اعلان

طائفة البهرة.. قصة جماعة شيعية حولت "جامع الليمون" إلى أجمل الآثار الإسلامية في مصر (صور)

طائفة البهرة الشيعية الذين احتلو قلب القاهرة الفاطمية وحولوا جامع "الليمون" إلى مسجد الحاكم بأمر الله، فقد كانت مصر منذ أقدم العصور ملجأ لجميع الطوائف الفكرية والثقافية المختلفة، وفي عصور الأزدهار للدولة الإسلامية انتشرت الأفكار الشيعية بشكل كبير جدًا، وكانت مصر على رأس البلاد التي أحتوتهم وناقشت أفكارهم، وظلت مصر هكذا طوال تاريخها، وكانت من بين الطوائف التي استقبلتهم طائفة البهرة، ويطلق على طائفة البهرة هذا الاسم لأنهم اشتهروا بتجارة التوابل والبهار، ومعنى الكلمة التجار الكثيرون الحل والترحال.

وطائفة البهرة هم جماعة من الشيعة الذين عاشوا فى مصر خلال العصر الفاطمي، حيث كانت تالدولة الفاطمية تقوم على المذهب الشيعي، وكانت دولتهم بمثابة جزيرة يحيطها الشيعة من كل اتجاة، ولذلك عملوا على استقدام الشيعة ليكونو عون لهم وكان من بين هؤلاء طائفة البهرة الذين هاجروا فى أيام الدولة الأخيرة، ثم انتقل طائفة البهرة إلى عدة بلدان، ثم استقروا فى جنوب الهند واختلطوا بالهندوس الذين أسلموا ورحبوا بعيش طائفة البهرة معهم.

نقلهم المعز لدين الله الفاطمي إلى القاهرة، فثتأثروا بالإرث الفاطمي، وتشبثوا بكونهم متشيعين، باركوا مسجد الحاكم بأمر الله، وجعلوه قبلتهم، ومكثوا في مصر تيمنًا بنفحة ضريح الحسين، يلفهم الغموض رغم علانية وجودهم، يخفون طقوسهم الدقيقة ويتجولون في الشوارع مرتدين زيهم الرسمي الذي يعبر عنهم، يحتفلون كما يفعل الشيعة في إيران والعالم، ويستقبلون «سلطانهم» بموكب لم يُر في مثله حفاوة استقبال.

وشاركت طائفة البهرة في الحياة السياسية، ومن ذلك إعلانهم عن تأييدهم للخليفة المستعلي ولذلك عرفت طائفة البهرة وقتها بـ"الإسماعيلية المستعلية"، وأيضًا أيدوا من بعده الخليفة الآمر وابنه الطيب وغيرهم، ولم يقتصر دور طائفة البهرة السياسي على العصور الإسلامية فحسب، بل كان لطائفة البهرة دور كبير في الحياة السياسية في العصور الحديثة، ومن ذلك ما حققته طائفة البهرة من مكاسب في مصر بعهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

اقرأ أيضًا.. تعرف على أعلى رواتب للوزراء حوال العالم.. الإمارات تكتسح

طائفة البهرة ومسجد الحاكم بأمر الله

طائفة البهرة ومسجد الحاكم بأمر الله خكاية طويلة من الكفاح التي قام بها طائفة البهرة للحصول على الآثار الشيعية في مصر، فجاءت طائفة البهرة إلى مصر فى أواخر السبعينيات فى عهد الرئيس السادات، واتجهوا فور وصولهم إلى القاهرة الفاطمية وأقاموا فيها ومن هما بدأوا رحلة الكفاح في البحث عن مراقد وآثار الفاطميين والعمل على تجديدها، وكان من أشهر الآثار الفاطمية التى قامت طائفة البهرة بتجديدها هي مسجد الحاكم بأمر الله المعروف بـ "الجامع الأنور"، الملاصق لبوابة الفتوح، وهو من أضخم مساجد القاهرة، وقد استخدمه صلاح الدين الأيوبي ومن بعده من ملوك الأيوبيين بعد أن تم إغلاق الجامع الأزهر، ولم تقتصر مهمة طائفة البهرة فى مصر على الآثار الفاطمية وحدها، بل امتدت لتشمل تجديد مقام السيدة زينب بالقاهرة ومقصورتها ومقصورة الإمام الحسين.

يذكر أن مسجد الحاكم بأمر الله كان في حالة سيئة جدًا قبل ترميم طائفة البهرة له، فوصلت به حالة التدهور إلى أنه تحول في العصر العثماني إلى سوق وأشتهر بوجود بائعي الليمون فيه ولذلك سمي بـ "جامع الليمون"، ولكن استطاعت طائفة البهرة تجديد المسجد إلى أن وصل إلى شكله الحالي.

وتتزايد أعداد طائفة البهرة في مصر، وكذلك أنشتطهم داخل البلاد وأماكن وجودهم بالقاهرة، ويتملك البهرة في مصر، عمارات، وفيلات، بشكل يلفت النظر إلى ما هية هه الطائفة ومدى نفذها الاقتصادي في مصر، والغرض من ذلك أيضًا ومدى إمكانية تأثير هذا الأمر على نسيج المجتمع المصري الذي يعتنق المذهب السني، بينما البهرة طائفة دينية شيعية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً