اعلان

تفاصيل 6 ساعات "رعب وفزع" عاشها سكان إسرائيل خلال حرب أكتوبر

صورة أرشيفية
كتب :

كان الجو خريفي معتدل، بينما ينعم أغلب الإسرائيليين، بأجواء عيد الغفران الذي وافق يوم السادس من أكتوبر عام 1973، لكن سرعان ما انقلب الهدوء إلى رعب وفزع، عاشه الإسرائيليين منذ ظهر اليوم، عندما نجحت القوات المسلحة المصرية في تدمير خط برليف وضرب أهداف العدو، تلك اللحظات لا زال يتذكرها كل من عاصرها.

في تقرير نشرته "المجموعة 73 مؤرخين" يروي هذه اللحظات بلسان أصحابها.. استيقظ الشاب الأمريكي نورم فرانكل مبكرا في الكيبوتز بوادي جزريل وذهب مباشرة للاستماع بوقته على حمام السباحة بصحبة أصدقائه من المتطوعين الأمريكان، استلقى فرانكل بجانب حمام السباحة مغلقا عيناه وأذنه لا تسمع سوى الهدوء، قبل أن يفاجأ بالطائرات الحربية تعبر فوق رأسه مباشرة معلنة انتهاء وقت الهدوء والاسترخاء.

يروي "فرانكل" حوار أجراه مع موقع "أورشاليم الأسبوعي": لم تكن قاعدة رامات ديفيد الجوية ببعيدة لذا فعندما اندلعت الحرب انطلقت الطائرات سريعا واستهدفت سوريا القاعدة وأطلقت عدة قذائف لتنطلق صافرات الإنذار في المعسكر وأتذكر حين انطلقت أولى تلك الصافرات كنت أتناول غذائي في الكافيتيريا.

ويضيف: مع اندلاع صافرات الإنذار قفز جميع المتطوعين الأمريكان تحت موائدهم في الكافتيريا قبل أن يذهب الجميع إلى المخبأ "اختفى خلال ساعات قليلة كل الرجال الإسرائيليون تحت سن الـ45 من حولنا ورأينا صفوف عديدة من المدرعات الإسرائيلية تسير في اتجاه الشمال كانت الأجواء حزينة جدا وكئيبة".

وفي القدس أيضا كانت طالبة التمريض إيثار سالم بوليتي تقضي أجازتها ككل الإسرائيليين في هذا اليوم صائمة في منزل خالتها في بات يام عندما دوت صافرات الإنظار فجأة، تقول: "سريعا جمعت أغراضي وذهبت إلى المخبأ بالأسفل". كانت بوليتي لاتزال تدرس التمريض في سنتها الأولى بمستشفى حداثة بالقدس عمرها لم يكن يتجاوز الـ19 عاما تتذكر اللحظات الأولى من اندلاع الحرب "كان كل الجيران يستمعون للراديو الترانسيستور في المخبأ".

لم تنتظر صاحبة الـ19 عاما كثيرا قبل أن تتجه مجددا إلى المستشفى آملة في المساعدة والقلق يتملك منها بشدة في تلك الساعات الأولى من لحظات الحرب الصعيبة وهي في طريقها إلى مستشفاها كان الناس من حولها مشدودين الأعصاب لكنهم هادئون كما تصفهم في روايتها الأتوبيسات تتحرك والقدس تبدو عادية "كان شيئا واحد في عقلي أن أصل إلى المستشفى".

مع وصولها إلى المستشفى تم تكليفها بالعمل في قسم جراحة الأعصاب لكنها كونها طالبة في السنة الأولى سريعا ما تم تنحيتها جانبا لكن ذلك الأمر لم يستمر كثيرا ففي اللحظة التي بدأ فيها المصابون في الوصول إلى المستشفى كان على الجميع أن يعمل: "كنا معتادون أن نعمل على الأجنحة بالفعل لكن الآن كنا منهكين كانت الأجنحة كبيرة بها من ستة لثمانية مصابين و كانوا في زيادة مستمرة".

كانت إسرائيل كلها تعيش حالة من حظر التجول كما تروي صاحبة الـ19 عاما آنذاك الكل عليه أن يغلق أنواره في المساء و يتم تطبيق ذلك بشكل حازم و إجباري لكن بوليتي لم تشعر بذلك بشكل كبير حيث قضت كل وقتها في وقت الحرب داخل المستشفى "نسيت الخوف لأنني كنت مشغولة جدا"

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً