اعلان

بعد إقالة "فؤاد".. "بيت الأمة" آيل للسقوط.. موت "الباشا" سراج الدين فتح باب الصراعات.. من "نعمان" إلى "أباظة" حتى المستشار.. "الوفد" لا يعرف الهدوء

بالرغم من تاريخ بيت الأمة على مدار عقود، إلا أنه أصبح آيلًا للسقوط بالتزامن مع احتفالاته المئوية، وأصحبت الصراعات تتفاقم يومًا بعد يوم، بعد أن اشتعلت الشرارة الأولى بعد رحيل فؤاد سراج الدين باشا، فى 9 أغسطس عام 2000، وأصبح الجميع يتصارع للسيطرة على الحزب، ومنذ أن أصبح الدكتور نعمان جمعة، رئيسًا للوفد، وهناك تخبط يشهده الحزب، بسبب رغبة محمود أباظة فى الإطاحة به والمكوث بدلًا منه على كرسى رئاسة الوفد، ونجح أباظه فى إقالة نعمان، ثم ترأس الوفد بالتزكية، لكن هذه الصراعات تسببت فى توقيف صدور "جريدة الوفد"، وبعد مدة عادت من جديد للصدور بينما لم تنتهِ الصراعات.

ولم تتوقف الصراعات عند ذلك الحد، بل ازداد الوضع سوءًا منذ أن أصبح السيد البدوى رئيسًا للوفد، فى عام 2010 حتى عام 2018 أى على مدار دورتين كاملتين، بعد أن استطاع الفوز على كل من: محمود أباظة، فى انتخابات الدورة الأولى بفارق 209 أصوات، والدكتور فؤاد بدراوي، فى انتخابات الدورة الثانية، ومنذ تولى البدوى رئاسة الوفد، فصل المعارضين له، ما اضطرهم لإنشاء تيار إصلاح الوفد، برئاسة الدكتور فؤاد بدراوى؛ للضغط على السيد البدوى بترك رئاسة الحزب، فضلًا عن عودة المفصولين، إلى جانب تعديل اللائحة الداخلية للحزب، لكن البدوى لم يستجب لمطالب التيار، وبعد فترة من الحروب المستمرة بين الطرفين، تم الاتفاق على حل الأزمة من خلال تعيين عددًا من المفصولين بالهيئة العليا للحزب، وفقًا لمبادرة الرئيس السيسي بلم شمل بيت الأمة العريق، لكن عند التنفيذ تم تعيين 5 فقط، مما أثار الفتنة من جديد، وعاود تيار إصلاح الوفد هجماته الشرسة على السيد البدوى.

المستشار بهاء الدين أبو شقة، تولى رئاسة الوفد فى مارس عام 2018، وبعد فوزه أعلن منافسه حسام الخولى استقالته من الحزب وانضمامه لحزب مستقبل وطن؛ اعتراضًا منه على سياسة رئيس الحزب وسيطرته المفرطة على الأعضاء، وتفاقمت الأزمات بحزب الوفد، بشكل مثير للجدل، بعدما تم فصل المهندس والنائب محمد فؤاد من الحزب، بسبب خلاف دار بينه وبين "أبو شقة" حول قانون الأحوال الشخصية، وعندما حاول المهندس والنائب أحمد السجينى من تقريب وجهات النظر، وجد أن رئيس الحزب يسعى للسيطرة والتفرد بالرأى مما أدى إلى تقديم أحمد السجينى إستقالته من الحزب، لينضم إلى الخولى فى حزب مستقبل وطن، هذا الحزب الذى بات يجذب جميع المستقيلين من الأحزاب الأخرى للتربع على عرش الساحة السياسية والحزبية فى مصر.

وتسببت أزمة فصل النائب محمد فؤاد من حزب الوفد، فى توالى استقالات الأعضاء، الذين رفعوا شعار " كلنا محمد فؤاد"، كما تقسم باسم رجب، رئيس لجنة العمل الجماهيري لشباب الوفد،باستقالته بسبب الضغوط التى يواجهها من كبار قيادات الحزب، مما اضطر أبو شقة لتحسين الصورة من خلال ضم بعض الفنانين والمثقفين للحزب، فضلًا عن الإستعانة بالمجلس القومى للمرأة، برئاسة الدكتورة مايا مرسي، ووجه المجلس الشكر إلى حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبو شقة، لتبرؤه من مشروع قانون الأحوال الشخصية، الذى تقدم به النائب محمد فؤاد للبرلمان، وأكد المجلس على تمسكه بنص الدستور فيما يتعلق بالجهات المنوطة بمراجعة القوانين، وإبداء الرأي فيها وذلك قبل عرضها على مجلس النواب، بينما تقدم فؤاد بمذكرة للهيئة البرلمانية والعليا لحزب الوفد حول قرار فصله، مطالبهم بالتدخل لإتمام الصلح بينه وبين رئيس الحزب.

نائب رئيس"الوفد": لا توجد خلافات بالحزب وليس هناك أمل لعودة محمد فؤاد

قال المهندس حسين منصور، نائب رئيس حزب الوفد، إن الحزب لا يوجد به أى خلافات أو استقالات جماعية، مؤكدًا أن الحزب سيظل عريقا وقويا ولن يتأثر بأفراد، مشيرًا إلى أن الدكتور هانى سر الدين، سكرتير عام حزب الوفد، أعرب عن عدم اتفاقه مع رئيس الحزب بشأن فصل النائب محمد فؤاد، لكنه لم يتقدم بغستقالته كما يردد البعض.

وأوضح "منصور"، لـ" أهل مصر"، أن النائب أحمد السجينى، لم يتقدم حتى الآن باستقالة مكتوبة للحزب، لذا فهناك أمل لعودته مرة أخرى للوفد، بينما لا يوجد أى بصيص أمل لعودة النائب محمد فؤاد مرة أخرى للحزب بعد فصله.

نائب"الوفد": " فى حاجة فى الحزب مش مظبوطة"

وفى ذلت السياق، قال اللواء أشرف عزيز إسكندر، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، إنه يدعم بقوة موقف الدكتور هانى سر الدين، سكرتير عام الحزب، تجاه فصل النائب محمد فؤاد، مؤكدًا أن موقفه الرافض للفصل يستحق الإشادة والتقدير، لأن قرار فصل النائب محمد فؤاد أزعج جميع أعضاء الحزب، لاسيما أنه يعد من أفضل النواب.

وأضاف" إسكندر"، لـ" أهل مصر"، أن مثل هذه القرارات تهز كيان بيت الأمة العريق، متابعًا أن جميع أعضاء الوفد متمسكين ببقاء محمد فؤاد والسجينى، خاصة أن السجينى يعد علامة فى تاريخ لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان.

وتابع نائب الوفد: "فى حاجة فى الحزب مش مظبوطة"، غير مرضية للأعضاء، لذا يجب التمسك بقيادات الحزب وفى مقدمتهم؛ هانى سر الدين، لأن لديه شخصية اقتصادية فذة يمكن لها أن تقود مجلس الوزراء أو المالية، مؤكدًا أن الحزب بحاجة إلى وقفة لمواجهة الأخطاء الأخيرة التى يجب مراجعتها، مطالبًا الهيئة العليا بالحزب بالإنعقاد الدائم، لتصحيح المسار.

من النسخة الورقية

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً