهان الجميع، حية في نفوس وقلوب كل المصريين، ماثلة في أذهانهم جيلا بعد جيل حتى تترسخ أمجادها ومعانيها في عقول وأذهان الشباب من أبناء الوطن الذين لم يعاصروها.

ومن حقنا جميعا نحن أبناء مصر أن تبقى ذكرى أكتوبر تلوح دائما في الأفق، لتؤكد للمنطقة والعالم قدرة الشعب المصري على العطاء بلا حدود، دفاعا عن أرضه وكرامته ورفضا للعدوان على وطنه أو المساس بسيادته وترابه الوطني واصراره الكامل على تجاوز أي نكسة أو هزيمة تطرأ عليه والسعي بكل إصرار إلى صناعة النصر.

ومن حق الأجيال الشابة التي لم تعاصر هذه الملحمة أن تعلم، أنه بالرغم من مرور أربعة وأربعين عاما على حرب التحرير والنصر، فلا تزال خططها ومعاركها تدرس في أكبر المعاهد العسكرية في العالم، كواحدة من الحروب التي أدخلت العديد من المتغيرات على أساليب القتال واستخدام السلاح، بما يتطلب الوقوف أمامها بالتدقيق والتحليل واستخلاص العبر والنتائج.

ومن حق هذه الأجيال أن تعلم أيضا أنه ولسنوات قادمة سيظل الخبراء والمتخصصون في الفكر العسكري يتوقفون بالدراسة والتحليل أمام مفاجأة الحرب وخطة الخداع والتمويه التي نفذتها مصر بكل جدارة، بحيث حققت الصدمة المطلوبة والمفاجأة الكاملة لقادة إسرائيل لخطة بداية المعركة، وصولا إلى تدمير خط بارليف المنيع وانهيار الدفاعات الإسرائيلية في سيناء ونجاح العبور لقواتنا الباسلة وتحقيق النصر الذي توهم العدو استحالة تحقيقه.

وفي نفس السياق، وبصحيفة " الجمهورية " تناول الكاتب فهمي عنبة، انتصارات أكتوبر في مقاله "كلام بحب" تحت عنوان "ذكريات أكتوبرية"، فقال " لا يعرف قيمة أكتوبر 73 إلا من عاش يونيو 67 والسنوات الست التي تلتها.. مهما تخيلت أو قرأت.. فلن تشعر بإحساس الفخر والعزة والكرامة الذي ذاق طعمه كل من كان يجلس أمام الراديو أو التليفزيون الساعة الثانية ظهرًا، واستمع للبيان العسكري الذي بشر المصريين بالعبور.

امتزج الإحساس بشك خوفًا من تكرار مرارة الهزيمة.. ولم يصدق الناس البيانات المتتالية إلا عندما صاحبتها صور رفع العلم على الجانب الآخر من قناة السويس، ومعها لقطات لاقتحام خط بارليف وتحطيم الجنود لنقاطه الحصينة وذوبان الساتر الترابي وتهاويه كقطع البسكويت بفعل خراطيم المياه، وتأكد النصر عندما عرض الفيلم الذي يظهر تدمير عشرات الدبابات الإسرائيلية واستسلام عساف ياجوري وجنوده واستكمال رؤوس الكباري وزحف العربات المدرعة لتعبر القناة.

لم تشهد الأجيال الجديدة فرحة النصر الحقيقية سوى من خلال الفوز في مباريات الكرة، ولكن قهر الأعداء وعبور المستحيل بعد سنوات من الهزيمة شيء آخر، وفرحة لا توصف وإنما تُعاش، وقد كان جيلنا محظوظًا وهو يشارك في تلك اللحظات التي تلاحم فيها الجميع، كان الشعب هو الجيش، الكل يريد الثأر، لذلك امتزجت دماء المصريين بكل طوائفهم وفئاتهم وأطيافهم على أرض سيناء.

كنا في بدايات الشباب، بالكاد حصلنا على الثانوية العامة ونستعد لدخول الجامعة، قامت الحرب، تطوع الجميع في المقاومة الشعبية والدفاع المدني، وذهبت الفتيات إلى الهلال الأحمر وتوزعن على المستشفيات.

كان كل بيت به مقاتل أو أكثر، فهذا شقيقه عبر القناة مع الأفواج الأولى، والثاني يتفاخر بأن قريبه استشهد في معركة الدبابات، والثالث يتباهي بأن عمه في مركز القيادة الذي لا نعلم أين هو، وإنما سمع من والده إنه في مكان ما تحت الأرض مع الرئيس السادات، والقادة أحمد إسماعيل والشاذلي والجمسي، ومن هناك تدار المعركة.

مر 44 أكتوبر.. ومازال الكثير من أسرار الحرب لم يُعلن.. والأهم أننا لم نعرف سوى القليل عن الأبطال الذين حققوا النصر.. ولا بطولات الذين استشهدوا.. ولا حكايات من عبروا.. ولا تضحيات أهلهم وأسرهم.. ولا عن المدنيين الذين شاركوا مع القوات المسلحة.. كما لم نستطع حتى اليوم إنتاج أعمال درامية على مستوى الحدث الكبير.. رغم وجود قصص وروايات.. وبالتأكيد لدى إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة العديد منها والذي يصلح لأفلام وتمثيليات وقصص تليق بنصر أكتوبر وبما أنجزه المصريون من معجزة في العبور.. ومن ملحمة في تكاتف الشعب.. ليتنا نستعيدها هذه الأيام.

وفي سياق آخر، وبصحيفة " الأهرام" جاء مقال الكاتب مكرم محمد أحمد "نقطة نور" وتحت عنوان "هل تقوم الدولة الكردية"، واستهل الكاتب مقاله قائلا: "كان أحمد أبوالغيط أمين عام الجامعة العربية أول مسئول عربى يحذر مسعود البرزانى رئيس إقليم كردستان العراق، من مغبة الانفصال عن العراق وخطورة سوء التوقيت لهذا الحدث المهم الذى يمكن أن تشمل تداعياته صدامًا عسكريًا بين الحكومة المركزية فى بغداد وإقليم كردستان تشارك فيه تركيا وإيران اللتان يزداد تقاربهما بعد طول عداء، ويتشاركان الآن فى بناء جدار عرضه 3 أمتار بارتفاع أكثر من 6 أمتار كى يكون حائلًا بين الأكراد في كل من إيران وتركيا والدولة الكردية الجديدة".

وأضاف الكاتب " كان أبوالغيط صريحًا عندما أكد للبرزانى أنه رغم التأييد الضخم الذى تعطيه الولايات المتحدة للأكراد ورغم تسليحها لأكراد سوريا بأسلحة متنوعة تشمل الدبابات والمصفحات وصواريخ الدفاع الجوى الذين يشاركون فى الحرب على داعش ويخوضون ببسالة المعركة الأخيرة ضد داعش فى مدينة الرقة السورية التى اختارها أبو بكر البغدادى عاصمة للدولة الاسلامية فإن واشنطن لن توافق على انفصال كردستان العراق فى هذه الظروف ضمانًا لاستمرار تحالف العرب والكرد فى حربهم على داعش التى ترى واشنطن أنها المهمة الأولى بالرعاية، لكن مسعود البرزانى أصر على إجراء الاستفتاء فى موعده بدعوى أن استمرار كردستان جزء من دولة طائفية شيعية دينية يكاد يكون مستحيلًا ولا بديل عن الاستقلال وتقرير المصير".

واستطرد " وبرغم أن مجلس الأمن الدولى رفض الاستفتاء على استقلال كردستان كما رفضه كل أعضاء المجتمع الدولى باستثناء إسرائيل، أصر مسعود البرزانى على الانفصال دون أن يضع فى حسبانه مخاطر توحد الموقف الإيرانى والتركى والعراقى ورفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وغالبية العرب".

وقال الكاتب " برغم أن أكراد العراق حققوا فى كردستان وفى ظل الحكم الفيدرالى الكثير بحيث أصبح حالهم أفضل بكثير من حال العراق ويكاد يصل إلى مستويات الحياة فى جنوب أوروبا ونجحوا فى بسط نفوذهم على كل مصادر الثروة البترولية فى أراضيهم واستقلوا بعقد الصفقات البترولية مع الشركات العاملة فى الميدان دون موافقة الحكومة المركزية، ومدوا نفوذهم خارج الأرض الكردية لتشمل كركوك التى يتقاسمها الكرد والعرب والتركمان وأجزاء من محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين العراقية تفوق مساحة كردستان إلا أنهم تجاهلوا أثر هذا الانفصال على أكراد إيران وتركيا وسوريا الذين يتطلعون إلى دولة كردية موحدة ويشكلون العرقية الرابعة حجمًا بعد العرب والإيرانيين والأتراك فى منطقة الشرق الأوسط ويتطلعون منذ قرن لقيام دولة مستقلة عاصمتها كركوك تغير خريطة المنطقة وتعيد رسمها على حساب دول المنطقة، وهم مقاتلون أشداء لهم تأثيرهم البالغ الخطورة على استقرار الشرق الأوسط وأمنه".

واختتم الكاتب مقاله، قائلا " أغلب الظن أن الحلم الكردى بدولة مستقلة فى كردستان العراق سوف يجهض سريعًا رغم أن جزءًا مؤثرًا من العالم العربى لا يبدى استعدادًا لمقاومة استقلال كردستان، فضلًا عن أن حربًا جديدة فى العراق ربما تكون اختبارًا صعبًا وإن كانت هذه الدول تحبذ الإبقاء على الفيدرالية فترة أطول وحل المشكلات المتزايدة مع الدولة المركزية فى بغداد التى ينبغى أن تُسقط ما تبقى من وجهها الطائفى بحيث تتساوى كل حقوق المواطنة بين الكرد والشيعة والعرب، وبرغم أن أغلب اعتراضات واشنطن على قيام دولة كردية ينصب فقط على سوء توقيت القرار ومخاوف تأثيره السلبى على الحرب ضد داعش فإن الأمريكيين يحبذون دون شك قيام دولة كردية ربما فى ظروف زمنية مغايرة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً