اعلان

استقالة الحكومة.. حصاد "طارق شوقي" في التعليم.. جرأته وضعته في "ورطة" مع أطراف المنظومة.. وقرارته الجريئة منحته لقب "الوزير الشجاع"

صورة أرشيفية

استقالة الحكومة.. يدور الحديث حاليًا تزامنًا مع استقالة الحكومة، حول أداء أعضائها خاصة أن قرار رئيس الوزراء شريف إسماعيل بتقديم استقالة الحكومة للرئيس عبد الفتاح السيسي قبل ساعات من الآن فجر جدلًا واسعًا، وعلى الرغم أن قرار استقالة الحكومة لم تتضح بعد تلك الإجراءات التي ستتبعه، إلا أننا سنتناول في السطور التالية أداء الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، حيث أنه على الرغم من توليه مقاليد وزارة التربية والتعليم خلال فترة قصيرة، حيث تولى المنصب الوزاري في ١٤ فبراير ٢٠١٧، إلا أنه استطاع أن يترك بصمة في التعليم ونفوس المعلمين والطلاب وأولياء الأمور.

الأمر تطور حتى وُصف "شوقي" بالوزير الشجاع الذي يقوم بعملية انتحارية ووزير المعرفة والتكنولوجية والوزير الجرىء، خاصة بعد أن أعلن في خطوة جريئة نسف النظام التعليمي القديم وتطبيق نظام تعليمي جديد يؤصل تدريس اللغة العربية بجانب اللغات في مرحلتي رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي بجميع المدارس بداية من سبتمبر المقبل.

- تطبيق النظام الجديد في ٢٠١٩ /٢٠٢٠

وأكد "شوقي" أن نظام التعليم سيطبق على المدارس الحكومية واليابانية فقط بداية العام المقبل، ومنح المدارس الرسمية للغات مهلة عامًا واحدًا ليطبق عليها النظام الجديد في ٢٠١٩ /٢٠٢٠ وهو الأمر الذي استقبله أولياء الأمور بالاعتراض، حيث نظم عدد منهم وقفات احتجاجية أمام وزارة التعليم اعتراضًا على القرار بتعريب المدارس الرسمية للغات.

- تراجع طارق شوقي

وبعد جدل واسع من الرأى العام حول رفض تعريب المدارس التجريبية للغات، تراجع وزير التعليم عما صرح به، وأكد أنه سيتم تطبيق النظام الجديد للتعليم بداية سبتمبر المقبل على أن يُدرس وفقًا للغة كل مدرسة.

وبسبب تطبيق النظام الجديد للتعليم، اتهم "شوقي" خاصة بعد نجاحه في الحصول على قرض البنك الدولي، بتنفيذ شروطه لخصخصة التعليم واقتصاره على الطلاب الأغنياء فقط دون الفقراء.

- تطبيق نظام الثانوية التراكمية

ولم تتوقف أيضًا جرأة "شوقي" على إصراره على تطبيق النظام الجديد للتعليم، إلا أنه تطرق لنسف منظومة الثانوية العامة القائمة على الحفظ والتلقين، حيث قرر الوزير تطبيق نظام الثانوية التراكمية على طلاب الصف الأول الثانوي بداية سبتمبر المقبل، ذلك النظام الذي يعتمد على تطبيق التكنولوجيا في المدارس من خلال توزيع أجهزة التابلت على الطلاب للدراسة وربطها ببنك المعرفة مع تغيير نظام الامتحانات والتقويم، بحيث تكون شهادة الثانوية تراكمية بشكل منتهي وإلغاء نظام الامتحان القومي للطلاب.

استقالة الحكومة

وعلى غير المعتاد أراد "شوقي"، أن يغير مفهوم مرحلة الثانوية العامة عند الطلاب وأولياء الأمور بتصريحاته الصحفية الدائمة، بأن مجموع الثانوية العامة ليس مرتبط بمصير الطالب، بالإضافة إلى تصميمه دائمًا على أن المجتمع يقلل كلامه عن الثانوية العامة ويفتح مجالًا للحديث عن "متعة التعليم" وكيفية التطوير خلال الفترات الزمنية القادمة.

واتسم "شوقي" بالجرأة في أفعاله وتصريحاته، حيث أكد أن الوزارة ستسعي لتطبيق نظام تعليمي جديد كما ترى، وفقًا لأراء الخبراء المتخصصين، وأن تطبقه ليس وفقا لما يطلبه المستمعون "أولياء الأمور"، مؤكدًا أن ما فعله في الوزارة خلال ٣ أشهر لم يفعله أحد خلال ٣٠ عامًا.

وزير التعليم يصف بعض المعلمين بـ"الحرامية"

الجرأة في التصريحات الصحفية وضعت الوزير في ورطة وحرج أمام الرأى العام بصفة عامة، وأمام المعلمين بصفة خاصة، حيث خرج الوزير بتصريح ناري خلال حوار صحفي ضد بعض المعلمين، متهمًا إياهم بأنهم "حرامية" ما تسبب في غضب المعلمين بجميع المحافظات، معتبرين ذلك التصريح بمثابة إهانة علنية أمام الجميع، كما وضعت الوزير أيضًا في وضع مُحرج أمام الرأى العام.

إلغاء المجموع من القاموس

وعلى نفس المنوال، قال "شوقي"، خلال مؤتمر "المعلمين أولا"،: "إن الوزارة ستلغي لغة المجموع من القاموس، فالمهم هو متعة التعلم، و95% من المناهج تعتمد على المعرفة فقط دون المتعة، وسيكون هناك جزء كبير جدًا يعتمد على الأنشطة، بحيث يكون هناك جزء في التعليم يبنى الشخصية، وجزء آخر يبنى الفنون والمهارات والأنشطة"، ما جعل أولياء الأمور يعترضون لأن ذلك يظلم المتفوقين.

- عدم التجديد لكافة العاملين في المناصب القيادية بالوزارة

لم تكن جرأة "شوقي" تتوقف عند حد التصريحات الصحفية، بل تطرقت إلى الأفعال واتخاذ القرارات أيضًا داخل الوزارة، فمنذ أن اعتلى منصبه اتخذ عدة قرارات، أهمها إلغاء بعض المناصب القيادية داخل الوزارة، وعدم التجديد في الوظائف لكافة العاملين في المناصب القيادية بالوزارة، فضلا عن ندب قيادات الوزارة لمناصب أخرى خارج ديوان عام الوزارة وهو الأمر الذي لاقى اعتراضًا من قبل قيادات ديوان عام الوزارة.

إعادة النظر فى طباعة الكتاب المدرسي

وفي قرار جرئ، قال طارق شوقى خلال الفترة الماضية الماضية، إنه سيتم إعادة النظر فى طباعة الكتاب المدرسي، وستبدأ التجربة من العام القادم بتقليل طباعة الكتب للصفين الأول والثاني الثانوى بنسبة 70%، وربط المدارس وتوصيلها ببنك المعرفة.

استقالة الحكومة

وفي فكر جديد داخل وزارة التربية والتعليم، أكد "شوقي"، أنه يسعى إلى ربط التكنولوجيا بالتعليم، حتى قام بربط المناهج التعليمية بـ" بنك المعرفة" لاستفادة أكبر عدد من الطلاب.

التواصل عبر "فيس بوك"

ولم يقتصر ربط التكنولوجيا بالتعليم فقط بل كان الوزير، أول من يطبق التكنولوجيا داخل الوزارة و يتفاعل على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" و"واتس اب"، ويتبادل التعليقات مع أولياء الأمور والطلاب والمعلمين باستمرار، وذلك من خلال الحساب الشخصي له، ويصل الأمر في التعليقات إلى عرض البعض منهم مشاكله حتى يرد وزير التربية والتعليم بوعده بالحل وإحالة الوقائع للتحقيق.

وتعددت مطالب أولياء الأمور والمعلمين منذ أن جلس "شوقي" على كرسي الوزارة خلفا للدكتور الهلالي الشربيني، وكان يستقبل وزير التربية والتعليم تلك المطالب على الـ "واتس آب" الخاص به بصدر رحب، وبالفعل استجاب إلى بعض المطالب.

حل مشاكل المعلمين المغتربين

فيما حرص وزير التعليم، على حل مشاكل المعلمين المغتربين، بالإضافة إلى حل مشكلة المعلمين المساعدين وتعيينهم على درجة معلم، بالتعاون مع الأكاديمية المهنية للمعلمين.

ملفات كثيرة تولاها الدكتور طارق شوقي لتنفيذها خلال الفترة المقبلة بطريقة تدريجية، مما جعلته في دائرة الثقة لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ومن أهم هذه الملفات التي سعى "شوقي" لسرعة تنفيذها، ملف المدارس اليابانية، ففي البداية أخفق في هذا الملف نتيجة فشل مسؤليه في إنجاز العمل وتجهيز وفرش تلك المدارس في الموعد المحدد أول العام الدراسي الماضي، وبعد أن أعلنت وزارة التعليم فتح تلك المدارس اليابانية بداية العام الدراسي 2018/2017، وهو ما سارع معه أولياء الأمور بسحب ملفات أبناءهم من المدارس لتقديمها في المدارس اليابانية، إلا أن الوزارة تراجعت في قرارها لتؤجل الدراسة بتلك المدارس لفتحها في العام الدراسي المقبل.

هذا ما حدا بأن البعض اعتبر عدم فتح تلك المدارس في الوقت المحدد، إخفاقا للوزير ما جعله في ورطة وموقف محرج مع رئيس الجمهورية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً