اعلان

قدرات فائقة "للصم وضعاف السمع في مجال تصنيع الروبوتات".. جمعية أصداء لرعاية الصم تتميز في أثقالهم بالمجال

داخل أروقة جامعة النيل ساد السكون لحظة إعلان نتيجة مسابقة الأولمبياد الدولى للروبوت2017، لتعلن لجنة التحكيم عن فوز ثلاث فرق من الطلائع الصم وضعاف السمع بالمراكز الأولى فى تصميم وبرمجة وإبداع الروبوت.

إنهم الصم وكما عودونا دائمًا علي الإبهار والتميز في مسابقات الروبوت داخل مصر وخارجها.

فريق Horse Power بقيادة المدرب الأصم محمد صلاح وفريقه من ضعاف السمع عمرو يحيى وسلمى يحيى وروان على وحصوله على المركز الأول فى مسابقة روبوت كرة القدم، يليه فريق Magic Shark بقيادة المدرب الأصم أيضًا نادر شريف وفريقه من الصم المبدعين يوسف نصحى وصابرين سعد وسلسبيل محمد الحاصل على المركز الثانى فى مسابقة روبوت كرة القدم.

ثم الفريق الثالث وهو فريقEagle Wings بمدربه المبدع نادر شريف وفريقه المتميز يوسف على وحسام محمد ومحمد صفوت الحاصل على المركز الثانى للفئة العمرية Regular Category – Junior High.

أما فريق Falcon Eye بمدربهم الأصم أحمد محمد عبد السلام وفريقه من الصم أيضا فاطمة بلال ورضوى محمد وروان سمير وهو يتسابقون وفق الفئة العمرية Regular Category – Junior High فقد حصلوا على كأس فارس الروبوت وهى جائزة بإسم الأصم وليد محمد عبد السلام فارس الروبوت والذى كان له المبادرة الأولى للاشتراك فى مسابقات الروبوت بمصر وعربيًا ودوليًا بأمريكا، وحصد فريقه المراكز الأولى بمصر والمركز الأول لأحسن مشروع للروبوت وكأس أحسن تدريب وإشراف بالمسابقة الدولية للروبوت بأمريكا عام 2010 حيث وافته المنيه فى 2014 ليقدم منظمي مسابقة الأولمبياد الدولي للروبوت درعًا سنويا وشهادة فارس الروبوت باسمه تقدمها لجنة التحكيم لاحدى فرق الصم المتميزة تكريمًا لإسمه وتشجيعًا لأقرانه الصم.

ليدوى تصفيق حاد واعجاب وتقدير لجان التحكيم وجهة التنظيم ممثلة فى مركز Ideas Gym بل وكافة المشاركين وأولياء أمورهم الحضور، إنه إبداع عقول مبتكرة يافعة وأنامل صادقة تعبر بحركاتها عن لغة خاصة بين الصم دمجوا فيها مصطلحات الروبوت فى تصميمه بل ودمجوا لغة برمجة الروبوت داخل لغتهم الإشارية يتبادلون بها حوارهم فى صمت ويتناقلون خلالها بعقولهم الفذة استراتيجيات تصميم وبرمجة الروبوت إنه حقًا عالم من الابداع.

أما تصفيات مسابقة الروبوت بالإسكندرية والتي سبقت عقد الأولمبياد الدولي للروبوت بالقاهرة والخاصة بالفئة العمرية Regular Category – Junior High فقد عقدت بالجامعة اليابانية للعلوم والتكنولوجيا ببرج العرب بالإسكندرية وقد حقق فيها فريق Eagle Wings المركز الأول بينما حقق فريق Falcon Eye المركز الثالث وسط تجمع من الفرق من السامعين. وقد تم تكريم الفرق وتم توزيع الكؤوس عليهم من قبل البروفيسور مساكي سوزوكي رئيس الجامعة اليابانية الذي عبر عن إعجابه الشديد بأداء فرق الصم بالمسابقة بالدرجة التي يستحقون فيها دعمهم بالبرامج الاكاديمية والجامعية، فهم بأداءهم المبدع يستحقون دعم كافة المؤسسات التعليمية لهم.

ومن خلال الروبوت تزرع كل القيم، التعاون، الرأفة، الاندماج، المحبة، مساعدة الآخرين، فالروبوت ومسابقاته ليس مجرد لعبة، لكنه حياة يحياها الصم بكافة جوانبها وأبعادها، يحياها الصم ويتفاعلون مع بعضهم، فيتألقون وتنمو خلالها حياتهم الإبداعية فى البحث والعلم.

إن الروبوت بالنسبة للصم هو حياة بكل بساطتها وعمقها.. ففى مسابقات الروبوت يختار الصم الأسماء التى يطلقونها على فرقهم.. والفتيات يخترن أزياءهم من الإيشاربات التى يرتدونها يتأنقون بها في هذا المحفل ويظهرن بالمظهر اللائق كالأخرين.. إنهم يتألقون حتى يظهروا بصورة مبهرة وليؤكدوا بأنهم أبدًا ليسوا أقل من أقرانهم السامعين المشاركين.

"يوسف نصحى" وهو وجه مشرق يملأه الأمل والثقة والابداع يعلنها فى صمت: نحن على موعد مع الفوز فى المسابقة الدولية للروبوت بكوستاريكا نثق فى أدائنا وإبداعنا لقد أبهرنا الروبوت ذاته لنبهر به الآخرين، مشاركين وجهات تنظيم ولجان تحكيم.

أما "روان" على بابتسامتها التى تؤكد على أن التفاؤل والأمل هو نمط حياة يعيشونه معًا عبرت بلغة الإشارة على أن هذه هى مشاركتها الأولى فى المسابقات الدولية للروبوت قائلة: سنرفع علم مصر عاليًا ونقدر حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا فى تلك المشاركة الدولية سنؤكد للجميع بأننا قادرون وأننا نستحق أن نجد من كافة مؤسسات الدولة وهيئاتها كل الاحترام كل التقدير بل سنبهر الجميع بإبداعنا سنهدى فوزنا وتميزنا بإذن الله لكل الصم فى مصر والعالم عرفانًا بتواجدنا وآمالنا.إنه تاريخ من البطولات لم يتعد السنوات العشر ولكن حققنا خلاله إنجازات تلو الإنجازات تؤكد على قيمتنا الإنسانية.

وفي نهاية حديث روان علي أكملت حوارها قائلة: لقد شاركت مع فريق من الصم وحصلنا على المركز الأول بمسابقة الليجو للروبوت عام 2015 ولضيق الوقت بين الحصول على الدعم اللازم للمشاركة في تمثيل مصر بالمسابقة الدولية للروبوت بأمريكا وبين إجراءات الحصول على فيزا السفر للولايات المتحدة ضاعت منا هذه الفرصة في المشاركة الدولية للروبوت وها أنا ذا وفريقي نحقق من جديد المركز الأول في الأولمبياد الدولي للروبوت بمصر في مسابقة الروبوت لكرة القدم وأصبحنا من نمثل مصر بالمسابقة الدولية للروبوت.. فهل سنجد من يهتم بنا ويتولى توفير مبلغ الرعاية لدعم مشاركتنا بالمسابقة الدولية بكوستاريكا.. لقد حققنا النجاح بأيدينا فهل يوجد في بلدنا من يهتم بأمرنا.. هل نجد من يرى هذا النجاح الذي بذلناه جهدًا وعلمًا وتدريبًا وصولًا إلى هذا المستوى المتميز والمتفرد من الأداء.. هل سنجد من يدعم رفع علمنا المصري في هذا المحفل التنافسي بكوستاريكا.. إننا نستحق حقًا أن نجد مكاننا وسط المجتمع بجهدنا وعلمنا وبدعم مؤسسات دولتنا مصر لنا.

وسط تلك الإشارات التى تبدعها أنامل الصم وجدنا شابًا يتبادل الحديث بين الصم المشاركين بالمسابقة وبين لجان التحكيم يصل بينهم دمج لغة الكلام مع لغة الإشارة خلال ترجمة فعاليات المسابقة وأحكامها وشروطها للفرق المشاركة.. إنه محمد دياب مدرب الصم المبدع في مجال الروبوت.

تبادلنا معه أطراف الحديث وعيناه لا تغيب عن متابعة أداء فرقه من الصم بين الحين والآخر يتحدث معنا وعيناه فى الأفق ترى فرقه وأبناءه من الصم وضعاف السمع فى إبداعهم يخترقون فى صمت عالم الروبوت فبدأ حديثه قائلًا "أتعامل مع الصم والسامعين فى مسابقات الروبوت ولا أنكر أن البدايات كانت منذ عام 2010 مع الصم يملأوننى بالأمل ويغمروننى بإبداعهم ويرفعون مستوى الدافعية لدى لتصل إلى أعلى مما بداخلى، يدفعونني دفعًا نحو الإبداع والابتكار عقولهم ليست بصامته، أناملهم ليست بساكنة، عيونهم ليست لترى فقط، إنهم حواس عامرة بالفكر والتميز، إن أناملهم يملؤها صخب من الأفكار والابتكار، إنهم حقًا استثمار فى صمت".

يقول "سامى جميل" مؤسس جمعية أصداء للارتقاء بالصم،: أنا فاقد للسمع فى أذنى اليسرى منذ الولادة وإبنًا لأم صماء وخال أصم وأنا جزءًا من هذا العالم الصامت فى صوته والصاخب المبدع فى أداءه وفخور جدًا بهم، إنها رحلة طويلة محليًا وعربيًا ودوليًا ليست هادفة للروبوت بل هى تأكيد بأننا كمجتمع للصم وضعاف السمع الأقدر على أن نحمل مع السامعين راية الإبداع والأقدر على دفع عجلة التنمية.

وأضاف: لا ننتظر إدماجنا من المجتمع، بل نحن من دمجنا أنفسنا بأيدينا بإبداعنا بقدراتنا لقد بهرنا العالم قبل مصر، إن الصم وضعاف السمع أبناء جمعية أصداء هم حديث مؤسسي منظمات ومؤسسات الروبوت المحلية والعربية والعالمية. إن الصم هم حديث لجان التحكيم وجهات تنظيم مسابقات الروبوت على المستوى الدولى، ألا تفتخر بنا بلادنا في الوقت الذي ينتظر العالم كله إبداعنا في مسابقات الروبوت الدولية.

وتابع: لكن للأسف لا زالت مصرنا الغالية صامتة عن أدائنا، أدائنا نحن الصم الذي دوى صوته فى العالم أجمع ولا نسمع له دويًا فى مصر، ولكننا من ندوى بصمتنا وجودنا في بلدنا الغالي، إنها رسالة ليست منى بل أنها من كيانات الصم المبدعة من تلك البراعم المشرقة توجهها إلى الدولة ورئيسها، إلى كل مؤسساتها، ألسنا أبناء هذا البلد العريق، ألم نرفع علم مصر عاليًا بالفوز عام 2008 باليابان وعام 2009 بالأردن وعام 2010 بأمريكا وعام 2013 بأستراليا وعام 2014 بأندونسيا وغيرها الكثير، ألا نستحق أن تضعنا مصر فى منظومة التنمية لديها، ألا نستحق تكريم رئيس دولتنا لنا!.

واسطرد: إننا بهذا الابداع وهذا الرقى فى الأداء نثق فى أن مؤسسات وهيئات الدولة بدءًا برئيسها عبد الفتاح السيسى سوف تضع أيديها فى أيدينا لنرتقى بتعليمنا، لنرتقى بوجودنا، لقد فتحت جامعات مصرية خاصة وجامعات دولية منح للدراسة لأبناءنا الصم فى مصر وخارجها ألن يحين الوقت لأن نجد مكاننا داخل مجتمعات جامعاتنا المصرية، ليس مجرد مكانًا، بل نحتاج لمنظومة كاملة ترعى إبداعنا نحقق لنا الوجود تكسبنا المعارف والمهارات فى إطار عالم يتعامل معنا من خلال استراتيجية تدريس خاصة بأعضاء هيئة تدريس خاصة يدعمهم مترجمى لغة الإشارة المتخصصين ويدفع بهم تربويين على خبرة ودراية تامة بمواطن الثقة لدينا، بعقولنا، بإبداعات أناملنا، لا بصوتنا ولا بأسماعنا!.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً