اعلان

الست في بلاط صاحبة الجلالة.. عندما كتبت أم كلثوم مقال في حب الشاب جمال عبد الناصر

«الكتابة» لم تكن من هوايات كوكبنا الشرقي، لكنها على غير العادة كتبت مقالًا في حب الزعيم جمال عبد الناصر عبرت فيه عن مدى حبها له، واعتزازها بشخصيته القوية، واستخدمت فيه تعبيرات مثل "معلمي.. أستاذي.. الذي تعلمت منه"، واختصت أم كلثوم مجلة الهلال الثقافية في نشره، وكشف المقال عن المرة الأولى التي جمعت الست أم كلثوم بالزعيم عبد الناصر، وقالت فيه:

«لا أزال أذكر أجمل الذكر.. المرة الأولى التي رأيت فيها جمال عبد الناصر، كان ذلك في عام المأساة الكبرى في تاريخ الأمة العربية، مأساة فلسطين سنة 1948.. حيث هبت مصر للذود عن الأرض السليبة، وذهب الجيش إلى هناك، وكان على أبواب النصر، لولا أن دبرت له الدول الكبرى المؤامرة التي انتهت بخدعة الهدنة الأولى، ثم الثانية فانقلب النصر إلى هزيمة، وحوصر أبناؤنا في الفالوجة حصارًا قاسيًا مريرًا أبدوا خلاله ألوانًا أسطورية من البطولات في الصمود في وجه العدو، كانت مثار إعجاب العالم»

«كنت أتتبع أنباء إخوتي، وأبنائي أبطال الفالوجا يوم بيوم، وساعة بساعة، وقلبي معهم يخفق لهم في كل لحظة، ويضرع إلى الله أن يؤيدهم في صمودهم العظيم، إلى أن يردهم إلينا سالمين، واستجاب الله الدعاء، وعاد أبطال الفالوجا إلى القاهرة، وعلى رأسهم قائدهم البطل - المرحوم السيد طه- ودعوتهم جميعًا، جنودًا وضباطًا، إلى حفل شاي في بيتي، ووجهت الدعوة كذلك إلى وزير الحربية (حيدر باشا) في ذلك الحين الذي اتصل بي معتذرًا عن عدم استطاعته في تلبية الدعوة، وأضاف أنه لا يرى ضرورة لدعوة الجنود والضباط أيضًا»

اقرأ أيضًا... اليوم.. "أم كلثوم تعود من جديد" في ساقية الصاوي

استغربت الست أم كلثوم من منطق حيدر باشا وقالت له : «لقد وجهت إليهم الدعوة، وانتهيت، وسأكون سعيدة بهذا اللقاء، فإذا شرفتنا بالحضور فأهلًا وسهلًا، وإذا لم تستطع فهذا شأنك»

وأضافت الست:

«جاء الأبطال إلى بيتي، واستقبلتهم بدموع المصرية الفخورة بأبناء مصر، وجلست بينهم وأنا أشعر أنهم أسرتي.. صميم أسرتي.. إخوتي وأبنائي. وأذكر يومئذ أنني أقمت لهم في حديقة البيت محطة إذاعة صغيرة، تذيع عليهم ما يطلبون من أغنياتي، وقدم لي «الضبع الأسود» ضباطًا وجنودًا واحدًا واحدًا. وحدثني عن أصحاب هذه البطولات، وكان من بينهم الضابط الشاب جمال عبد الناصر، وشددت على يده، وأنا أصافحه وأتأمل عينه من بريق الوطنية .. وحدة العزم.. وعمق الإيمان، وكان هذا هو أول لقاء لي بالبطل قبل أن يلعب دوره التاريخي في حياة مصر»

المصدر: كتاب أم كلثوم وحكام مصر

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً