اعلان

"محدش يقدر قيمتها غير لو مثل قدامها".. سعاد حسني "وش السعد" على أحمد زكي.. هذه تفاصيل علاقة النمر الأسود والسندريلا

العلاقة بينهما لم تكن عادية، هي وهو، سعاد وأحمد، الأخير يحمل الفضل للسندريلا بعد محطته الانطلاقية التي بدأت في «شفيقة ومتولى» لتبدأ سيمفونية العزف والإبداع، التي لها محطات أبرزها الراعي والنساء، والأولى تعترف بموهبة الفتى الأسمر، لا شك أن الاثنين عاشا مبدعين وماتا وقد خلفا تراث حضارة وحسرة في قلبو المحبين.

السيناريست والكاتب الصحفي بلال فضل، يكشف في مدونته «الكشكول» عن حوارات أجراها مع فنانين ليتحدثوا عن سعاد حسني وكانت البداية مع أحمد زكي الذي تحدث وأفاض وشرح وأوضح، ولم يخف أثناء الحديث دمعة.

وفي البداية يقول أحمد زكي: «محدش ممكن يعرف قيمة سعاد إلا لو مثِّل قدّامها، التمثيل عمل جماعي، ومهما كانت براعة الممثل الفرد، مصير شغله يتوقف على الممثلين اللي بيشتغل معاهم، في ناس كنت بامثل قدامهم، تبص تلاقي نفسك ساعات للأسف بتمثل لهم وبتحس بالنيابة عنهم عشان تعرف تأدي شغلك على أكمل وجه، لكن سعاد حسني كائن مليان مشاعر وعندها قدرة مدهشة على تشكيل وتجسيد الأدوار، كنت أبص في عينيها ألاقي دايما الشخصية اللي بتمثلها مش سعاد، دايما تلاقيها في حالة معايشة، فتفجر عندك ينابيع ما تخطرش على بالك، وكنت باستمتع وأنا بامثل قدامها وأطلع من المشهد في حالة من الطيران والتحليق»

ويضيف الفتى الأسمر: «الجميل في سعاد إنها بتساعد الممثل اللي قدامها، في نفس الوقت اللي هي بتعايش شخصيتها بكل خلجاتها، ممكن أقعد للصبح أكلمك عن كل مشهد عملته قدامها، لكن يمكن أول حاجة تخطر على بالي، الشغل اللي عملته في (الراعي والنساء)، شوف جمالها وهي بتقدم شخصية المرأة اللي عندها كبرياء وأحبت راجل خايفة إنه يهجرها ومش عايزة تبين له ضعفها، شوف كل هذا الخليط الممزوج من العشق والكبرياء والضعف»

ويكمل: «إيه رأيك لما ممثل لوحده في مشهد يقدم لك قصة قصيرة متكاملة، هاقولك إزاي؟ شوف سعاد في غنوة (بانوا بانوا) في فيلم (شفيقة ومتولي)، شوف هذا الوجه وهو بيوريك قصة امرأة في عالم ممزق ومتفسخ، وهي بتسخر منه وتعريه، كل ده من خلال نظرات عينيها اللي تقعد مندهش وانت بتتأملها، وتشوف إزاي الصوت بيطاوع الإحساس بشكل مدهش، سعاد من جيل العمالقة، كان لازم نحتفل بيها حتى لو قالت كفاية، التاريخ اللي سايباه سعاد وبنشوفه كل يوم، تاريخ اتحفر في الوجدان، في مواجهة الظلم اللي بتشوفه، سلواها إنها عملت تاريخ كبير الأجيال بتكتشفه كل يوم»

وأكمل: «أنا مش عارف ليه البعض مصمم على تقييم الأفلام من زاوية شباك التذاكر بس، ومش قادرين يتخيلوا مدى تأثير ده على الفنان، اللي المفروض الصحافة تكون في ضهره وتسانده لما يعمل فيلم فني مختلف، وللأسف في ناس كتير في الصحافة تعاملوا مع ضعف إيرادات الدرجة التالتة، كإنه حدث قومي، وكنت باقول لسعاد انتي يا ما عملتي أفلام كسبت ويا ما منتجين كسبوا من وراكي، ويا ما دعمتي جيل كبير من شباب الفنانين، وده اللي عملتيه في الفيلم ده.

للأسف كنت منتظر من الصحافة إن ييجي حد لأدائي كممثل، ويحلل دور سرور اللي أنا عملته، ده دور مجهد جداً، واحد عايش على نيّاته في المدينة، مش في الريف حتى، إزاي تعيش على نياتك في مدينة صاخبة زي القاهرة وما تتدهسش، ده صعب جداً في فن التجسيد، وده فيلم من أخطر الأعمال اللي فيها تكنيك مخرج لشريف عرفة، اللي لأجل الحظ ما انكسرش بعد الهجوم اللي حصل له في الفيلم ده، وفيه حرفية سينمائية عالية من ماهر عواد، يعني يمكن تقول إن ده الفيلم الرمزي الوحيد بالكامل في تاريخ السينما المصرية، ده فيلم يا اخواننا مش عن الكورة، ده فيلم بيناقش علاقة الحكومة بالشعب، إزاي لما الشعب يقرر إنه يغضب على الحكومة اللي قاعدة في المقصورة، تيجي الحكومة تجيب واحد من الشعب اللي غضبان ده، عشان تبرمجه لمصلحتها، وتمتص غضب الناس.

وعن علاقة صلاح جاهين بسعاد حسني يقول أحد زكي «من دواعي سروري وفخري إني كنت شاهد على هذه العلاقة، وكنت دايماً لما أشوف ردود الأفعال اللي بتهاجم هذه العلاقة الجميلة الراقية، أقول لنفسي إيه المصيبة الخايبة المنيلة على دماغنا، لما كل فنان يسترشد برأي راجل محترم، كاتب أو أديب، تلاقي في غضب وتسمع تحذير، اللي يقولك بلاش هيبوظ لك دماغك، واللي يقولك اشمعنى فلان واشمعنى فلانة، يعني ما الذي كان يمنع إن سعاد حسني تقترب من هذا العظيم، صلاح جاهين ده مهما تسمع عنه وتقرا له، مش هتتصور قد إيه كان شيء عظيم جدا، شيء رائع جداً»

وأضاف «محدش فينا كانت علاقته قوية بصلاح زي سعاد، صلاح لما يلاقي موهبة لا يبخل عليها أبداً، كان فرحان بيها، صلاح كان عارف إن الفنان لما يبقى موهوب أوي بيعاني أوي، وكان صلاح حساس وفاهم شخصية سعاد، كان يقعد يفسّر لها المشاهد والجمل، ويخش في بطن الشغل ويحلل لها الكلمة بالحرف، وكان يصلّح المشاهد من وحي كلامه معاها، وهي كمان معاه كانت بتبقى على سجيتها، الموهوبين بتبقى لغة حوارهم مع بعض مختلفة عن لغتهم مع الآخرين، صلاح كان واحة، لا يمكن إنك تخجل من إنك تغلط قدامه أو تقول رأي مش موفق لإنك عارف إنه هيكون صادق معاك وهيعلمك من غير تعالي. ومش بالسهل إنك تلاقي ده في الوسط الفني اللي ممكن الإنسان يحس فيه إنه غريب واللي فيه كثيرين بيتعاملوا مع سعاد النجمة مش مع سعاد الإنسانة وممكن تسمعهم بيقولوا عليها من وراها هي عاملة كده ليه، عشان مش فاهمين شخصيتها وطريقتها، وعشان كده سعاد تمسكت بصداقتها مع صلاح، اللي عرف إزاي يتعامل مع هذا الكائن الحساس الرقيق اللي اسمه سعاد حسني»

وكشف الفتى الأسمر : «للأسف في ناس كتير استكتروا ده على سعاد، حتى بعض أصدقائها بدأوا يحاربوها، وعايزينها تعمل أعمال وحشة، وشايفين إن صلاح هو اللي واقف ضدهم، عشان هي كانت بتاخد رأي صلاح، كان صلاح محتضننا كلنا وكان راجل صادق وحنين وكريم، وساعات كتيرة كانت تاخد رأي سلبي عن عمل فيقول لها العمل جميل يا سعاد، ويبقى أصحاب العمل ناس من اللي كانوا بيقولوا عليه ده شيوعي، وأقسم إني عمري ما شفت صلاح جاهين بيقوّي سعاد على أي عمل أو أي مخرج، وللأسف لما ترفض عمل من الأعمال اللي عرضوها عليها يشتموا صلاح، لدرجة إن مرة جاله جواب تهديد بالقتل، لإنهم متصورين إن صلاح جاهين بيمنع عنهم المصالح اللي ممكن يكسبوها من ورا سعاد، وكان بيصعب على سعاد إنها مسببة كل المشاكل دي لهذا الرجل، للأسف في ناس من دول بعد ما مات صلاح شفتهم ماليين الجرايد كلام عن حزنهم على فراق صلاح»

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً