اعلان

مغامرة في عالم التُربية.. "أهل مصر" تكشف بيزنس السحر الأسود للقائمين على المقابر (صور)

كتب : سارة صقر

على الرغم من تكرار الدولة لحملات تنظيف المقابر من طلاسم السحر المدفونة بها، والتي فاقت جميع التوقعات القديمة، إلا أن البعض مازال يتجه إلى إتباع هذه الخطوات، من عمل أسحار ودفنها داخل المقابر أو وضعها تحت رأس المتوفي، أو عن طريق ربطها بالأكفان، والذي يكون تحت إشراف المسئولين عن هذه المقابر، التي تمثل بالنسبة لهم سكن دائم، هذه العملية التي تكلف صاحبها مئات الجنيهات.

الحياة وسط المقابر ليست سهلة ولها شروط خاصة، أهمها التخلص من جميع المشاعر الإنسانية التي يشعر بها كل إنسان سوي نفسيًا، والبحث عن تحقيق أكبر مكسب مادي من هذا المكان الذي يشبه الملكية الخاصة للقائمين عليه، هذا المكان الذي نشاهده نحن من الخارج ملئ بالوحشة، يراه أصحابه مقر عمل دائم ومعروف لكل من تسول له نفسه التخطيط لعمل إجرامي، أيًا كان طبيعة هذا العمل، فعالم المقابر يحيطه الغموض، ما بين السرقة والسطو المسلح والخطف والإغتصاب وسرقة الجثث ليلًا، ودفن طلاسم السحر والنزول للمقابر نهارًا، يجني القائمين على حراسة المقابر ملايين الجنيهات.

"أهل مصر" خاضت رحلة البحث عن مقبرة، لدفن مجموعة من الطلاسم المزيفة، والتي من المفترض أنها تخص سحر أسود لبعض الأشخاص، هذه الرحلة التي استمرت شهرًا كاملًا بدأت من مقابر مدينة الوراق، انتحلت فيها محررة "أهل مصر"، شخصية سيدة تزوجت ولم تنجب بعد، وتظن أن إحداهن قامت بالسحر لها، مما دفعها لعمل سحر مضاد لها، يكون أقوى مفعولًا وهو "السحر الأسود".

اقرأ أيضًا.. "أهل مصر" يكشف حقيقة السحر والشعوذة في مقابر أسيوط.. وتربي: عثرنا على أشياء غريبة (فيديو)

في البداية، توجهنا لصاحب إحدى المقابر، وحاولنا الإتفاق معه على النزول للمقبرة، حيث أن تأثير حالة الخوف التي تسيطر عليها تؤهلها للإنجاب، ولكنه رفض رفضًا قاطعًا، متسائلًا عن سبب توجههنا إليه، ولم نتوجه إلى المدافن الخاصة بنا، فبررنا ذلك بأن المدفن الخاص بنا ليس في القاهرة، ومن الصعب السفر حاليًا، حاولنا التحايل عليه، والإتفاق معه على دفن بعض الطلاسم، التي سنأتي بها بعد أسبوع لدفنها داخل المقبرة مقابل 500 جنيه، الأمر الذي رفضه في بداية الحديث، كما رفض إعطائنا رقم هاتفه الشخصي، موضحًا أن أصحاب المدفن، لو علموا بهذا الأمر، سيقومون بتسريحه من هذا المكان، ولكنه قبل بالفكرة في النهاية، بعد أن أكد علينا أن هذه الطلاسم ليست بهدف الأذى لأى شخص، موضحًا أنه هو من يعيش وسط المقابر، ودفن هذه الأشياء تؤثر عليه بالأذى.

يمر أسبوع، لنتجه بعدها إلى صاحب المدفن المذكور، ولكننا لم نجده داخل المدفن، كما تجاهل بعض المتواجدين معرفة مكانه، معللين ذلك أنه ربما يكون سافر لبلده.

ومن مقابر "الوراق" لمقابر "السيدة نفيسة"، تستمر الرحلة للبحث عن مقبرة لدفن مجموعة من طلاسم السحر، وحاولنا البحث وسط المقابر التي تحيط بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، وبالفعل حاولنا الحديث مع أكثر من تربية تعمل بالمدافن وكانت الردود متابينة، ما بين الرفض القاطع وما بين التحريم والتنصل من الأمر ومحاولة منهم لتخويفنا من الأمر كليًا.

"بس هتدفني حاجتك بإيديك".. وسط حالة الرفض التي قابلنا بها مجموعة من التربية، وقفت سيدة بدينة متجهمة بوجه ثابت، وعيون ثاقبة وبهدوء نابع عن ثقتها بقدرتها على حماية نفسها في حالة ما إذا تنصلنا من الاتفاق أو محاولة فضح أمرها لأحد، تطرح السؤال المعتاد عن سبب عزوفنا عن المقابر الخاصة بنا، لتجيب بسرعة عن السؤال قائلة : "عشان ماحدش هيسمح لك بكدة"، لتبدي موافقتها على الأمر كله، غير مكترثة بنوعية الطلاسم أو السحر خاص بمن؟ ولماذا أقدمت على هذا الفعل؟ لتحدد سعر الصفقة 1000 جنيه، بعد أن وضعت شروطها أنها لن تقوم لا هي ولا زوجها بدفن هذه الطلاسم، بل نحن من نقوم بالحفر ودفنها بأنفسنا.

ومن مقابر السيدة نفيسة لمقابر السيدة عائشة، بعد أن التقطنا طرف الخيط من فم هذه التربية، لنحول خط سيرنا من سؤال أحد الترابية عن وسيلة دفن طلاسم لـ"السحر الأسود"، إلى القيام بذلك فعليًا دون اللجوء إلى أحد.

في شارع طويل يحيطه مقابر من اليمين واليسار، ما إن تطأ قدماك الشارع، حتى تشعر بالوحشة والخوف من الشارع الذي تسمع فيه صوت صراخ طفل، وسط اللحود التي تحوم حولها الكلاب الضالة، وصوت الغربان والبوم تحلق فوق رؤوسنا، لنصل لإحدى المقابر وسط حالة الصمت.

تتوقف نبضات القلب خلال 15 دقيقة ثبات، لمحاولة الحفر جانب مقبرة، خوفا من مرور أحد المارة أثناء الحفر، ولكنه لم يحدث بالرغم من وقوفنا 10 دقائق أخرى في هذا المكان نفسه، باحثين عن أحد داخل المكان ولكنه لم يحدث، الأمر الذي أوضح لنا إمكانية قيام أحد الأشخاص بدفن طلاسم للسحر، وسط هذا المكان الموحش، كما يمكنه القيام بأى فعل إجرامي وسط هذا الخلاء.

"أهل مصر" اخذت رأى أحد علماء الأزهر في الذهاب إلى ساحر، والقيام بمثل هذه الأفعال التي تؤذي الآخرين، فيقول الشيخ محمد رمضان أبوزيد، عضو المجلس العربي والدولي لعلماء المسلمين بالقاهرة، أن الساحر كافر ضالٌّ مضلٌّ، كما ذهب بعض العلماء إلى أنّ السحرَ كفرٌ، والذي يذهب الي هؤلاء السحرة أيضًا كافر، بنص الحديث وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ).

وأوضح "رمضان" في حديثه لـ"أهل مصر"، أن الأحاديث لرد المسلم عن الذهاب إلى السحرة والكهّان.

اقرأ أيضًا.. "أهالينا الطيبين".. "الجن" يطارد سكان مقابر علي زين العابدين.. والأهالي يناشدون المسئولين بنقلهم إلى مساكن آدمية (فيديو)

وعلى الجانب النفسي، يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، المتخصص في الأمراض النفسية، كان هناك عالم نفس قديم اسمه راوتر قسم الناس لنوعين، الأول من يرمي الأسباب على الآخرين، والثاني يعطي مبررات للفشل على أسباب خارجة عنه، مثل هذه الشخصية التي تذهب لعمل "سحر أسود" ودفنه داخل المقابر، موضحًا أن هذه الشخصية لا تريد أن تبحث عن السبب الحقيقي، وتلجأ دائما للغيبيات وهذه الأمور لا توجد إلا داخل المجتمعات الشرقية.

وأضاف "فرويز" في حديثه لـ"أهل مصر"، أما الحالة التي تدخل فيها بعضهن من الحديث بأصوات مختلفة ولغات مختلفة، لوهم المحيطين بها، انها تحت تاثير جن سفلي، هي عبارة عن إضطراب هستيري، موضحًا أن الإضطراب الهستيري ينقسم إلى قسمين، إضطراب هستيري تحولي، وإضطراب هستيري إنشقاقي.

والإضطراب الهستيري التحولي، هو ما يدفع الإنسان للحديث بلغات وطريقة مختلفة، وهو السبب وراء حالة التشنجات المفتعلة، مضيفًا أن الأمر يعود لمعتقدات وراثية، فتجد الفتاة تقلد ما قامت به والدتها للتأثير على المحيطين بها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً