اعلان

الزواج في القرى للأغنياء فقط: "تعنس ولا تتستر".. في المنوفية.. "قايمة العروسة" بـ800 ألف.. الشبكة "هندي" والعشاء بـ25 ألف جنيه بالمنيا.. وجنوب سيناء.. الزواج من خارج القبيلة ممنوع والمهر 5 ناقات

كتب :

كتب: أسماء ناصر ـ إنعام محمد ربيع ـ شيماء السمسار ـ عمرو علي ـ أحمد مرجان ـ ريهام غريب ـ مروة زنون ـ زياد حماده ـ أحمد فتحي ـ أيمن الجرادي

لكل محافظة عاداتها وتقاليدها في إتمام مراسم الزواج بين عائلاتها، فعلى الرغم من الحالة الاقتصادية التى تمر بها جميع المدن والقرى المصرية في السنوات الأخيرة، فإن هناك مدن وقرى ما زالت تتمسك تقاليد وأصول تجعل من الزواج أمرًا شبه مستحيل بالنسبة للشباب.

«خليها تعنس» كانت بمثابة رسالة غاضبة من شباب انتشرت على مواقع «السوشيال ميديا»، مطلقة تحذير استفز العديد من الفتيات الذين اعتبروها إهانة لهم، غير أن الواقع يدل على أن ثمة شيء غير صواب يحدث في المجتمع المصري ويدعو إلى القلق فيما يخص بالزواج.

وفي هذا الملف، طافت «أهل مصر» المحافظات، واقتحمت القرى للتعرف عن قرب على عادات وتقاليد الزواج المجحفة وأسبابها..

في الإسكندرية.. «دنيا» فسخت خطبتها بسبب 60 جرام ذهب: «تستاهل تقلها»

تقف شروط الزواج في الإسكندرية عائقا في كثير من الأحيان في جمع شريكين، وتختلف تلك الشروط على حسب حالة عائلتي العريس والعروس.

فى قرية خورشيد بضواحي الإسكندرية، تحكي «دنيا.م» 23 سنة، عن الشروط التي فرقت بينها وبين حبيبها، فتقول إن والديها قاموا بجمع كمية كبيرة من الذهب من جدتها وأمها، ووزنها، واشترط والدها على عريسها أن يأتى بنفس وزن الذهب الذي معها، والمقدر بحوالي 60 جرام ذهب، وهو أمر مستحيل على شاب تخرج لتوه من جامعته، في ظل وصول جرام الذهب لـ640 جنيهًا، وعندما عجز الشاب عن تدبير هذه الشبكة المبالغ فيها، رفضه والدها، مبررا ذلك بأن «بنته تتقال بالذهب».

«دي رخيصة وبترمي نفسها».. كلمات وقعت كالصاعقة، من والدة العريس، على أذن الوالد الذي تهاون في شروط زواج ابنته، بعد أن قدم بعض المساعدات للعريس، تحكي «رحمة.ط»، وعيناها تملؤها الدموع، عن تجربتها الأولى في الارتباط، فتقول إن زميلها في العمل تقدم لخطبتها، فلم يشترط الأب عليه شبكة باهظة، أو أي شروط تعجيزية، مما جعل والدته تشك بالعروس، وأنها قد تكون «معيوبة»، وبعد إتمام الخطبة، من زميلها بالعمل، بدأ والدها في تقديم مساعدات لعريسها، واتصلت والدته بأبيها وأبلغته بفسخها للخطبة، بعد أن وبخته لأنه لم يعلي سعر ابنته.

وعلى الرغم من ذلك، فهناك فئة أدركت مدى صعوبة تأسيس حياة، خاصة بعد الارتفاع الجنوني فى الأسعار، حيث تقول بسمة البنا، إن والدها تشارك مع عريسها، ولم يشترط عليه ثمن للشبكة، ولم يلزمه بأي شروط، بل كان يقدم له مساعدات أثناء تجهيز «عشهم الصغير» الذي بدأ في تكوينه، مؤكدة أن أهل زوجها قدروا مساعدات الأب، واعتبروا هذا مشاركة من أب لولده.

- الخشب والصيني طرفان المعادلة الصعبة

دائما ما يأتي فرش المنزل الجديد في المرتبة الثانية من شروط الزواج، بعد الشبكة التى سيقدمها للعروس، يأتي الصراع بين العائلتين، حيث تؤخذ الأمور بندية، فيصعب حل المعادلة البسيطة، فهناك من يطلب أثاث من معارض باهظة جدا، وآخرين يبالغون في المكملات الأخرى.

يقول باسم عبد النعيم، أحد الشباب، إن «الخشب والصيني» سبب فشل أول ارتباط له، حيث ذهب لخطبة إحدى معارفه، ليستقبله والدها، فى صالون منزله، ذات الكراسي المتهالكة والمنضدة النصف مكسورة، ليشرط عليه أن يشترى لبنته أثاث منزلها من أفخم معرض للأثاث، حيث يتعدى سعر الغرفة الواحدة 35 ألف جنيه، فزع الشاب، وشرح للوالد حالته المادية البسيطة في تلعثم، لكن الوالد رفض، وطرده معلنا أنه لن يناسب ابنته، بل واعتبر أنه غير مسؤول، فهو لا يريد التصرف من أجل تلبية شروط والدها.

- الندية تصدر حكم الفشل

لم يتوقف الأمر على الشروط التعجيزية فقط، لكن الأمر امتد إلى الندية بين فتيات العائلة الواحدة، حيث يذكر أحمد سمير، أنه تقدم لخطبة ابنة خالته، وأثناء الاتفاق صرخت أمها في وجه أختها والدة العريس، حيث إنها تريد الشاب أن يشتري من نفس معرض الأثاث الذي اشترت منه أخته، التى تزوجت قبل خطبته بشهور، معللة ذلك بأن ابنتها ليست أرخص من ابنتهم.

في هذا الصدد، حذر الشيخ حسن عبد البصير، مدير عام الدعوة بمديرية أوقاف الإسكندرية، من الدعوات التي ظهرت لمقاطعة الزواج، مؤكدا أن ظاهرها عدم المسؤولية وباطنها مخالفة الهدي النبوي الكريم، فعن عائشة رضي الله عنها قال صلى الله عليه وسلم «النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني».

وأضاف عبد البصير، أن التحريض على عدم الزواج مخالفة لسنة نبوية، وفطرة يجب أن تكون مرعية، وتدل على عجز في الإنسانية وقصور في المسؤولية، وفيها تحريض على علاقات مفتوحة، تؤدي إلى سقوط المجتمع في الهاوية، وقال الله في كتابه «وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم»، مضيفا أن تكوين الأسرة هي الضمان الرئيسي لسلامة المجتمع، وهي الوسيلة التي ارتضاها الله لنشأة المجتمع وتطوره.

في بني سويف.. الشبكة «نص كيلو دهب» والمقابلة بـ«عجل»: «لو راجل اتجوز»

ما زال أهالي قرى محافظة بني سويف يتفقون فيما بينهم على «شبكة الفرح» التى تُحسب بالجرامات وليست بالمبالغ المالية، على الرغم من صعوبة المعيشة، وانتشار البطالة بين الشباب إلا أن مشروع شبكة الفرح من الخطوط الحمراء التى ترفض الأسر خاصة الريفية التفاوض عليها، وأصبح الصراع على من هى أغلى شبكة داخل القرية والعائلة، فالحد الأدنى لها 100 جرام وليس لها حد أقصى، فأحيانًا تصل لـ300 و500 جرام، حسب قدرة أسرة العريس.

ومن أهم هذه العادات والتقاليد، استمرار تمسك أهالي بعض القرى بإهداء العروس نصف ما يقدم العريس «شبكة» للعروس، فضلاً عن ما يسمى بـ«الواجبات الأسبوعية» والتي يشترط أن تتكون من خروف بلدى وأجولة كاملة من الدقيق والسكر والأرز.. إلخ، وتقدمه أسرة العروس للعريس وأسرته صباح كل خميس ولمدة 3 شهور عقب حفل الزفاف، على أن تنتهي الشهور الثلاث بمقابلة رجال عائلة العروس لابنتهن بتوجههم لمنزل الزوجين يحملون الواجب مضاعفًا يتقدم رأس ماشية «عجل أو بقرة» جاهزة للذبح .

وانتشار ظاهرة العنوسة، بسبب المغالاة فى الشبكة، دفع عدد من شباب المحافظة في تدشين مبادرة «بلاها شبكة» ولاقت المبادرة استجابة الأهالي بعدد من قرى المحافظة، بهدف تخفيف نفقات المقبلين على الزواج والحد من المشكلات التي تتسبب في تأخير سن الزواج، ومواجهة الظاهرة، خاصة مع الارتفاع المتواصل في أسعار الذهب، وبدأت عائلات القرى في الاتفاق بينهم على تكاليف الزواج التى تجنبت شراء الذهب، واكتفت بـ«دبلة وخاتم» وتدوين ما يتم الاتفاق عليه بقائمة الزواج، بعد أن اقتنع كبار العائلات بالموافقة على المبادرة للتيسير على الشباب المقبلين على الزواج .

محمود موسى، موظف بالزرعة، أحد المستجيبين للمبادرة، أكد أنه منذ متابعته «بلاها شبكة» وبدأ في التفكير في كيفية توعية المواطنين بالفكرة عمليًا، قائلا: «حبيت أطبق الفكرة على نفسي أولا وقررت تنفيذها على ابني أحمد بالاتفاق مع والد عروسته، على إلغاء الشبكة والتسهيل في نفقات الزواج، وعقد قرانهم وسط سعادة أهالي القرية بالمبادرة وإشادتهم بموقفي الداعم لها»، مؤكدًا أن أهالي قريته اتفقوا على إلغاء شراء الذهب والاستغاضة عنه بخاتم فقط في الخطوبة، وإلغاء حفل الزواج ومشتملاته، فضلًا عن التشاور فى إلغاء «الواجبات والنيش والكعك والبسكويت والدي جي»، فضلاً عن الاتفاق على ألا يتعدي مبلغ مؤخر الصداق الـ15 ألف جنيه.

أما مينا عادل، بائع بمحل مجوهرات ذهبية، فيقول إن الاستجابة لتلك الحملات يعتبر محدود جدًا، رغم أن فكرتها جيدة جدًا، ولكن تنفيذها صعب للغاية في ظل تمسك الأهالي بالعادات والتقاليد، خاصة في ظل وجود أصحاب رأي وهم كبار السن ووالدة العروس التي تتحكم في هذا الأمر، قائلا: «إحنا بنتكلم كتير وعند الجد مبنعملش بالكلام ده»، مشيرًا إلى أن الأهالي لن تلتزم بتلك المبادرات، وهناك اختلاف بين بعض القرى والبعض الآخر، لافتًا إلى أن سكان المدينة لا يشترون الذهب بكميات كبيرة مثل القرى، فالمشكلة الكبرى تكون عند أهالي القرى.

من جانبه قال الشيخ بشير نادي، القيادي بمديرية الأوقاف ببني سويف، إن الشبكة دائمًا تقف حائلًا كبيرًا بين الشباب والإقدام على الزواج، مشيرًا إلى أن الأحاديث النبوية تؤكد أن الشبكة ليست شرطًا أساسيًا من شروط إتمام الزواج، لافتًا إلى أنه يتواصل مع الوزارة لتخصيص خطبة الجمعة عن هذا الموضوع، مطالبًا الأهالي بالتعاون فيما بينهم لتخفيض تكاليف الزواج للتيسير على الشباب ومواجهة ظاهرة العنوسة التى بدأت تستشري في المجتمع.

جنوب سيناء.. الزواج من خارج القبيلة ممنوع والمهر 5 ناقات: «بس دلوقت بقى دهب»

للقبائل البدوية بجنوب سيناء عادات وتقاليد خاصة بها في الزواج وتعد هذه العادات والتقاليد إحدى موروثاتها عن الأجداد منذ القدم، وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي والتعليمي والفكري إلا أنه ما زالت القبائل البدوية تتبع هذه العادات والتقاليد، وما زال الشباب والفتيات يصرون على اتباع عادات أجدادهم على الرغم من اختلاف الفكر والثقافة بعد أن التحقوا بالمدارس وبعضهم استكمل تعليمه الجامعي، ومن أهم هذه العادات الزواج من الأقارب «أي نفس القبيلة»، والزواج في سن مبكر، واتباع عادات «القصلة والبرزة».

سليمان الجبالي أحد شباب قبيلة الجبالية بجنوب سيناء، يقول إن الشاب البدوي لابد وأن يتزوج من قبيلته ويوجد حالات قليلة يتم الزواج من قبيلة أخرى ولكن لا يمكن أن يتزوج من الحضر أي الوافدين إلا في حالات نادرة جدا.

وأضاف سليمان، أن البدو يفضلون الزواج المبكر يبدأ للشاب من 18 سنة والفتاة من 16 سنة، وإذا رغب أحد الشباب في الزواج من ابنة عمومته «ابنة عمه» وكانت صغيرة ينتظرها حتى تكبر، وتتراوح فترة الخطوبة ما بين سنة إلى 5 سنوات، وعلي الشاب أن يقدم الهدايا لها خلال هذه الفترة باعتبارها ملزمة منه، مشيرا إلى أن الفتاة إذا كانت صغيرة ويريدها الشاب يسعى للحصول على «القصلة» من والدها .

-القصلة

في حالة موافقة والد الفتاة على الشاب المتقدم لخطبة ابنته ولكنها ما زالت صغيرة يعطي عصا خضراء للشاب الخاطب ويقول له «هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله إثمها وخطيئتها في رقبتك من الجوع والعرى ومن أي شئ نفسها فيه وأنت تقدر عليه»، فيتناول الخاطب القصلة ويقول: «قبلتها زوجة لي بسنة الله ورسوله» ومن هنا تكون الفتاة مسؤولية الخاطب مسؤولية كاملة حتى قبل الزواج فالخطيب مسؤول عن ملبسها وكافة الهدايا الخاصة بها .

وبخصوص المهر، قال سليمان، إنه قديما كان المهر ابنة العم جمل أصيل أو 5 جمال أما إذا كانت العروس من قبيلة أخرى فالمهر من 5 جمال إلى 20 جمل أو تحديد ثمن الجمال ودفعها وكان هذا المهر إلزاما على العريس وفي بعض الأحيان يلزم العريس بقيمة الجمال أمام شهود في حالة عدم سداد قيمة المهر ولكن الآن أصبح المهر ذهبا بدلا من الإبل.

- الخيمة أو البرزة

أوضح أن البرزة عبارة عن خيمة تقام من أجل إتمام مراسم العرس وكانت تستخدم قديما ولم يعد لها استخدام الآن وهي عبارة عن خيمة للعروس يقضي فيها العريس 3 أيام مع زوجته، ولكن ما زالوا يستخدمون الخيمة في مراسم الزفاف حيث تقام خيمة خاصة بالسيدات وخيمة خاصة بالرجال وتطلق في كل خيمة الأغاني البدوية وتجلس العروس في خيمة السيدات والعريس في خيمة الرجال ثم يذهب العريس بمفرده إلي خيمة السيدات بعد إبلاغ جميع السيدات بالخيمة ليجلس مع عروسه بعض الوقت ثم يصطحبها إلي منزل الزوجية .

في المنوفية.. «قايمة العروسة» بـ800 ألف و«السكر» بـ30.. «منوفية يا دولة»

ارتفع سعر الصيغة «الشبكة» في محافظة المنوفية خلال السنوات الماضية بشكل غير مسبوق، ويعتقد البعض بأنها تعبر عن قيمة الفتاة في عين الرجل، كما تقوم بعض الفتايات بشراء الذهب تقليدا لأقاربها وصديقاتها مبررة ذلك بأنها «ليست أقل منهم».

يقول جمال أبو عميش، والد عروس: «لم نعد كما كنا قديمًا نسعى إلى سُترة الفتاة وتزويجها لحسن الخلق فقط، بل تنظر بعض الفتيات إلى غيرها من صديقاتها وإيقانهم أنهم يجب أن يكونوا مثلهم دائماً، فقديماً كان الزواج سهلا للغاية وذلك لأن المهر كان قليلا للغاية أما الآن فهو كبير جدا في نظر الأسر فيبدأ من شراء دبلة فقط عند بعض الأهالي إلى شراء 300 جرام ذهب».

ويضيف جمال، أن «الأسر تستنفذ بعضهم البعض فالفتاة يجب عليها أن تشتري 4 بطاطين، و4 أطقم حلل و5 طقم كوبايات، وفي النهاية تترك في المنزل دون استعمال».

ويقول محمد الصعيدي، أحد الأهالي، إنه سمع منذ 3 أيام عن قائمة جهاز العروس بقيمة 800 ألف جنيه ولم يصدق حينها وجود قائمة جهاز بهذا السعر نظرا لأنهم في محافظة ريفية كما أن هذا الرقم خيالي للبعض، مضيفا أن أهل العروس مرغمين على إحضار ما يسمي بالنيش والذي تم إلغاؤه في العديد من المحافظات ولكن ما زال في المنوفية، مشيرا إلى أن حملة «خليها تعنس» التي أصبحت منتشرة على «فيس بوك» وهناك شباب استجابوا للحملة بتقليل تكليفات الزواج.

أما سلمى بدير، ربة منزل، فتقول إنه تم إلغاء المهر في مراكز المنوفية فقط ولكن بعض القرى ما زالت تعمل به، ففي قرية طليا التابعة لمركز أشمون يطلب أهل العروس بقيمة 30 ألف جنيه «سكر» أي لشراء الأجهزة الكهربائية وبعض الملابس الخاصة بالعروس، وفي قرية شمنديل تذهب بعض الفتيات الريفيات إلي زوجها بـ «شنطة ملابسها فقط وحلتين الألمونيوم للطعام».

«البنت تتشل لو مجبتش أزيد من بنت عمها».. تقول سلمى، مؤكدة أن الفتيات ينظرون لبعضهم البعض كثيراً، قائلة: «الفتاة تجلب 60 فوطة و4 أطقم حلل و4 أنواع كاسات و70 ملاية سرير و12 دفاية، و6 لحاف».

من جهته أكد الدكتور أحمد عبد المؤمن، وكيل وزارة الأوقاف بالمنوفية، أن تساهل الزواج أمرا لابد منه لتقليل الزنا الذي انتشر بشكل كبير للغاية في الآونة الأخيرة فلو تساهل البعض لما كثر بهذه الطريقة، لافتا إلى الحملات التي تنادي بتقليل تكلفة الزواج، مضيفا أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير».

في الدقهلية.. الشباب «مش عارف يتجوز»: «لسه أبوالعروسة بيطلب النيش»

عادات وتقاليد في قرى محافظة الدقهلية، تسببت في عزف الكثير من الشباب عن الزواج، الأمر الذي تسبب في زيادة نسبة العنوسة للرجال والفتيات أيضًا، وقرر عدد من الشباب إطلاق عدد من المبادرات من أجل تغيير الكثير من تلك العادات والتقاليد التي توارثها الآباء وتسببت في عزفهم عن الزواج.

ومن العادات القديمة التى تسببت في فشل الكثير من الزيجات، خلال الفترة الأخيرة، «النيش» ومؤخر الصداق وقائمة المنقولات وكتابة أسعار كبيرة بها مثل أسعار الشبكة والأجهزة الكهربائية، وتسببت تلك الأمور في فراق الكثير من الأحبة ورفض الكثير الزواج بعد تجاربهم السابقة.

«النيش» سبب رئيسي في الكثير من العزف عن الزواج، والذي يضم الكثير من الأشياء يتم عرضها فقط للزائرين داخل المنزل، وبالرغم من المصاريف الباهظة التى يتم إنفاقها به إلا أن الأهالى ما زالوا يؤيدون تلك العادات التى يريد الشباب تغييرها، ويصل الأمر إلى شراء أغراض للنيش تتخطى الـ 70 ألف جنيه.

«لازم شبكة عشان نتشرف قدام الناس» كلمات يسمعها الكثير من الشباب من قِبل أولياء أمور الفتيات، حيث يطالب الكثير منهم تقديم شبكة بأسعار باهظة في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الذهب حيث سعر الجرام الواحد الـ 600 جنيه، وذلك بحجة أن «الشبكة لازم تشرفنا قدام الناس وكمان زى بنت عمها وقرايبها»، الأمر الذى يؤدى إلى عزوف الشباب عن الزواج أيضا، هذا بالإضافة إلى قائمة المنقولات التى يتم المبالغة فى سعرها، حيث تصل إلى نصف مليون جنيه وأحيانا تصل إلى مليوني جنيه بحجة «عايزين نضمن حق البنت»، وقد يتسبب هذا التعنت من قِبل أهل الفتاة فيعدم إتمام الزيجة قبل أيام من حفل الزفاف، هذا بالإضافة أيضا إلى «الصباحية» وذلك بعد ساعات من الزواج وهي عبارة عن مأكولات ومشروبات يقوم أهل العروس بشرائها خاصة في قرى الدقهلية من أجل إطعام العريس وأسرته وجيرانه لمدة أسبوع كامل، الأمر الذي يتسبب في نشوب مشكلات بين أهل العروسين خلال الفترة الأولى من الزواج.

ويروي محمد حامد، أحد أبناء مدينة دكرنس، 30 سنة، تفاصيل 5 خطبات انتهت بالفشل، قائلا: «أنا خطبت 3 مرات ولم أرى في أي خطوبة ما أتمسك به، شعرت بدخولي المنزل من أجل شراء سيارة أو أي شيء وليس زوجة لتأسيس حياة وعشرة عمر.. طلبات غير معقولة لا يقدر عليها أحد مثل شبكة ونيش ومؤخر وقائمة منقولات.. أنا مقدرتش أتحمل كل ذلك وقررت عدم الزواج إلا عندما أجد الفتاة اللي شرياني فعلا وليست بالأشياء التى أفعلها من أجلها».

أما إيمان السيد، تبلغ من العمر25 عاما، فتقول: «مقدرتش أتجوز حب عمرى الذى ارتبط به 5 سنوات كاملة وذلك بعد مغالات أهلى له فى الطلبات التى تسببت فى فشل الزيجة وقررت عدم الزواج ولن أسامح أهلى على ذلك، وعادات وتقاليد عقيمة لم يروا أن السعادة ليست بالأشياء فقط ولكن السعادة بالحب والعشرة ومن يصوننى ويحافظ عليّا ونتشارك مع بعضنا في حياة كريمة مدى الحياة».

الشبكة «هندي» والعشاء بـ25 ألف جنيه في المنيا.. والشيك بدل «القايمة»

تحول الزواج في السنوات العشر الأخيرة إلى منافسة بين العائلات للتفاخر تارة والمنافسة تارة أخرى حتى أضحى الزواج بمحافظة المنيا «عروس الصعيد» إلى تجارة مشروعة بين الزوجين التى قد تختلف من المدينة إلى القرية التى تزداد تمسكا بالعادات والتقاليد فى المغالاة فى المهور والشبكة خلاف الحال فى المدينة.

ويتصدر مركزي ملوي جنوب محافظة المنيا ومغاغة شمال الإقليم المراكز الأكثر تمسكا بشراء الشبكة للعروسة التى قد تصل إلى ٢٥٠ ألف جنيه لعدد من العائلات والذين يشترطون شراء الشبكة الهندي ذات المصنعية الأغلى .

فيما يختلف الوضع قليلا في القرى والتي تشترط العائلات إلى جانب شراء شبكة تبدأ من ٥٠ ألف جنيه دفع ثمن العشاء لأهل العروس وتترواح من ١٥ ألف جنيه وحتى ٢٥ ألف جنيه فضلا عن توفير سيارات أجرة على نفقة العريس تقوم بنقل أهالي العروس إلى قاعة الأفراح المقرر إقامة حفل الزفاف بها وهو الحال بمختلف قرى المحافظة.

على جانب آخر، تلجأ بعض العائلات إلى قبول خطبة ابنتهم بدبلة ومحبس فقط نظير تسجيل قيمة مادية أعلى وجرامات أعلى بالقائمة تعويضا عن شراء شبكة بثمن قليل، فيما تفضل عدد كبير من الأسر إجبار العريس على توقيع شيك يبدأ من ٢٠٠ ألف جنيه أو على بياض بدلا عن كتابة القائمة الأمر الذي تفضله عائلة العروس في الآونة الأخيرة خشية طلاق ابنتهم والانتظار على أبواب المحاكم إلا أنه في وجود شيك لدى أهل الزوجة يمكنهم الحصول عليها من الزوج .

وعلى الرغم من اختلاف العادات والتقاليد بين أهل القرى والمدينة إلا أن القيمة الموحدة التى يتفق عليها الجميع في قيمة المهر المقدم للعروس يبدأ من ١٠ آلاف جنيه ثم يتصاعد تدريجيا بحسب مكانة عائلة العروس .

وبمراكز شمال المحافظة انطلقت عدة حملات لرفض المغالاة في المهور وتخفيف أعباء الزواج على العروسين وعائلاتهما وتقليل قيمة الشبكة وتسجيلها في القائمة بجرامات أعلى من الحقيقي وحذف النيش وبعض المستلزمات المنزلية من عش الزوجية، ونجحت الحملات فى مراكز شمال المحافظة إلا أن مراكز جنوب عروس الصعيد ما زالت تتمسك بالمغالاة فى المهور والشبكة وجهاز العروسين فى سباق وتفاخر.

تقول الدكتورة بركيسة طه، أستاذ علم الاجتماع، إن المغالاة فى المهور والشبكة جعلت عدد كبير من الشباب والفتيات يعزفون عن الزواج وظهرت العنوسة بين الطرفين ليست فى الفتيات فقط بل ظهرت بين الشباب، لافتة إلى أن البعض قد يسير فى طرق غير مشروعة كالزواج العرفى لكونه غير قادر على تكاليف الزواج.

وأضافت طه، أنه رغم ارتفاع نسبة العنوسة إلا أن متلازمة ارتفاع نسبة زواج القاصرات فى الصعيد مازالت فى تزايد، موضحة أن البعض يلجأ إلى الزواج من فتاة صغيرة غير متعلمة يقدر على تكاليف زواجها التى تشترطها عائلتها لكونه لن يتمكن من تنفيذ كافة طلبات أسرة العروس الحاصلة على مؤهل عال.

في الغربية.. الأهل يبدأون في تجهيز البنت منذ الصغر: «الشوار بـ150 ألف»

«يا مخلف البنات يا شايلة الهم للممات».. مثل شعبي قديم يمثل حال الأهالي بمحافظة الغربية، حيث تتميز المحافظة بالطابع الريفي إلى حد كبير، فهناك عادات وتقاليد للزواج منذ قديم الأزل ما زالت مسيطرة وتفرض نفسها بقوة، حتى وإن كانت الأسرة فقيرة، فـ«شوار العروس» بقرى الغربية «يقسم الظهر»، وبمقارنته بتجهيزات العروس في المدينة فهو يفوقه بـ 4 أضعاف.

يقول أحمد سامح، مزراع يقطن بقرية ميت حبيب بمركز سمنود: «جرت العادة هنا بأن يصل شوار العروس (الجهاز) لأكثر من 150 ألف جنيه، ولابد أن يصل ثمن حلل الألمونيا لـ30 ألف جنيه، لأن معظم فتياتنا يتزوجن فى بيت عائلة، وكل هذا ضروري في حياة كل فتاة تتزوج في بيت العيلة، ففي بعض الأحيان يصل الأمر إلى التفاخر بكل قطعة في بيت الزوجية، فهذا يدل على قدرة كل أب في تجيهز ابنته للزواج، وفي بعض الأحيان تقاس راحة البنت في بيت العيلة بما جلبت من بيت أبيها» .

ويضيف حسين حمدان، يقيم بقرية دمرو التابعة لمدينة المحلة الكبري، أن بعض الأسر يشارك العريس فيها بملبغ مالي قدره 50 ألف جنيه في تجهيز عروسه، بينما هناك أسر أخرى تطبق قانون المناصفة بأن يشارك العريس بنصف التكاليف، في حين أن المتبع أن تتحمل أسرة العروس كافة الأجهزة الكهربائية «كل ماله فيشة»، والتي تضاعفت أسعارها بعد تحرير سعر الدولار الجمركي.

ويشير حمدان، إلى أن هناك بعض العادات التي تربوا عليها منذ الصغر، فما زلت الأسر في قريتهم تقوم بعرض أثاث المنزل بدءًا من أصغر القطع والزينة حتى أركان المنزل الخشبية، محملا على «الصواني» وسيارات النقل، وسيرا على الأقدام متجولين في أرجاء القرية ويشارك في ذلك كل أفراد القرية الكبير والصغير، حتى ينتهي المطاف في بيت الزوجية، وتلك من أهم عادتهم في شوار العروسة.

وتابع: «أي حد فينا علشان يجهز بنته دا بيكون على حسب مكسب قوته من محاصيل أرضه أو على حسب قدرته في تربية بعض المواشي التي توفر له في نهاية الأمر الشوار في الكامل، وهذا هو وجه الاختلاف بين تجهيز فتاة المدينة عن فتاة الريف، ففتاة المدنية تقوم والدتها بتجهيزها منذ الصغر على حسب ما تستطيع من توفيره من مصروف البيت، بينما يعمل الأب في ادخار بعض الأموال على مدى سنين عمره لينهي ما تكون قد زوجته بدأته منذ صغر الفتاة».

وأردف حمدان، أنه يتم تحديد مهر وتكاليف زواج الفتاة وفقا لما تملك من أطيان زراعية، فتصل الشبكة لأكثر من 300 ألف جنيه، ولا يشارك العريس فى أي من تجهيزات المنزل، ولا تتزوج العروس «ذات الطين» من خارج الأسرة، مضيفا: «كل ده كوم وهدايا أم العريس كوم تانى، ولو فرضنا جدلًا أن العروس اشترت 100عباءة فلأم العريس النصف، أما بالنسبة للمفروشات فهى أيضاً بالنصف، وبالنسبة للأجهزة الكهربية تأتى العروس بغسالتين، وثلاجة وديب فريزار، وعجانة كهربية وفرن، إلى جانب البوتجاز و4 أنابيب غاز وبعد زيادة الأحمال منذ 6 أعوام دخل بند جديد فى الجهاز وهو مكينة الكهرباء بجهد 10 كيلو».

أما بالنسبة للمواسم والطعام، فيقول إن والدة العروس تظل تطعم ابنتها وحماتها لمدة 40 يوما، وبعدها تستمر فى تخزين شقة ابنتها من حبوب وطيور حتى تنجب الفتاة طفلها الأول، ومن ثم تبدأ رحلتها مع المواسم، أما بالنسبة للهدايا فهناك ما يسمى بهدية رد الشبكة، فلكل عروس بعد أن يتم خطبتها تجهز والدتها هدية لمنزل العريس تصل تكلفتها فى بعض الأحيان لـ10 آلاف جنيه، وهي عبارة عن «أرز وطحين وطيور، وخضار ومفروشات» وتصل لمصوغات ذهبية، لذلك تعد قرى الغربية من أشد القرى تشددًا فى تكاليف الزواج، أما فى المدينة يكتفى الأهل بـ«دبلتين» والأثاث بالمناصفة. 

الشبكة تصل لـ«ربع مليون جنيه» بقرى البحيرة: «ولو ساكن في مدينة دبلتين ومحبس»

تختلف عادات وتقاليد مراسم الزواج في محافظة البحيرة عن غيرها من المحافظات وقد تختلف داخل المدينة الواحدة.

تقول منى محمد، معلمة، مقيمة في مدينة دمنهور، إن الشبكة هدية يقدمها الرجل لخطيبته، للتقرب منها وإظهار الحب لها ولكن تخلتف قيمتها حسب عرف كل بلد أو مدينة، ففي مدينة دمنهور الشبكة «دبلة فقط» أو ملحق معها «خاتم» أو «محبس»، لكن في القرى الشبكة تصل إلى مبالغ مادية كبيرة حسب وضع كل عائلة فهناك عائلات تصل الشبكة إلى ربع مليون جنيه.

وتضيف منى، أن اتفاقات التجهيز أيضا تختلف طبقاً لكل مركز ومدينة وقرية، ففي المدينة الخطوبة على العروس والفرح على العريس وتجهيزات الشقة يتم تقسيمها علي الشقين، أما القرى تجهيزات الخطوبة والفرح على العريس أما تجهيزات الشقة تختلف أيضا طبقاً للاتفاقات بين العائلتين.

وقال محمد علي، أحد المواطنين، إن العادات والتقاليد المصرية في مراسم الزواج تعد الآن عائقاً أمام الشباب، قائلا: «حرام الشباب بتدخل في دوامة الديون في بداية حياتها علشان مقارنة أهل العروسة بأقاربها سواء كانت في المهر أو في تجهيزات الشقة والعفش».

وأضاف رأفت سعداوي، أن بعض أولياء الأمور يبالغون في المهر وتكاليف الزواج التي تصل إلى نصف مليون جنيه، لافتا إلى ضرورة عمل حملات توعوية توضح خطورة الانجراف خلف المظاهر السلبية الدخيلة على المجتمع في البذخ والإسراف بحفلات الزواج والمبالغة من جانب الأهل في المهور ما يترتب عليه دخول الشباب في دوامة الديوان مع بداية حياتهم الزوجية، ويهدد استقرارهم الأسري وانعكاس ذلك على المجتمع بزيادة نسب الطلاق وعزوف الشباب عن الزواج أو الزواج من غير المواطنات.

من جهته شدد الدكتور محمد شعلان، وكيل وزارة الأوقاف بالبحيرة، أنه على أفراد المجتمع الرجوع إلى كتاب الله والسنة النبوية التي نظمت العلاقة الأسرية وحثت على تيسير الزواج والبعد عن المغالاة في المهور وحفلات الزواج اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم حتي لا تزيد نسب الطلاق أو العنوسة في المجتمع، مؤكدا أن الزواج سنة وإكمال نصف الدين ويجب تخفيف العبء علي الشباب حتي يتم الحفاظ عليهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، لافتا إلى أن العادات والتقاليد المصرية في مراسم الزواج تعد عبء كبير لا يتحمله الطرفين سواء الخاصة بتجهيزات العروس أو تجهيزات العريس.

«علبة جهينة» تخنق المقبلين على الزواج في سوهاج: «للكبار فقط»

تتمتع محافظة سوهاج ببعض العادات الغريبة في مراسم الزواج التى تساهم كثيرا فى تأخر الارتباط بشريكة الحياة، حيث أصبح ارتفاع أسعار تجهيز بيت الزوجية عائقا كبيرًا أمام الشباب من الجنسين، وتفردت بعض قرى ومدن سوهاج، وخاصة مركز جهينة شمال غرب سوهاج بعادات تزيد المعاناة على كاهل الشباب، حيث يقومون بتطبيق عادات وعُرف قديم لا يستطيع مجابهته الكثير، يطلق عليه «العلبة»، وهى عبارة عن مبلغ من المال، يقوم العريس بإعطائه لوالد العروس يتراوح ما بين 50 إلى 150 ألف جنيه حسب حال العريس، مساهمة منه في متطلبات العروس، بالإضافة إلى تجهيزه الشقة ومحتوياتها من كافة المشتملات .

بالإضافة إلى ذلك فإنه علي الزوج شراء كمية من الذهب بمبالغ تزيد عن 50 أو70 ألف جنيه، وفى بعض القرى والأسر الفقيرة يكون بـ 30 أو 40 ألف جنيه، وكتابة قائمة مشغولات تبدأ من 100 ألف جنيه للأسر الفقيرة و150 أو200 ألف جنيه أو أكثر من ذلك في بعض الأحيان، بالإضافة إلى تحمل العريس نفقات الفرح إن كانت ليلتان أو 3 ليالي أو ليلة واحدة حسب المتفق عليه بينهم .

وهناك بعض القرى الأخرى في مركزي طما وطهطا والمراكز الأخرى، تقوم بشراء ذهب بمبالغ تصل إلى 30 أو 40 ألف جنيه ولا يوجد ما يسمى بـ«العلبة» ولكن قد يساهم الزوج بـ 5 أو 10 آلاف جنيه مع العروس لشراء بعض الملابس ولزوم بعض حلويات ومأكولات العرس، ولكن تكون قائمة المشغولات بمبلغ يفوق 200 و250 ألف جنيه حسب حال الأسرتين والاتفاق بينهم، ويتشارك كلاهما في تجهيز مكونات المنزل، حيث يقوم الزوج بشراء الشقة أو بناء المنزل وتجهيزه بالنيش وبعض الأنتريهات وغرف النوم وغرفة نوم للأطفال، أما الزوجة فتقوم بملء النيش وبعض محتويات الشقة من سجاد وأجهزة كهربائية، وبعض الملابس لها .

وقال إبراهيم القاضي، مسؤول جمعية «تحيا مصر» الخيرية بمركز جهينة، وصاحب مبادرة «تحشمي تسلمي»، إن ارتفاع تكاليف الزواج ومشاهدته تعثر الكثيرين في تلك النفقات ومغالاة الكثير من أولياء الأمور في متطلباتهم جعله يفكر فى إطلاق مبادرة تطالب بإلغاء العلبة والنيش وغرفة نوم الأطفال، وعدم المغالاة فى المهور، وانطلقت بالفعل وجابت معظم أرجاء المركز ولاقت قبول كبير بنسبة 40% من الأهالي وشاركه فيها رجال الأزهر والأوقاف وكثير من عواقل العائلات.

وفي السياق ذاته، أكد الشيخ حامد أبو زيادة، موجه عام بالأزهر الشريف، يقطن بمركز جهينة، أن المغالاة في المهور يخالف الشرع والدين، وأن تلك المبادرة طيبة لأنها تنادى بإلغاء «العلبة» أو تقليلها، حتى يتمكن الشباب من تكوين نفسه، لأن نفقات الزواج كثيرة جدا لا يقدر عليها الجميع، مضيفا أن المغالاة جرمة فى حق الدين والإنسانية، متمنيا أن تجد تلك المبادرة القبول عند باقي العائلات التى لم تستجيب لها حتى الآن.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً